وزير خارجية المكسيك لويس فيديغاراي.

وزير خارجية المكسيك أكد على أن بلاده لن تقف متكوفة الأيدي، وستفرض ضرائب مماثلة على وارداتها من الولايات التي تعتمد على المكسيك كشريك تجاري.

حذرت المكسيك الولايات المتحدة الأمريكية، من أنها سترد بالمثل على أي قرار محتمل أحادي الجانب بفرض ضرائب على الوارادت المكسيكية، لتمويل الجدار الحدودي الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب.

وقال وزير خارجية المكسيك، لويس فيديغاراي، إن حكومة بلاده قد تفرض رسوما جمركية على بضائع بعينها تستورد من الولايات المتحدة، التي تعتمد على صادراتها إلى المكسيك.

وتعهد ترامب، في وقت سابق، بالبدء في تشييد جدار عازل على الحدود مع المكسيك "قريبا، وقبل الموعد المقرر بكثير".

وأعلنت الحكومة الأمريكية عزمها تلقي اقتراحات التصميمات الخاصة بالجدار بداية من الشهر المقبل.

وقالت وكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، إنها ستطلب من الشركات إرسال مقترحاتها الخاصة بتصميم وبناء عدة نماذج لهياكل الجدار" في أو بحلول السادس من مارس/ آذار".

ومن المقرر الإعلان عن القائمة القصيرة لأفضل التصميمات والمقترحات في 20 مارس / آذار، وسيطلب من الشركات بعد ذلك تقديم الميزانية المقترحة لتكلفة المشروع.

ومن المتوقع حسب الجدول المقرر منح عقود العمل بالمشروع منتصف أبريل/ نيسان المقبل.

وتعهد ترامب في خطابه أمام مؤتمر العمل السياسي للمحافظين في ماريلاند، أمس الجمعة، بأن يضع دائما مصلحة المواطنين الأمريكيين أولا، وبالتالي سيبني "جدارا عظيما جدا" على الحدود مع المكسيك.

وأضاف ترامب قائلا "سيبدأ التشييد قريبا جدا. أي قبل الموعد المحدد لذلك. قبل الموعد المحدد لذلك بكثير جدا".

دونالد ترامب.

صعد ترامب الموقف مع المكسيك وأعلن البدء في تنفيذ الجدار العازل قبل موعده المحدد.

وكان ترامب قد وعد بتمويل المكسيك لهذا الجدار، والذي قد يتكلف أكثر من 21.5 مليار دولار، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن تقرير داخلي في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية.

وهذا المبلغ أعلى بكثير من تقديرات ترامب التي بلغت 12 مليار دولار.

"لن نقف مكتوفي الأيدي"

واقترح الرئيس الأمريكي من قبل فرض ضرائب 20% على الواردات القادمة من المكسيك واستخدامها في تمويل المشروع.

لكن وزير خارجية المكسيك رد في لقاء إذاعي، أمس الجمعة، بأن بلاده تؤمن بالتجارة الحرة، "لكنها ستضطر للرد على الولايات المتحدة، إذا ما حاولت تمويل الجدار بفرض ضريبة على الواردات المكسيكية".

وقال: "لن نقف مكتوفي الأيدي. المسكيك ستتعامل مع هذا وكأنه واقع وليس مجرد تهديد خطابي، لأننا أدركنا أن التهديدات الخطابية تتحول إلى واقع".

وحدد فيديغاراي الولايات الأمريكية التي قد تفرض المكسيك ضرائب على وراداتها منها، وهي أيوا وتكساس وويسكونسن.

وبحسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية، فإن المسكيك أكبر مستورد لمنتجات ولاية تكساس، وبلغت قيمة وارداتها منها 92.4 مليار دولار في عام 2015.

وتمثل قضية الجدار أمرا سياسيا بالغ الحساسية في المكسيك، دفع الرئيس "انريكي بينا نييتو" إلى إلغاء زيارته للولايات المتحدة ولقاء ترامب الشهر الماضي، وقال "المكسيك لن تمول هذا الجدار".

وفي محاولة لاحتواء الموقف، أرسل ترامب وزير خارجيته ريكس تيليرسون ووزير الأمن الداخلي جون كيلي إلى المكسيك، وبحثا الموقف مع نظيريهما هناك.

ولم يذكر أي من الجانبين تفاصيل المناقشات حول الجدار، التي جرت بعيدا عن وسائل الإعلام، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس الماضي.

ويحتاج ترامب إلى موافقة الكونغرس على تمويل المشروع قبل البدء الفعلي في تشييده.