اعتمدت هيئة السوق المالية السعودية الصيغة النهائية للقواعد المالية المنظمة للاستثمار الأجنبي، وسيبدأ العمل بها اعتباراً من 15 يونيو المقبل.

محمد الحربي من لندن: بعد انتظار دام تسعة أشهر من صدور قرار مجلس الوزراء السعودي على فتح السوق المالية السعودية أمام المؤسسات الأجنبية لشراء وبيع الأسهم، أصدرت هيئة السوق المالية السعودية، مساء اليوم، الصيغة النهائية للقواعد المنظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة في الأسهم المدرجة بالسوق السعودية اعتبارا من ١٥ يونيو القادم، في خطوة ستهدف إلى زيادة عمق السوق المالية، وتحولها للاستثمار المؤسسي.
&
النماذج المعتمدة للاستثمار الأجنبي في السوق المالية
واعتمد مجلس هيئة السوق المالية عدد من الإجراءات نشرت في بيان صدر اليوم تضمن القواعد المنظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة في الأسهم المدرجة (القواعد).
&
وكانت هيئة السوق المالية قد نشرت في أغسطس من العام الماضي مشروع القواعد المنظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة في الأسهم المدرجة بالسوق السعودي.
&
واضافت هيئة السوق أن هذه القواعد ستكون نافذة المفعول ابتداءً من الأول من يونيو 2015، على أن يُفتح السوق للمؤسسات المؤهلة وفقاً لهذه القواعد في 15 يونيو 2015. وطبقا للقواعد المقررة، فإن المستثمر الأجنبي المؤهل وعميله الموافق عليه يخضع لنظام ضريبة الدخل من حيث فرض ضريبة الاستقطاع البالغة 5% من إجمالي الأرباح الموزعة من الشركة المدرجة.
&
الشروط المالية للاستثمار الأجنبي
كما أوضحت هيئة السوق المالية الشروط التي وضعتها قواعد الاستثمار الأجنبي في السوق السعودي منها:
&
1- أن يكون المتقدم مؤسسة مالية ذات شخصية اعتبارية من إحدى الفئات التالية:
- البنوك.
- شركات الوساطة والأوراق المالية.
- مديري الصناديق.
- شركات التأمين.
2- أن يكون مقدم الطلب أو أي من تابعيه ممارسا لنشاطات الأوراق المالية والاستثمار قيها مدة لا تقل عن خمس 2 سنوات .
3- أن تبلغ قيمة الأصول التي يديرها مقدم الطلب 18.75 مليار ريال أو أكثر أو ما يعادلها وللهيئة الحق في خفض الحد الأدنى لتلك الأصول إلى 11.25 مليار ريال.
4- أن يكون مقدم الطلب مرخصا له من قبل هيئة تنظيمية (أو خاضعة لإشراقها ورقابتها) ومؤسسة في دولة تطبق 4 معاير تنظيمية ورقابية مماثلة للمعاير التي تطبقها الهيئة أو مقبولة لديها.
&
وقالت الهيئة إنه يمكن للمستثمر الأجنبي غير المقيم الذي لا تنطبق عليه هذه القواعد، الاستثمار في الأسهم المدرجة عن طريق اتفاقيات المبادلة وفقا للضوابط التي تضعها الهيئة في هذا الشأن، مشيرة إلى أن مواطنو دول مجلس التعاون والمقيمون في السعودية يمكنهم الاستثمار في الشركات المدرجة بشكل مباشر وفقا للضوابط المرعية، ولاينطبق عليهم القواعد الصادرة اليوم.
&
٥٠٠ ملاحظة حول مشروع القواعد
تلقت الهيئة ما يزيد على 500 ملاحظة حول مشروع القواعد قدمتها 33 جهة داخلية وخارجية، وقد تمثلت الجهات الداخلية في جهات حكومية، وأشخاص مرخص لهم (محليين وفروع شركات وساطة أجنبية)، ومكاتب محاماة، ومستثمرين أفراد، فيما جاءت مقترحات الجهات الأجنبية من بنوك وشركات وساطة ومديري صناديق.
