يزداد التقارب بين إيران وكازاخستان في مجالات اقتصادية عدة، بسبب معاناة الجارتين تداعيات التدهور الكبير في أسعار النفط العالمية، بينما تتهم طهران دول "أوبك" بأنها وقفت متفرجة على انهيار سوق النفط.


عبدالإله مجيد: يستأثر أي عنوان رئيسي في وسائل الاعلام يتضمن كلمة "نفط" باهتمام كبير الآن، لا سيما في كازاخستان بوصفها بلدًا مصدرًا للنفط. ولكن مفردة أخرى تكتسب اهمية خاصة في العناوين... "ايران"، بسبب علاقاتها المتنامية مع كازخستان.

لم يفعلوا شيئًا

تحدث السفير الايراني في كازخستان مجتبا دميرجيلو في مقابلة مع صحيفة استانا تايمز الكازاخية واصفا ايران بأنها "شريك استراتيجي مهم لكازخستان"، واشارإلى منافع التعاون الثنائي بين البلدين والتحديات التي واجهتها ايران في فترة العقوبات الدولية بسبب برنامجها النووي.

كما تطرق إلى هبوط اسعار النفط، معترفًا بأن البلد الذي يعتمد على النفط اول من يتضرر بهبوط سعره.

وقال: "اسعار النفط الحالية تضر بكل البلدان المنتجة ومنها ايران وكازخستان.فإن سعر النفط هبط إلى ربع سعره في حزيران (يونيو) 2014 حين كان 115 دولارًا للبرميل، وهو الآن في حدود 30 دولارًا.ويأتي هذا بعد نحو خمس سنوات من الاستقرار".

اضاف السفير الايراني: "لم تفعل البلدان الرئيسة المنتجة للنفط شيئًا لخفض الانتاج منذ تشرين الأول (اكتوبر) 2014، ومن المستبعد أن تفكر في خفض الانتاج في اي وقت قريب".

ورأى دميرجيلو أن لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" والبلدان النفطية غير الاعضاء في المنظمة اسبابًا مختلفة للاستمرار في الانتاج بمستويات عالية، متوقعًا أن تبقى معدلات النمو الاقتصادي المنخفضة مقترنة بانخفاض الحاجة إلى النفط، أقل من الامدادات المتوافرة لفترة طويلة، "ولهذا السبب لن يرتفع سعر النفط في أي وقت قريب".

واوضح دميرجيلو أن انتاج بلدان واوبك والبلدان غير الاعضاء بمستويات عالية اوجد فائضا في السوق يبلغ 2.5 مليون برميل.

وقال إن ايران طلبت في اجتماع أوبك الأخير في فيينا خفض الانتاج، لكن المنظمة لم تتوصل إلى اتفاق على سقف محدد، وهذا تسبب في مزيد من هبوط الأسعار.

تعاون ثنائي

اكد السفير الايراني في آستانة أن الوضع الحالي سيجعل ايران وكازخستان أكثر قربًا، لأن البلدين يعانيان هبوط أسعار النفط بسبب تأثيرها السلبي على دخلهما وعلى استدراج الاستثمار في مشروعات نفطية جديدة.

واستعرض السفير دميرجيلو مجالات التعاون التي يمكن توسيعها بين البلدين، ومنها السياحة.

واتفقت ايران وكازحستان أخيرًا على تسيير رحلات جوية مباشرة جديدة إلى جانب الرحلات الحالية بين المآتة وطهران مرة كل اسبوعين، كما نوه السفير الايراني.

قال دميرجيلو إن الخطوة الأولى الآن وقد رفعت العقوبات هي احياء المشروعات المعطلة، والخطوة التالية تنفيذ مشروعات جديدة على المستوى الثنائي والمستوى متعدد الاطراف.

واضاف: "نحن نأمل بتوسيع تعاوننا في مجالات التعدين والزراعة والشركات الزراعية والانشاء والطاقة والسياحة والنقل والترانزيت".

ومضى السفير الايراني قائلا إن العقوبات الدولية التي فرضت على ايران في مجالات متعددة بينها، النشاطات العسكرية والنووية والطيران المدني والنفط والنشاط المصرفي والنقل البحري والتأمين ومجالات أخرى، كانت لها آثار قانونية وسياسية واقتصادية بل وحتى نفسية مختلفة.وقالإن ايران تتطلع إلى حقبة جديدة بعد رفع العقوبات.