يلتئم أعضاء أوبك جميعهم في قاعة المؤتمرات الجديدة في نادي الصنوبر في غرب العاصمة الجزائر، على هامش الاجتماع الوزاري الـ15 للمنتدى الدولي للطاقة الذي يفتتح اليوم الثلاثاء، ويستمر حتى اليوم الذي يليه.

إيلاف من الجزائر: أشار كاتب الدولة الجزائرية السابق المكلف بالاستشراف والإحصاء بشير مصيطفى، في حديثه مع "إيلاف"، إلى أن هذا الاجتماع ينعقد&"في ظروف أزمة في أسعار النفط والغاز مست موازنات الدول المصدرة وزادت من مصاعب حكوماتها وشعوبها".

وبحسب مصيطفى، فإن معادلة "العرض والطلب" ستفرض نفسها في اتجاهات أسعار النفط، وعلى محادثات اجتماع الجزائر.&وأوضح أن الظرف الحالي يتميز بـ"طلب متباطئ على الطاقة بشكل عام جراء تباطؤ النمو في منطقة التعاون الأوروبي وآسيا، وزيادة متواضعة في الطلب العالي على النفط& للعام 2017 لن تتجاوز 1.2 مليار برميل يوميًا" .

وقال مصيطفى لـ"إيلاف" إن سوق النفط تشهد اليوم "عرضًا معممًا يقاس بتخمة في المعروض تعادل 800 ألف برميل، مع توقعات بزيادة إنتاج منظمة أوبك للعام 2017& بـ 2.4 مليون برميل يوميًا، منها مليون برميل لمصلحة إيران" .

وأشار كاتب الدولة للاستشراف إلى بعض المتغيرات السياسية، التي ستخيّم على اجتماع الجزائر، منها "حاجة السعودية إلى تمويل إضافي من النقد الأجنبي لتمويل نفقاتها في اليمن، وعرض إضافي من النفط من روسيا لتمويل نفقات تدخلها في الشرق الأوسط".

تحدٍّ

ترفع الجزائر في هذا الاجتماع تحدي تقريب وجهات النظر بين أعضاء أوبك، وتأمل في الوصول إلى اتفاق بين السعودية وإيران لتثبيت الإنتاج، بغية ضمان على الأقل عدم هبوط جديد في أسعار النفط.

وحرص وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة في ندوته الصحافية، التي سبقت أشغال الندوة الدولية للغاز واجتماع أوبك على بعث رسائل تفاؤل.&وقال بوطرفة إن الاجتماع غير الرسمي لأوبك "سيكلل حتمًا بالنجاح "، لأن كل الدول الأعضاء موافقة على تحقيق استقرار في أسعار النفط، إلا أنها لا بد أن تتوصل إلى صيغة ترضي الجميع.&

أضاف "على دول منظمة أوبك الاختيار بين أمرين في حالة التوصل إلى اتفاق، إما استدعاء اجتماع استثنائي رسمي بهدف اتخاذ قرارات من شأنها تحقيق استقرار أسعار النفط أو تأجيل الاتفاق إلى اجتماع فيينا المقرر في نوفمبر المقبل".&

وأردف قائلًا "نحن لا نجتمع للحديث عن قرارات متخذة مسبقًا، بل لمناقشة إشكالية حقيقية، ولن نخرج من اجتماع الجزائر صفر اليدين".&تابع يقول: "إذا توصلنا إلى اتفاق فهذا أمر جيد، وإذا توصلنا إلى عناصر كفيلة بأن توصلنا إلى اتفاق فهذا أمر جيد على حد سواء". &

غير أن بشير مصيطفى يرى أن "رهان اجتماع الجزائر هو تجنب سيناريو تراجع الأسعار إلى ما دون 40 دولاراً للبرميل بداية فصل الشتاء في ديسمبر، أي المحافظة على مستوى الأسعار الحالي البالغ 45 دولاراً للبرميل".&وأكد مصيطفى لـ"إيلاف"، أن هذا "الرهان ليس سهلًا بالنظر إلى معطيات السوق المتوقعة".

&تفاؤل

لكن رغم ذلك لا يستبعد وزير الاستشراف والإحصاء السابق في حديثه مع "إيلاف"، أن يتوصل اجتماع الجزائر إلى "اتفاق يخص تجميد الإنتاج، وبقاء الأسعار في مستواها الحالي بين 45 و 48 دولاراً إلى غاية بداية ديسمبر 2016 أي بداية عقود فصل الربيع".

من جانبه، قال بوطرفة "هدفنا الأساس في اجتماع الجزائر هو تحقيق استقرار في أسعار النفط في العالم". وأضاف "نحن نسعى إلى اتخاذ قرار مشترك يخدم الجميع، والقرار الأمثل من وجهة نظرنا هو تجميد الإنتاج".

وبحسب بوطرفة، فإنه بالنظر إلى الفارق الايجابي بين الإنتاج الفعلي لبلدان أوبك المقدر حاليًا بـ 33.47 مليون برميل يوميًا، والإنتاج المقدر بـ 30 مليون برميل يوميًا، فإن التجميد يعني حتمًا خفض الإنتاج الفعلي.&ولم يخف بوطرفة أن بلاده "تميل إلى تجميد الإنتاج أو التقليص منه، فإن رفع الإنتاج النفطي يبقى هدفًا على المدى المتوسط".&

منتدى الغاز

استطاع اجتماع دول أوبك خطف الأنظار من الحدث الرئيس، الاجتماع الوزاري الـ15 للمنتدى الدولي للطاقة، الذي يفتتحه الثلاثاء الوزير الأول عبدالمالك&سلال، وسيشهد&هذا&المنتدى مشاركة 54 بلدًا وأكثر من 440 مندوباً، وستجري جميع الندوات والموائد المستديرة المبرمجة في جلسات مغلقة.&

يحمل هذا المنتدى الذي سيحتضنه المركز الدولي الجديد للمؤتمرات، الذي افتتحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أخيرًا،&عنوان "الانتقال الطاقوي العالمي: تعزيز الأدوار من أجل حوار طاقوي".&

&