مدريد: اتفق رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون على ضرورة إجراء "إصلاح حقيقي في منطقة اليورو"، شريطة ألا يكون "على حساب أعضاء الاتحاد الأوروبي، الذين ليسوا جزءًا من التكتل الذي يعتمد العملة الموحدة".

وقال كاميرون وراخوي في مقال نشر بتوقيعهما في صحيفة "إكسبنسيون" الإسبانية إن الهدف الأساسي للاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن يكمن في تحقيق ارتفاع في معدلات النمو وتوفير مزيد من فرص العمل. وأكدا أنه يجب على جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي القيام بدورهم ليظل التكتل مفيدًا" للمواطنين الأوروبيين.

وقال رئيسا حكومتي إسبانيا وبريطانيا : "كلانا يتفق على أن الهدف الآن هو توفير فرص عمل وتعزيز النمو في أوروبا، وهذا يصب في مصلحة الفرص والإمكانيات التي تقدمها السوق الموحدة".. وأوضحا أن الاتحاد الأوروبي ينتقل من التركيز على ضمان السلام في القارة العجوز إلى تعزيز سبل توفير فرص العمل.. وأضافا أنه "يجب أن يكون النمو الآن الهدف الرئيس للاتحاد الأوروبي".

وبعد تسليط الضوء على التحديات الرئيسة، التي تواجه أوروبا في هذا الوقت، مثل تهديد تنظيم داعش والهجرة والأوضاع الاقتصادية، توافق كاميرون وراخوي على ضرورة العمل مع دول أخرى لمواجهة هذه التحديات.. وأضافا " نحن مقتنعان بضرورة تعزيز اقتصاد بلادنا وإجراء إصلاح حقيقي في منطقة اليورو من دون المساس بحقوق الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي لا تشكل جزءًا من تكتل العملة الموحدة".

وأشار كاميرون وراخوي إلى الدروس المستفادة من الأزمة الاقتصادية الحالية، ومن بين ذلك يبرز أن "الدول التي تعمل على تعافي ميزانياتها العامة وتضمن استدامة وضع رفاهيتها وتنفذ إصلاحات هيكلية طموحة تقوم بتوفير المزيد من فرص العمل وتستعيد الثقة في المستقبل".

ونوه المسؤولان الأوروبيان إلى إدراكهما أن الأوضاع في الاتحاد الأوروبي "ليست جيدة بما فيه الكفاية".. مشيرين إلى ضرورة المنافسة بشكل أكبر إلى جانب نقل زخم الإصلاحات الهيكلية الوطنية إلى نطاق الاتحاد الأوروبي. وقال كاميرون وراخوي إن "الأولوية الأساسية بالنسبة إلينا" تتمثل في إبرام اتفاقية التجارة الثنائية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باعتبارها "الأكثر طموحًا في التاريخ".