تواجه إيران مهمة صعبة حاليا لاستعادة مواقعها السابقة من الشركات التي حلت محلها، إلا أن الاتفاق النووي سهل عليها طريق العودة، بزيادة صادراتها النفطية.


لندن: تراهن إيران على استعادة حصتها في سوق النفط الآسيوية بعد أن فتح الإتفاق النووي أمامها طريق العودة بزيادة صادراتها النفطية، ولكن انتزاع مواقعها السابقة من الشركات التي حلت محلها خلال السنوات السابقة، لن يكون مهمة سهلة إزاء المنافسة الشديدة في عموم السوق الآسيوية.
&&
وعلى سبيل المثال، إن الهند كانت على امتداد فترة طويلة السوق الرئيسة لشركة النفط الوطنية الإيرانية، ولكن شركة ايسار أويل الهندية، لتكرير النفط، التي كانت من أكبر زبائنها وقعت قبل أيام عقدا مدته 10 سنوات مع روسنفت الروسية لشراء نفطها الخام. كما ستملك روسنفت 49 في المئة من شركة المصافي الهندية. &
&
ويسد العقد نصف حاجة شركة ايسار اويل من النفط المستورد لتكريره في مصافيها، ويفتح أمام روسنفت سوقاً تصدر اليها النفط الخام لأول مرة في الهند.&
&
ولكن روسيا ليست الوحيدة التي تستحوذ على أسواق إيران التقليدية في آسيا، فقبل العقوبات الاميركية والاوروبية التي بدأت سريان مفعولها عام 2011 متسببة بهبوط صادرات إيران النفطية بنسبة 50 في المئة، إلى نحو مليون برميل في اليوم، كانت الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية تستورد 60 في المئة من صادرات إيران النفطية.&
وكانت إيران ثاني أكبر مصدر للنفط الخام إلى الهند بعد العربية السعودية، ولكن بحلول عام 2014 تراجعت إيران إلى المركز السابع لتحل محلها ست شركات من نيجيريا وفنزويلا والكويت والعراق والامارات. &&
&
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر نفطية، أنه سيتعين على شركة النفط الوطنية الإيرانية أن تقدم حسومات كبيرة لاستدراج المشترين إلى نفطها، مشيرة إلى ان سوق النفط الآسيوية رغم تخمتها، مستعدة لاستيعاب براميل إيرانية اضافية شريطة ان تكون معروضة "بسعر مناسب". &
&
الصين بقيت مع إيران
وكانت بعض الدول المستوردة للنفط الإيراني استمرت في التعامل مع إيران باستثنائها من العقوبات، فإن الصين مثلا زادت مشترياتها من النفط الإيراني بنحو 30 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية، وتبلغ حصة إيران اليوم 9 في المئة اجمالي استيرادات الصين النفطية. &
&
وما زالت الصين أكبر مشتر للنفط الخام الإيراني حيث تشكل 40 في المئة من صادرات طهران النفطية ـ وهي نسبة تزيد على ما تصدره إيران إلى الهند وكوريا الجنوبية مجتمعتين. &ولكن الصين تنوع مصادر استيراداتها النفطية بصورة متزايدة واصبحت اكبر مشتر للنفط الروسي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. &
&
منافسة ضارية
من جهة اخرى خفضت كوريا الجنوبية واليابان مشترياتها من النفط الإيراني بنسبة 40 إلى 50 في المئة منذ عام 2011 وما زال الطلب على النفط منخفضاً في هذين البلدين. لذا سيتعين على إيران ان تخوض منافسة ضارية في اقتصادي الهند والصين اللذين يواصلان نموهما. &
&
وقال محللون في بنك باركليز لصحيفة وول ستريت جورنال، إن شركات تكرير النفط في آسيا ستحقق فوائد كبيرة، إذا أقدمت إيران على بيعها النفط بحسومات لاستعادة مواقعها. &وقال البنك ان شركات تكرير مثل سينوبك الصينية يمكن أن تجني فوائد ولكن مكاسب الشركات الهندية ستكون أكبر من مثل هذه الحسومات.&
&
وكانت إيران نفذت في السابق استراتيجيات تجارية لا ترتبط بالاسعار لبيع نفطها، بما في ذلك تمديد شروط الاعتماد لتسديد الفواتير النفطية وقبول الدفع بعملات غير الدولار، وإيصال النفط بناقلاتها هي وتحمل تكاليف شحن بنفسها. ومن المرجح أن تعود إلى استخدام هذه الطرق في سوق أشد تنافسية الآن.&