فيينا: نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في "أوبك" أن أعضاء المنظمة اتفقوا حول خطة الجزائر لخفض إنتاج النفط. وقالت وكالة "بلومبرغ" إن منتجي "أوبك" اتفقوا على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً إلى 32.5 مليون بعد اجتماع حاسم في فيينا اليوم الأربعاء، وذلك نقلاً عن مصدر فضل عدم ذكر اسمه لأن نتائج الإجتماع لم تعلن بعد رسمياً.

ويتماشى الاتفاق مع ما تم التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر. وتأمل الدول الأعضاء في أوبك من خلال ذلك خفض الانتاج، بهدف تحسين أسعار النفط في الأسواق. وكانت أسعار النفط ارتفعت 5 بالمئة، الأربعاء، مع بدء الاجتماع.

إيحابية 

وقبل بدء المباحثات قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح "لا نعرف (ان كنا سنتوصل الى اتفاق) (...) سنعرف خلال الاجتماع. اعتقد ان الشعور العام يتسم بالتفاؤل والايجابية".

وفي خطوة توافقية اخيرة التقى الوزراء حول فطور غير رسمي لتقريب وجهات النظر لتحديد حصص الدول بهدف تحسين اسعار النفط التي انخفضت منذ صيف 2014 بسبب الزيادة الكبيرة في الانتاج.

واعلن وزير الطاقة الاماراتي سهيل محمد المزروعي بعد هذه المباحثات الاولى "يعمل الجميع بكد ونتوقع اجتماعا ايجابيا فعلا ونامل في اعلان انباء سارة لدى انتهاء اللقاءات". واكد نظيره العراقي جبار علي اللعيبي ان "هناك املا كبيرا" كما اعرب وزير النفط الإيراني بيجان زنقنة ايضا عن "تفاؤله".

وفي ضوء هذه الامال، تحسن سعر برميل برنت تسليم يناير بشكل ملحوظ الاربعاء في المبادلات الاوروبية وارتفع بـ2,41 دولارا مقارنة مع جلسة الاغلاق الثلاثاء الى 48,79 دولارا ونفط تكساس المرجعي للفترة نفسها ب2,17 دولارا الى 47,40 دولارا اي بزيادة قدرها 5,20% و4,80% على التوالي.

وكان وزراء دول أوبك حددوا قبل شهرين في الجزائر هدف خفض الانتاج الى ما بين 32,5 و33 مليون برميل يوميا والتوصل الى اتفاق مع دول كبرى اخرى منتجة في مقدمتها روسيا التي اعربت عن تأييدها من حيث المبدأ.

لكن موسكو التي قبلت بالحد من انتاجها وليس خفضه اكدت الثلاثاء انه يجب اولا ان تتوصل أوبك الى توافق بين اعضائها قبل ان تتقدم في مفاوضاتها مع الكارتل.

"مساعدة السوق"

وتوجه وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة ونظيره الفنزويلي يولوخيو ديل بينو الاثنين الى موسكو لاقناع روسيا بخفض انتاجها بـ 600 الف برميل يوميا اي اكثر من خفض ال500 الف برميل يوميا الذي اقترحه عليها الكارتل.

لكن في حين كانت السعودية تعتبر حتى الان ان التوصل الى توافق لتطبيق اتفاق الجزائر "امر ملح"، اعلنت في نهاية الاسبوع الماضي ان خفض العرض ليس الزاميا وان اسعار النفط ستستقر حتى من دون تدخل الكارتل.

وفي اصداء للموقف السعودي رأى وزير الطاقة الاماراتي ان السوق في جميع الاحوال في طريقها الى استعادة توازنها وان اتفاقا يبقى ضروريا "لمساعدة السوق على التحسن بدلا من الانتظار ستة اشهر".

وسعيا لزيادة الضغوط على طهران وبغداد، اكد السعوديون الثلاثاء استعدادهم لرفض اي اتفاق لا توافق عليه إيران والعراق حسب ما نقلت وكالة بلومبرغ نيوز عن مصدر قريب من الرياض.