يلتقي قادة منطقة اليورو الثلاثاء في بروكسل وسط انقسامات بينهم لعقد قمة استثنائية تهدف الى بحث الفرص الضئيلة المتاحة لإنقاذ اليونان، التي باتت على شفير الخروج من العملة الموحدة، بعد يومين على الاستفتاء الذي هزّ اوروبا.

بروكسل: سعت فرنسا والمانيا اللتان تتقدمان منطقة اليورو مساء الاثنين لايجاد موقف مشترك بينهما حيال الازمة، فاتفق الرئيس فرنسوا هولاند والمستشارة انغيلا ميركل خلال اجتماع في باريس على الضغط على رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بمطالبته بـ "اقتراحات دقيقة" و"جدية" من اجل التفاوض بشأن خطة مساعدة جديدة محتملة.
&
غير ان اوروبا منقسمة الى معسكرين، معسكر الصقور المؤيدين لخط متشدد حيال اثينا والذين لن يروا على الارجح أي مانع في ترك اليونان تخرج من اليورو، وهو معسكر يضم المانيا ودول شمال منطقة اليورو وشرقها.
&
وفي المقابل، هناك معسكر الحمائم ويضم الدول التي تبدي المزيد من الليونة حيال اليونان وفي طليعتها فرنسا ودول جنوب اوروبا، مدعومة من رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر.
&
واعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس صباح الثلاثاء لاذاعة ار تي ال أن "فرنسا تفعل وستواصل فعل كل ما بوسعها من اجل ان تبقى اليونان في منطقة اليورو، لانه مكانها، في قلب البناء الاوروبي". من جهته، قال يونكر الثلاثاء في اول تصريح يدلي به منذ الاحد "إن عزمي واملي هو ان نتفادى خروج اليونان من منطقة اليورو".
&
وقبل ساعات معدودة من قمة لمنطقة اليورو في بروكسل رأى يونكر ان "الوقت حان لنلتقي حول طاولة المفاوضات"، مضيفاً "اريد أن نجتمع لايجاد حل" ولو اننا "لن نجد هذا الحل اليوم"، على حد قوله.
&
غير ان النبرة مختلفة تمامًا في برلين حيث كتبت صحيفة بيلد الاكثر انتشارًا في اوروبا والمعارضة بشدة لحكومة اليسار الراديكالي اليونانية، "اليوم نحن بحاجة الى المستشارة الحديدية". ورأت ميركل مساء الاثنين بعد اجتماعها مع هولاند ان الاقتراح الاخير الذي قدمه الدائنون (المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي) "سخي" وهو العرض الذي رفضه اليونانيون بغالبية ساحقة فاقت 60% في الاستفتاء الاحد.
&
وفي اليونان، اعلن وزير المالية الجديد اقليدس تساكالوتوس الذي خلف يانيس فاروفاكيس بعد استقالته في خطوة مهادنة من اليونان حيال الدائنين، أن اليونانيين "يستحقون ما هو افضل" من العرض الاخير وانه لا يريد حلاً "غير قابل للاستمرار".
&
وسيكون بوسع تساكالوتوس الذي يعتبر اكثر اعتدالاً من سلفه في لهجته من غير أن يكون بالضرورة اكثر ليونة، الشروع في تحركاته اعتبارًا من بعيد الظهر خلال اجتماع لوزراء مالية دول منطقة اليورو يعقد في بروكسل الساعة 11,00 تغ، قبل اجتماع رؤساء الدول والحكومات اعتبارًا من الساعة 16,00 تغ.&
&
واحدى النقاط الرئيسية في المناقشات ستتناول عبء الدين اليوناني الذي تطالب اثينا باعادة هيكلته، وهو موضوع ليس من المحظورات بنظر باريس غير انه يبقى حساساً بالنسبة لألمانيا. وفي هذه الاثناء، تبقى المصارف في اليونان مغلقة حتى الاربعاء على اقرب تقدير بعدما تعذر اعادة فتحها الثلاثاء، كما كان مقرراً، مع استمرار الرقابة المفروضة على الرساميل.
&
ومساء الاثنين، قرر البنك المركزي الاوروبي، آخر مؤسسة تبقي الاقتصاد اليوناني على قيد الحياة بمنحها دعمًا ماليًا للمصارف اليونانية، مواصلة عمله. غير انه شدد شروط منح القروض الطارئة التي يمد بها المصارف اليونانية ما يزيد الضغط على المصارف اليونانية في وقت نفدت سيولتها.
&
وباتت خزائن اليونان فارغة أو على وشك ان تفرغ، فيما يواجه هذا البلد خلال الايام المقبلة استحقاقات عدة بعضها لدائنين من القطاع الخاص، انما اهمها استحقاق للبنك المركزي الاوروبي قدره مليارات اليورو في 20 تموز/يوليو.
&
واذا لم تسدد اثينا هذا الاستحقاق أو لم تتوصل الى اتفاق، فإن البنك المركزي الاوروبي قد يوقف امداداته للمصارف اليونانية، ما سيدفع البلاد نحو الخروج من منطقة اليورو، ما سيشكل سيناريو غير مسبوق على الاطلاق لم تلحظه المعاهدات الاوروبية.
&
وفي حال الطوارئ المالية هذه سعى تسيبراس الاثنين لتوطيد موقعه والبناء على فوزه في الاستفتاء الاحد، فدعا للمرة الاولى&قادة احزاب المعارضة اليونانية الى اجتماع.
&
وعلى اثر هذا الاجتماع الذي لم يغب عنه سوى حزب "الفجر الذهبي" للنازيين الجدد، صدر نص مشترك يدعو الى اتفاق يغطي حاجات اليونان المالية، مرفقًا باصلاحات واقتطاعات مالية "موزعة بشكل عادل". كما بحث تسيبراس مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد "ضرورة التوصل الى حل قابل للحياة لمشكلات الاقتصاد اليوناني الحقيقية".
&
كما أجرى مكالمة هاتفية ليل الاثنين مع جان كلود يونكر وفرنسوا هولاند ووزير الخزانة الاميركي جاك ليو، على ما افاد مصدر في الحكومة اليونانية.&وكانت الاسواق الاوروبية مستقرة بصورة عامة عند بدء التداولات الثلاثاء.