قال رجل الأعمال الإماراتي الكبير عبدالله المسعود خلال لقائه بعدد من الإعلاميين أمس في أبوظبي "بعدي ما نجحت.. لأن الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات علمني دائمًا البحث عن الجديد والتحديث والتطوير والتعلم من الحياة باستمرار، حيث كان يسألني دائمًا ما هو الجديد يا عبدالله.. ودائمًا كانت لديّ إجابة بالجديد".&

إيلاف من أبوظبي: أشار إلى أن الإمارات حصل فيها تطوير في وقت قصير جدًا، وعلى مستوى عال، وأن الشباب اليوم لديهم العلم، وأتيحت لهم فرص كبيرة لحياة أفضل، وعليهم أن يستغلوا فرص الحياة المتاحة لهم جيدًا.

القوارب البحرية

وأوضح خلال افتتاح مجموعته مجموعة المسعود أمس بحضور "إيلاف"، مركز المسعود المتخصص في خدمة وصيانة القوارب البحرية، والذي يعد أكبر ورشة تصليح وصيانة في الشرق الأوسط. وخلال لقائه بالصحافيين، قال إن هذا المشروع متطور جدًا وسيخدم منطقة الخليج والشرق الأوسط بكاملها.
&
100 مليون درهم و26 ألف متر
تابع المسعود أن المركز الذي حضر افتتاحه فلاح الأحبابي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة يقع في منطقة زونس كورب ضمن المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في أبوظبي، وتبلغ تكلفته 100 مليون درهم، ويمتد على مساحة واسعة تصل إلى 26 ألف متر مربع، ويشرف عليه فريق متخصص من الخبراء، ويضم تقنيات صيانة متطورة.

شراكة مع أقوى مصنع ألماني
&سيوفر المركز أيضًا خدمات صيانة محركات الدبابات الألمانية، حيث وقعت شركة المسعود شراكة مع شركة MTU الألمانية لتصنيع المحركات.

وقد تأسست شركة MTU الألمانية العريقة عام 1902 على أيدي المهندس ويلهيلن ماي باخ من المؤسسين الألمان الأوائل في تصميم المحركات الثقيلة. وتعد تلك الشراكة الاستراتيجية مع الشركة الألمانية الكبرى هي فكرة من نتاج عقل عبدالله المسعود الذي سعى كعادته إلى أن تكون الإمارات السباقة دائمًا والأولى التي تستقطب مثل هذا المركز العملاق، الذي سيحدث ثورة صناعية كبرى في المنطقة في عالم المحركات.&

جاءت فكرة هذا المشروع أخيرًا، حيث كانت ترسل دول الخليج محركات الدبابات التي تحتاج صيانة إلى الشركة الألمانية MTU لإصلاح تلك المحركات وعمل صيانة لها وإعادتها مرة أخرى إلى الخليج، ففكر المسعود بأنه لماذا لا يتم عمل تلك الإصلاحات والصيانة للمحركات في دولة الإمارات وإيجاد تلك الخدمة التي ستوفر الوقت والكثير من المال، ليس للإمارات وحدها، بل لكل الدول الخليجية الأخرى، ومن ثم قام باستقطاب تلك الشركة الألمانية وعمل شراكة معها، وافتتح فرعًا لها في منطقة مصفح في العاصمة الإماراتية أبوظبي.&

وأصبحت شركة المسعود هي المسؤولة الآن عن إصلاح وصيانة محركات الدبابات في منطقة الخليج والشرق الأوسط، ولم يقتصر المسعود على تلك الفكرة فقط، ولكن استحوذ كذلك على صيانة محركات القوارب البحرية.

المسعود: مصلحة وطني أولًا
ويعرف عن المسعود حبه وولعه الشديد للإمارات ووضعها دائمًا في المقدمة، وأنه دائمًا ما يبحث عن ابتكارات ومصانع جديدة تخدم الدولة ويتخذ قراراته بشكل شخصي، خصوصًا حينما قد تترتب على هذا القرار مخاطرة أو مغامرة وكذلك عندما يتعلق الأمر بمصلحة الدولة.

مصدات الأمواج

وقد كانت مصدات الأمواج بالبحر سابقًا في الإمارات على شكل مربعات تقليدية، وقد صمم المسعود هذه المصدات على شكل مغاير تمامًا وفقًا لنظرية التجديد والتحديث.

اشتهر عبدالله المسعود بموقف وطني قام به خلال غزو العراق للكويت، ذكره شخصيًا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في كلمته في القمة الحكومية 2015 قائلًا "طلبت حكومة الإمارات خلال غزو العراق للكويت من عبدالله المسعود أن يقدم إليها عرض سعر لشراء 4000 سيارة نيسان، التي كانت شركته وكيلها، رفض المسعود الحصول على أي مبلغ، مبررًا ذلك بأنه يخدم بلده ويرد جزءًا من المعروف لوطنه، وقام بجهود جبارة لتوفير العدد المطلوب من السيارات وأكثر منه للحكومة الإماراتية بدون مقابل".

مشاريع متنوعة
وتعتبر عائلة المسعود من أقدم العائلات التجارية في أبوظبي، انطلقت أعمالها مع مؤسسها الأول الراحل مسعود بن سالم المحيربي الذي شق طريقه في تجارة اللؤلؤ قبل 150 عامًا، حيث كانت هذه التجارة من أهم مصادر الرزق آنذاك، وتتوزع أعمال المجموعة بين رياضة السيارات والآليات والبناء والصناعة والضيافة والترفيه والشركات الخاصة وشركات الخدمات وغيرها.
&