&
وقد أعدت الهيئة مسوّدة بقائمة الدول التي تطبق معايير تنظيمية ورقابية مماثلة للمعايير التي تطبقها الهيئة أو مقبولة لديها، وذلك وفقاً للدراسات التي أُعدّت في هذا الإطار، ورغبةً من الهيئة في التركيز على مؤسسات مالية أجنبية تملك الخبرة والتخصص والدراية القانونية الكافية للتعامل في أسواق خارجية حيث ستتوفر هذه القوائم لدى الأشخاص المرخص لهم، وستقوم الهيئة بتحديث هذه القائمة من حين إلى آخر.
&
دليل السياسات والإجراءات&
عقدت الهيئة عدة اجتماعات داخلية وخارجية مع المهتمين والمختصين والأطراف ذات العلاقة بشأن المشروع، وعكفت على إعداد دليل للسياسات والإجراءات الداخلية المتعلقة بعمليات مراجعة وتسجيل ومتابعة الطلبات الخاصة بالمستثمر الأجنبي وعملائه.
&
وقد تم التنسيق مع شركة السوق المالية السعودية "تداول" في عدة جوانب من بينها:&
- مراقبة قيود الاستثمار التي تضمنها مشروع القواعد والإجراءات الواجب اتباعها للتعامل مع حالات عدم التزام تلك القيود، وتوفير المعلومات اللازمة عن نسبة ملكية المستثمرين الأجانب في كل شركة مدرجة من خلال الصفحة الخاصة بالشركة على الموقع الإلكتروني لـ "تداول".
- إجراءات فتح حساب لدى مركز الإيداع للمستثمرين الأجانب المؤهلين والعملاء الموافق عليهم، وإجراءات تبادل المعلومات بين الهيئة و(تداول) فيما يتعلق بالمستثمرين الأجانب والعملاء الموافق عليهم.
&
وتم التنسيق أيضا مع مؤسسة النقد فيما يتعلق بفتح الحسابات البنكية للمستثمر الأجنبي المؤهل وعملائه الموافق عليهم، وتم الاتفاق مع مؤسسة النقد وتداول على تسهيل إنشاء قاعدة موحدة لمتطلبات الحصول على موافقة الهيئة ومتطلبات فتح الحسابات لدى مركز الإيداع والحسابات البنكية، مما يسهل إجراءات فتح تلك الحسابات والاكتفاء بالمتطلبات التي يتم تقديمها للأشخاص المرخص لهم في هذا الشأن One– Stop- Shop.
&
وقالت الهيئة إنها ستستمر في تنفيذ حملة توعية واسعة النطاق، تتضمن المشاركة في المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية والمالية لإطلاع العامة على أهداف فتح السوق المالية للاستثمار الأجنبي، تتضمن أهداف فتح السوق وموادّ القواعد المنظمة لذلك.
&
ونقلت هيئة السوق توقعات عدد من المحللين والخبراء في السوق المالية أن يكون دخول المستثمرين الأجانب إلى السوق من خلال الاستثمار في الشركات المدرجة متدرجا وبتأني حيث أن بعض المستثمرين سينتظرون إلى حين إدراج السوق في المؤشرات العالمية قبل اتخاذ قراراتهم الاستثمارية حيث يتوقع أن يزيد عدد المؤسسات المالية الأجنبية التي ستستثمر في السوق السعودية بعد ذلك، وفقا للهيئة.
&
أهداف فتح السوق المالية أمام المستثمرين الأجانب
أكدت هيئة السوق أن فتح السوق السعودي للاستثمار الأجنبي يراعي تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها:
- دخول مستثمرين متخصصين في السوق لتعزيز الاستثمار المؤسسي والذي من شأنه دعم استقرار السوق والحد من التذبذب فيها.
- رفع مستوى البحوث والدراسات عن السوق المالية السعودية بشكل عام وعن الشركات المدرجة بشكل خاص مما يوفر لجميع المتعاملين معلومات أكثر دقة وتقييمات أكثر عدالة، وقد بدأ هذا الهدف في التحقق فعليا حيث لاحظت الهيئة زيادة عدد هذه البحوث مؤخرا وارتفاع جودتها.
- رفع أداء الشركات المدرجة ولاسيما في جانب الإفصاح عن المعلومات المالية والحوكمة.
- نقل المعارف والخبرات للمؤسسات المالية المحلية والمستثمرين من خلال جذب الخبرات المهنية المتخصصة وعالية المستوى.
- تعزيز مكانة السوق المالية السعودية لتكون سوق رائدة وزيادة فرص رفع تصنيفها على المستوى العالمي لتكون سوق ناشئة بحسب تصنيف المؤشرات العالمية.