رأت وسائل إعلام أميركية أن الجهود التي بدأ يباشر في تنفيذها مؤخراً العاهل المغربي الملك محمد السادس لتعزيز سبل التعاون مع دول منطقة جنوب الصحراء الكبرى، جاءت لتقدم مجموعة فرص جديدة على عدة أصعدة منها التجاري، الأمني والتنموي.

ولفتت بهذا الصدد صحيفة هفنغتون بوست الأميركية أن الجولة التي استهلها الملك محمد السادس بزيارة إلى دولة السنغال ستساعد على تفعيل اتفاقية التجارة الحرة المبرمة بين المغرب والولايات المتحدة، والتي ستكون بمثابة البوابة للقارة الأفريقية.

وعلى الصعيد الأمني، ستتيح الشراكة المبرمة بين المغرب وبين دول أفريقية لمواجهة الإرهاب إطاراً حقيقياً للعمل من أجل تعزيز أوجه التعاون مع الولايات المتحدة.

وركزت التقارير التي اهتمت بتغطية زيارة العاهل المغربي إلى السنغال حتى الآن على تنامي العلاقات التجارية بين أفريقيا وجيرانها الجنوبيين، نقل المهارات، إنشاء المشاريع لتحسين الحكم وتطوير البنية التحتية. ولفتت تلك التقارير في السياق عينه إلى حقيقة تحسن معدلات النمو الاقتصادي بالنسبة لمعظم الدول ذات الصلة.

ونوهت الصحيفة بأن هناك بعداً آخر يحظى بأهمية بالغة على صعيد التواصل مع القارة يتمثل في أن التنمية المستدامة بدول جنوب القارة أمر لا ينفصم عن القضايا الاجتماعية.

وشددت الصحيفة على أن أفريقيا تمتلك من المواهب والشباب الذين بوسعهم تحويل القارة إلى قوة عالمية، لكن ذلك لن يتحقق إلا بعد أن تتم معالجة المشكلات الراهنة.

وعدَّدت الصحيفة تلك المشكلات بالقول إن من بينها تلك الانقسامات العرقية والطائفية التي تهدد بعضاً من أهم الاقتصاديات، الإرهاب، تراجع التطور، تدهور وضعية المرأة في بعض البلدان، عدم تلبية الخدمات الصحية في بعض أجزاء المنطقة والاحتياجات الأساسية للشعوب، وهو ما اتضح للعالم خلال أزمة وباء الايبولا.

ومضت الصحيفة تشير إلى مآسٍ أخرى تحدث في العديد من الدول الأفريقية مثل تزايد معدلات الوفاة بين الأطفال ووفاة الأمهات أثناء الولادة، بالإضافة إلى حدوث مآسٍ أخرى نتيجة بعض المحرمات الدينية والتقاليد الاجتماعية المحافظة. فقد سبق أن أشار تقرير تابع لمنظمة الصحة العالمية الى&أن نسبة 3% فقط من ملايين عمليات الإجهاض التي أجريت في أفريقيا عام 2008 هي التي أجريت بوجود رعاية طبية مناسبة.

وطوال سنوات حكم الملك محمد السادس، أبدت أعداد متزايدة من دول منطقة جنوب الصحراء الكبرى اهتمامها بالتعلم من التجربة المغربية في كل هذه الجبهات السابقة.

وختمت هفنغتون بوست بنقلها عن اقتصاديين قولهم إن أفريقيا يمكن أن تتحول لتصبح محركاً للنمو العالمي، لكن شريطة وضع الشعوب في قلب جهود التنمية المبذولة.