رام الله: يبدو موقع "ماشفيزور" المعني بشؤون الاستثمارات في سوق العقارات الاميركية، كأي موقع أميركي آخر سوى انه يدار من مكتب صغير من مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، حيث يشهد قطاع الشركات الناشئة ازدهارًا كبيرًا.

وقام بيتر ابو الزلف، وهو فلسطيني-أميركي، بالشراكة مع الفلسطيني محمد جبريني بتأسيس الموقع الالكتروني في يوليو 2015. ويقوم الموقع الالكتروني بتقديم تقارير مع تحليلات عن سوق العقار الاميركية لمساعدة الزبائن للعثور على افضل فرص للاستثمار.

ويقول ابو الزلف لوكالة فرانس برس: "الامر الرائع في الشركات الناشئة هو&انك تستطيع العمل من أي موقع في العالم. يمكنك العمل في فلسطين او كمبوديا او فيتنام او الصين".&

وحول التحديات التي يطرحها العمل في الاراضي الفلسطينية، يؤكد ابو الزلف أن "قطاع الشركات الناشئة مستقر. فكل ما نحتاجه هو اتصال بالانترنت وحاسوب نقال لنقوم بالعمل".

واضاف "واجهنا انا وشريكي عددًا من التحديات خلال النزاع العام الماضي، فهو كان عالقًا في الخليل وانا كنت عالقًا في رام الله، وبقينا نعمل على شركتنا. كل ما كنا بحاجة اليه هو اتصال بالانترنت لنتمكن من الاستمرار".

واضاف "لا توجد جدران، ولا تحديات ولا يوجد أي شيء يستطيع وقف ذلك. هذه سوق الكترونية. لا توجد أي حواجز حيث يقولون لك +لا يمكنك بيع هذا+ او +لا يمكنك اخراج هذا من البلاد+".

وفي العامين الماضيين، برز اهتمام كبير بالشركات الناشئة (ستارت اب) في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وأنشأ رجال أعمال فلسطينيون صندوق "ابتكار" مخصصًا لتمويلها.

وتبدأ مسيرة أي شركة ناشئة في رام الله من الحاضنة الالكترونية في مؤسسة "قيادات"، &التي تعمل على توفير تمويل مبدئي للشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، وتمنحها مكتبًا صغيرًا للانطلاق في تحقيق رؤيتها. وتزود المؤسسة التي تعتبر الاولى من نوعها في الاراضي الفلسطينية، الرياديين&بمبالغ مادية صغيرة ومحفزات معنوية لانشاء شركاتهم.

ويقول المدير العام لمؤسسة قيادات شادي العطشان لوكالة فرانس برس إن "سوق الشركات الناشئة سوق لا توجد فيها بطالة على عكس الصناعات والقطاعات الاقتصادية في فلسطين التي تشهد بطالة عالية. من يملك مهارات جيدة سيتمكن من الحصول على دخل جيد للغاية".

وتبلغ نسبة البطالة في الاراضي الفلسطينية المحتلة 27 %، بحسب ارقام صادرة عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني.

- مقامرة كبيرة؟ -

ويعنى صندوق "ابتكار"&بتمويل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في مراحلها المبكرة، في خطوة قد تعد مقامرة كبيرة خصوصًا في الاراضي الفلسطينية المحتلة غير المستقرة سياسيًا، والتي تحتلها اسرائيل منذ قرابة 50 عامًا.

الا ان الرئيسة التنفيذية للعمليات في الصندوق امبار عملة تؤكد لوكالة فرانس برس ان ما يقوم به الصندوق هو استثمار قبل كل شيء.

وحتى الان، بحسب عملة، استثمر الصندوق ما قيمته 800 الف دولار اميركي في عشر شركات ناشئة في فلسطين.

وتقول: "هذا عمل لا يجب ان يتم تمويله من المانحين. ويجب ان تكون هناك توقعات بكسب المال من البداية، فنحن بصدد انشاء شركات".

وتضيف "اعتقد الان أن الكثيرين يرون في الامر مخاطرة كبيرة للغاية. فأنت تترك وظيفة مستقرة للغاية مع راتب مستقر من اجل امر قد ينجح او لا. ولكن المزيد من الناس بدأوا يرون ان بامكانهم تحقيق امر كانوا يحلمون به منذ فترة طويلة للغاية".

وتتابع "هذا يزرع الأمل. ويختلف تمامًا عن أي شيء في فلسطين، حيث يتأثر كل شيء بالاحتلال".

وتعترف عملة انه بالمقارنة مع اسرائيل التي تطلق على نفسها لقب "أمة الشركات الناشئة"، فإن الفلسطينيين ما زالوا متأخرين.

وتقول "اسرائيل قامت بالتركيز على دعم الشركات الناشئة كمبادرة وطنية لسنوات مضت"، مشيرة الى ان الشركات الناشئة هناك "استفادت كثيرًا من الكمية الضخمة من الاموال التي تستثمرها الدولة في الجيش والامن".&

&في مكتب صغير في رام الله، أقدم كل من حسين ناصر الدين وشريكته ليلى عقل على تأسيس شركة ناشئة في المجال الامني، تعنى بمتابعة التطورات الامنية في اسرائيل والاراضي الفلسطينية، وإرسال رسائل نصية وخرائط للزبائن.

ويقوم فريق متخصص بهذا العمل في غرفة مليئة بشاشات كبيرة لمراقبة وسائل الاعلام المختلفة، وموقع "تويتر" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع المؤسسات الرسمية.

ويقول ناصر الدين لوكالة فرانس برس إن شركة "ريد كرو" (الغراب الاحمر) "تراقب المعلومات (...) لرصد احداث امنية معينة تحدث في الشوارع والطرق وتوصلها للمستخدم عبر خرائط ونصوص تساعد في اتخاذ قرارات حول كيفية التحرك وادارة اعمالهم في مناطق غير مستقرة سياسيًا".

وتمكنت الشركة في وقت قصير من&جمع عدد من الزبائن من مؤسسات وسفارات اجنبية، وبدأت بالنظر في توسيع خدماتها لتشمل مصر والعراق.