لندن: أخفق ممثلو الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" في تسوية الخلافات على اتفاق لخفض الإنتاج ودعم الاسعار فيما اعلنت روسيا أنها لا تعتزم حضور اجتماع اوبك يوم الأربعاء. 

وقبل يوم على اجتماع وزراء اوبك لاستكمال تفاصيل الاتفاق على اول خفض في انتاج اوبك منذ ثماني سنوات بدت أسس الاتفاق مهزوزة، وقال مندوب الى محادثات اوبك يوم الاثنين لشبكة بلومبرغ طالباً عدم كشف اسمه ان العراق وايران استمرا بعد 10 ساعات من المفاوضات في إبداء اعتراضاتهما. وانتهى الاجتماع بقرار مسؤولي اوبك احالة القضية على الاجتماع الوزاري. ويدعو الاتفاق المقترح الى خفض انتاج اوبك 1.2 مليون برميل في اليوم عن مستواه في اكتوبر، وقال المندوب انه ليس معروفاً ما إذا كان المقترح يتمتع بالتأييد المطلوب.

في هذه الاثناء هبط نفط برنت بنسبة 1.2 في المئة الى 47.68 دولارا للبرميل في لندن من 48.81 دولارا للبرميل يوم الاثنين، واقترحت ايران في الاجتماع اتفاقاً يجمد انتاجها عند 3.975 ملايين برميل في اليوم أو ما يزيد نحو 200 الف برميل في اليوم على انتاجها الحالي، بحسب مندوبين حضرا الاجتماع، وردت السعودية بمقترح يحدد انتاج ايران عند 3.707 ملايين برميل في اليوم هو مستوى انتاجها الحالي تقريباً. 

تجميد انتاج ايران

وفي محاولة للخروج من الطريق المسدود اقترحت الجزائر بديلا يجمد انتاج ايران عند 3.795 ملايين برميل في اليوم، كما افاد مندوبون. ولا يُعرف ما إذا كان أي من هذه المقترحات سينال تأييداً في اجتماع اوبك في فيينا يوم الأربعاء.

وفيما تحاول اوبك تسوية خلافاتها فانها تطلب من منتجين كبار غير اعضاء في المنظمة وخاصة روسيا خفض الانتاج بواقع 600 الف برميل في اليوم، ورفض الكرملين حتى الآن الدعوات الى المشاركة في الخفض مقترحاً تجميد الانتاج عند مستواه الحالي. وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الثلاثاء انه لا يعتزم زيارة فيينا يوم الأربعاء ولكن روسيا مستعدة للتباحث مع اوبك حين تتوصل الى اتفاق بين اعضائها.

وكان رفض روسيا خفض الانتاج احد العوامل التي دفعت اوبك الى الغاء مباحثات كان من المقرر ان تجريها مع دول نفطية خارج المنظمة. وانسحبت السعودية الاسبوع الماضي من الاجتماع قائلة ان على اوبك ان تحل خلافاتها الداخلية قبل التباحث مع دول نفطية اخرى، وطرح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح لأول مرة يوم الأحد امكانية انتهاء اجتماع فيينا دون اتفاق.

تكتيكات تفاوضية قوية

وقال ابهيشيك ديشباني كبير المحللين في شركة نانتيكسيس الفرنسية للخدمات المالية والاستثمارية ان السعودية وايران كلاهما تستخدمان «تكتيكات تفاوضية قوية» مشيرا الى إصرار العراق وايران على مواصلة الانتاج لتأمين حصة أكبر من السوق.

ورفض العراق وايران المقترحات الداعية الى خفض انتاجهما ولكن البلدين يحتاجان الى اتفاق بين دول اوبك لتحقيق مكاسب من أي زيادة في اسعار النفط نتيجة خفض الانتاج.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ان تستمر تخمة السوق للسنة الرابعة في عام 2017 وبالتالي امكانية هبوط الاسعار إذا لم تتفق دول اوبك على خفض الانتاج. ولكن الفالح كان اكثر تفاؤلا وقال وزير الطاقة السعودي انه يتوقع ان يكون الطلب على النفط مشجعاً في عام 2017 وان تستقر الاسعار حتى من دون تدخل اوبك بخفض الانتاج. واضاف الفالح انه لا يعتقد ان هناك مسارا واحدا مطروحا على اوبك يتمثل بخفض الانتاج بل ان إبقاء الانتاج عند المستويات الحالية مبرر مع أخذ تعافي الاستهلاك والنمو في الأسواق الناشئة والولايات المتحدة في الاعتبار. 

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن موقع "بلومبرغ". المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.bloomberg.com/news/articles/2016-11-28/opec-said-to-remain-split-as-saudis-say-cut-isn-t-essential