&بروكسل: تتوجه اليونان مجددا بطلب تمويل الى شركائها في منطقة اليورو الذين ينظرون اليوم الاربعاء في اقتراحاتها من اجل الحصول على مساعدة غداة تعثرها عن سداد استحقاق لصندوق النقد الدولي.ومع نفاد الاموال في خزائنها لم تتمكن اثينا من تسديد 1,5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي لتصبح بذلك اول دولة صناعية تتعثر ماليا حيال المؤسسة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.&واعلن المتحدث باسم الصندوق جيري رايس في بيان "اؤكد انه لم يتم تلقي المبلغ .. المستحق اليوم على اليونان لصندوق النقد الدولي".&والنتيجة الفورية لهذا التعثر هي ان اثينا باتت محرومة من الاستفادة من موارد الصندوق المالية وستبقى محرومة منها طالما انها لم تسدد القسط المترتب عليها للمؤسسة المالية التي تواجه بذلك اكبر اخفاق في التسديد في تاريخها.

&
وبموازاة ذلك انتهت مدة الشق الاوروبي من خطة مساعدة اليونان في الساعة 22,00 تغ، ما حرم البلاد من الحصول على 16 مليار يورو من المساعدات على انواعها ما بين قروض واموال للمساعدات وارباح على مردود السندات المترتبة للبنك المركزي الاوروبي.وتستأنف مجموعة اليورو اجتماعاتها صباح الاربعاء للنظر في مقترحات اثينا التي طلبت الثلاثاء خطة مساعدة مالية جديدة.
وبعدما باتت اليونان محرومة من تدفق الاموال القادمة من المؤسسات (صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي) التي تمدها بالمساعدات منذ العام 2010 لم تعد البلاد تعول سوى على المساعدة الطارئة التي يوفرها البنك المركزي الاوروبي لمصارفها من اجل ان تستمر ماليا.ومن الصعب التكهن بعواقب هذا الوضع الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر الثلاثاء من "تاثير كبير" للازمة على النمو في اوروبا.
&
وفي بورصة طوكيو سجل مؤشر نيكاي عند بدء التداولات الاربعاء ارتفاعا بنسبة 0,27% الى 20291,05 نقطة.وكانت اليونان استبقت هذه التطورات محذرة من انها لن تتمكن من تسديد المبلغ المستحق لصندوق النقد الدولي الذي تتهمه ب"سلوك اجرامي" لفرضه خطط تقشف في غاية الصرامة على شعبها.غير ان السلطات قامت بمسعى اخير اذ حاولت تفعيل بند استثنائي من نظام صندوق النقد الدولي يسمح لها بالحصول على تاجيل لاستحقاقها.وباشر مجلس ادارة الصندوق النظر في هذا الطلب على ان يجتمع لاحقا للبت بشأنه.وقال مندوب البرازيل الى صندوق النقد الدولي باولو نوغيرا باتيستا متحدثا بصفة شخصية لوكالة فرانس برس "انها صفحة مؤسفة من فصل مؤسف. صندوق النقد الدولي قام بمجازفة كبرى بخطة المساعدة هذه".
&
وقامت اليونان خلال النهار بمسعى اول اذ قدمت اقتراحات جديدة لدائنيها الاوروبيين بعد وقف المفاوضات السبت وقبل ايام معدودة من استفتاء حاسم الاحد حول المقترحات الاوروبية.&وطلبت اليونان من مجموعة اليورو ابرام اتفاق لمدة سنتين مع الية الاستقرار الاوروبية، صندوق الدعم لمنطقة اليورو، يسمح لها بتغطية حاجاتها المالية التي تقارب 30 مليار يورو، مع اعادة هيكلة دينها، بحسب ما اوضح مكتب رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس.وكشف مصدر اوروبي مطلع على المفاوضات ان اليونان المحت حتى الى امكانية تعليق تنظيم الاستفتاء المقرر حول اقتراحات الدائنين في حال استئناف المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي.
&
وقال الكسندر ستاب وزير المال الفنلندي بعد مؤتمر لمجموعة اليورو عبر الهاتف مساء انه سيتم بحث فكرة خطة المساعدة المالية الثالثة عبر الية الاستقرار الاوروبية "طبقا للاجراءات المعتادة".
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اغلقت الباب في وقت سابق الثلاثاء امام اي مناقشات حول هذا الموضوع مؤكدة ان المانيا غير مستعدة لمناقشة طلب مساعدة جديد من اثينا قبل الاحد، موعد الاستفتاء.ومن المقرر ان تقوم ميركل ووزير ماليتها فولفغانغ شويبله بمداخلة الاربعاء امام مجلس النواب الالماني خلال جلسة مناقشة تنظم حول اليونان.وكان وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابريال اشترط الغاء الاستفتاء الذي يثير مخاوف كبرى في اوروبا، من اجل اجراء مناقشات جديدة.
&
اما رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر فتوخى الغموض في تصريحاته للصحافيين في بروكسل متوقعا حصول "احداث هامة ... انتم غير مهيئين لها".وفي هذه الاثناء تظاهر ما لا يقل عن عشرين الف شخص في اثينا تاييدا لل"نعم" في الاستفتاء، على خلاف موقف حكومة تسيبراس التي تدعو الى التصويت ب"لا".وباتت الانظار في اليونان متجهة الى استحقاق حاسم اخر هو اجتماع يعقده اعضاء مجلس حكام البنك المركزي الاوروبي ال25 الاربعاء لبحث وضع النظام المصرفي اليوناني.وسيتم خلال الاجتماع البحث في مسالة الابقاء على خط قروض طارئة للمصارف اليونانية التي تواجه ظروفا صعبة للغاية مع تهافت اليونانيين على سحب اموال خوفا منهم على مستقبلهم ومستقبل بلادهم.&ومن الممكن نظريا ان تقرر المؤسسة قطع الاموال عن اليونان، ولو ان ذلك يبدو مستبعدا.