تعليق في دير شبيغل يعزو الفضائح الأخيرة في البلاد إلى شعور أصحاب السلطة المالية والصناعية في المانيا بالغطرسة وينصحهم بالتخلي عنها.


هزت الفضيحة الأخيرة المتعلقة بشركة فولكس فاغن اوساطًا عديدة في المانيا. رأى البعض فيها نهاية صناعة السيارات في البلاد وذهب آخرون ابعد من ذلك وتوقعوا آثارًا سيئة جدًا على الاقتصاد الالماني بشكل عام.&
&
مجلة دير شبيغل نشرت تعليقا بقلم آرمن ماهلر بدأها بالتذكير بتصريح ادلى به مدير الشركة مارتن ونتركورن لمجلة دير شبيغل قبل عام من الآن قال فيه "الغطرسة والرضا عن النفس أسوأ ما يمكن ان يحدث لنا".&
&
نحن لا نقهر
&
رأى الكاتب أن الشركات الالمانية ومسؤولي الصناعات ورجال الاعمال فيها يعتقدون انهم يملكون قوة لا يمكن أن تقهر.&
&
وهم يعتقدون أيضًا أن من حقهم اللجوء إلى أي وسيلة ضرورية لتحقيق اهداف حددوها لانفسهم. ومن هنا وصل الأمر إلى حد فضائح، حسب الكاتب الذي عزا كل ما حدث الى رغبة شركة فولغس فاغن في تحقيق ما لم تحققه شركة منافسة مهمة هي الأولى في صناعة السيارات في العالم، شركة تويوتا.&
&
انتقد الكاتب تصرفات كبار الصناعيين واصحاب المال في البلاد، مشيرًا إلى أزمة سابقة شبيهة بالفضيحة الحالية عندما اتُهم دويتشه بانك بالتلاعب بأسعار فائدة القروض ثم قرر تجاوز الازمة من خلال تعديل ثقافة المؤسسة المالية وفشل ليتحول دويتشه بانك إلى مجرد ظل نفسه حاليا.
&
وتوقع الكاتب أن تواجه فولغس فاغن مصيرًا مشابها وهو ما يشكل ضربة قوية للاقتصاد الالماني كله قد لا يتجاوزها بسهولة وبسرعة.&
&
شركات أخرى تعاني
&
اشار الكاتب إلى أن شركات المانية عديدة تعاني من ازمات كبيرة منها شركة لوفتهانزا للطيران التي تجد صعوبة في الحفاظ على مكانتها امام حيوية شركات الطيران منخفضة الكلفة وشعبيتها.&
&
وتعاني شركات اخرى من اجل البقاء ايضا مثل RWE و E.on. ويعزو الكاتب ذلك الى عدم قدرة هذه الشركات على التكيف مع المتغيرات مع تجاهل الاتجاهات التي تأخذها التطورات الاجتماعية والسياسية.&
&
شركتا RWE و E.on مثلا رفضتا الانتباه الى هبوط شعبية الطاقة النووية ولم تستثمرا الكثير في مصادر الطاقات الجديدة والمتجددة ووضعتا الامل في الدعم السياسي الذي تتمتعان به. ثم جاء يوم مهم عندما وقعت كارثة فوكوشيما وقررت المستشارة انغيلا ميركل الابتعاد عن الطاقة النووية والتركيز على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.&
&
بالنسبة لولغكس فاغن، وجدت ان معايير الانبعاثات السامة شديدة للغاية فلجأت الى تزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث بدلا من تطوير محركات تؤدي الى انبعاث غازات سامة بدرجة أدنى. وكانت الوكالة الاميركية لحماية البيئة هي التي كشفت عن هذه الخدعة.&
&
مواجهة الواقع
&
ويخلص الكاتب في مقالته الى ان هناك درسا واحدا مهما يمكن استخلاصه من كل هذه الاحداث وهو ان على الشركات الالمانية الابتعاد عن الوهم ومواجهة الواقع والتخلي عن مفاهيم خاطئة تقوم على ان في قدرة المسؤولين الصناعيين والماليين الكبار ان يشكلوا الواقع وفقا لمشيئتهم. على هؤلاء ايضا الابتعاد عن التعامل مع رجال السياسة ونسائها واهم ما عليهم فعله هو ان يقولوا وداعا للغطرسة والتكبر.&
&
الخصوم ينتصرون
&
اشار الكاتب الى ان الصناعات الالمانية تبدو اليوم متخلفة مقارنة بشركات اخرى. ومن الامثلة، شركة أبل تنوي انتاج سيارتها الخاصة في عام ٢٠١٩. غوغل تطور سيارة لا تحتاج الى سائق. هذا اضافة الى امثلة اخرى.&
وتساءل الكاتب: سيارة المستقبل ستكون جهاز كومبيوتر يسير على اربع عجلات، فهل ستتمكن صناعة السيارات الالمانية من البروز والتنافس؟&
&
انهى الكاتب في دير شبيغل مقالته بالقول إن فضيحة فولغس فاغن قضت على الثقة ودمرت سمعة الشركة وسمعة صناعة السيارات الالمانية بشكل عام وربما الصناعة بكل اشكالها في البلاد وهو ما سيترك آثاره على سكان هذا البلد وهم الذين يربطون هويتهم بمتانة صناعاتهم وبقوة اقتصادهم. اضف الى ذلك ان الالمان لا يعتبرون انفسهم شعبا مخادعا وقادرا على الكذب. الاخرون؟ نعم .. ربما.. واولهم اليونانيون حسب اعتقاد الالمان الذين عادة ما ينظرون الى اولئك من عل.&
&
وينهي الكاتب مقالته بالقول: حتى في هذا المجال، علينا ان نقول ... وداعا للغطرسة.&