حذر وزير المالية اليوناني السابق يانيس ياروفاكيس من ان الاجراءات التقشفية التي فرضها الدائنون على بلده ستعزز اليمين المتطرف في اليونان.

وقال ياروفاكيس ان الاتفاق الذي توصل اليه القادة الاوروبيون مع اليونان بعد مفاوضات ماراثونية في بروكسل نسخة من معاهدة فرساي التي فرضتها الدول المنتصرة على المانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية واصفا الاتفاق ايضا بأنه انقلاب نُفذ باستخدام البنوك بدلاً من الدبابات.

وعاد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس سيبراس الى بلاده ليواجه حملة انتقادات بعد قبوله بطائفة واسعة من الاجراءات التقشفية المؤلمة في اطار اتفاق على انقاذ اليونان من الافلاس بشروط حتى أقسى من تلك التي رفضها اليونانيون بأغلبية كبيرة في استفتاء شعبي.

وقال ياروفاكيس الذي استقال من منصب وزير المالية حتى بعد ان اسفر الاستفتاء عن النتيجة التي دعا اليها، في مقابلة مع شبكة أي بي سي التلفزيونية الاميركية ان حزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف "سيرث الحملة المناهضة للتقشف بصورة تراجيدية".

وقال ياروفاكيس "ان حزب سيريزا اليساري أشاع أملا كبيرا في اليونان الى حد اننا تمكنا من الحصول على 61.5 في المئة من الأصوات في الاستفتاء الأخير وإذا خنَّا هذا الأمل وأحنينا رؤوسنا لهذا الشكل الجديد من الاحتلال ما بعد الحداثوي فإني لا أرى أي نتيجة ممكنة أخرى سوى تقوية حزب الفجر الذهبي".

وكان ياروفاكيس أكد بعد استقالته انه "قفز ولم يُدفع" الى تقديمها.

وقال وزير المالية السابق في حديثه لشبكة أي بي سي ان رئيس الوزراء سيبراس "لم يكن مهيئاً عاطفياً في تلك اللحظة لأخذ تصويت الناخبين بـ"كلا" للتقشف الى اوروبا واستخدامه سلاحاً. &لذا قررتُ أن أُعطيه المجال الذي يحتاجه للعودة الى بروكسل وعقد ما يَعرف انه اتفاق مستحيل، اتفاق هو بكل بساطة غير قابل للبقاء".

وتابع ياروفاكيس انه انزوى في الظل لتمكين خلفه يوكليد ساكولوتوس والفريق اليوناني المفاوض من العمل في بروكسل.

وقال ياروفاكيس "انا أعرف حق المعرفة كيف يشعر المرء حين يدخل هذه القاعات المضيئة بالنيون التي لا قلب لها، والمليئة بالكوادر السياسية والبيروقراطيين الذين لا يكترثون مطلقاً بالثمن الانساني لصنع القرارات ويتعين عليه الكفاح ضدهم ويخرج من المعركة بشيء مستساغ".

وفي مقابلة لاحقة مع مجلة نيو ستيتسمان البريطانية قال يارفاكيس ان قادة منطقة اليورو أوقعوا اليونان في مصيدة مضيفاً ان المانيا هي المسؤولة عن الموقف الذي اتخذته مجموعة اليورو. وأضاف "انها كانت جوقة تعزف نغمة واحدة ووزير المالية الالماني قائدها".

واتهم ياروفاكيس في وقت سابق الاتحاد الاوروبي بوضع انقاذ البنوك الفرنسية والالمانية ماليا فوق انقاذ اليونان اقتصاديا واجتماعيا.

واشاد ياروفاكيس بموقف اليونانيين في الاستفتاء قائلا انهم "انتصروا على الخوف ونحوا مصالحهم المالية جانباً وتجاهلوا حقيقة ان مدخراتهم يمكن ان تصبح بعيدة عن متناولهم واعلنوها كلا مدوية مهيبة ضد ما كان في النهاية انذاراً فظيعاً باسم شركائنا الاوروبيين".

وبعد نتيجة الاستفتاء وتغير موقف الحكومة 180 درجة صُدم اليونانيون الذين رفضوا عرضاً سابقاً بأغلبية ساحقة.

ويواجه رئيس الوزراء الآن تمردا بسبب استسلامه للاجراءات التقشفية القاسية التي تجرعتها أثينا من شركائها في منطقة اليورو.

وعلى سيبراس الآن ان ينفذ هذه الاجراءات ، بما في ذلك اصلاح ضريبة القيمة المضافة وخفض الانفاق العام واصلاح نظام التقاعد جذريا وجمع 50 مليار دولار من بيع ممتلكات الدولة الى القطاع الخاص.&

ياروفاكيس قال "ان هذه حقاً هي سياسة الإذلال".