لندن: حين يتعلق الأمر بتوفير منظومات طاقة زهيدة، مستدامة بيئيًا ومؤمَّنة، فإن مجموعة من الاقتصادات الصغيرة هي التي تتقدم بخطى متسارعة على باقي العالم. ويبين مؤشر الأداء العالمي في مجال الطاقة لعام 2017 أن البلدان العشرين الأولى حققت ضعف متوسط الزيادة في أدائها بالمقارنة مع جميع البلدان الأخرى.&

ويصنف التقرير الذي نشرته المفوضية الأوروبية 127 بلدًا في ضوء قدرتها على توفير الطاقة عبر الأبعاد الثلاثة لـ"مثلث الطاقة": زهيدة الكلفة ومؤمنة ومستدامة بيئيًا. وبحسب التقرير، فإن الأفضل أداء هي اقتصادات صغيرة ومتطورة.&

وتبين نتائج التقرير أن عددًا من أكبر الاقتصادات المستهلكة للطاقة مثل الصين (في المركز 95) والهند (في المركز 87) واليابان (في المركز 45) وروسيا (في المركز 48) والولايات المتحدة (في المركز 52) تراجعت على قائمة التصنيف أو لم تحقق إلا مكاسب هامشية. وقال روبرترو بوكا، عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى الاقتصادي العالمي: "سيواصل الطلب على الطاقة في المستقبل والتطورات التكنولوجية التي لا سابق لها طرح تحديات وفرص جديدة للبلدان".&

دول ترتقي

تشكل الدول العشرون الأولى على مؤشر الأداء الطاقي لعام 2017 خليطًا متنوعًا، حيث تتصدر المؤشر دول أوروبية مثل سويسرا التي تتبوأ المركز الأول والنرويج في المركز الثاني، لكن هناك مناطق أخرى تحتل بلدانها مراتب متقدمة على المؤشر، مثل كولومبيا في المركز الثامن واوروغواي في المركز العاشر وكوستاريكا في المركز الرابع عشر من اميركا اللاتينية، في حين تأتي نيوزيلندا في المركز التاسع.&

&

لا تحسن في مؤشر هذا العام لأداء الطاقة العالمي مقارنة بمؤشر 2009&

&

وفي حين أن هذه البلدان صغيرة من حيث إجمالي ناتجها المحلي وعدد سكانها، فإن بلدانًا كبيرة أيضًا حققت أداءً عاليًا في إدارة قطاعات طاقية معقدة، مثل فرنسا التي تأتي في المركز الخامس على المؤشر، وبريطانيا في المركز الخامس عشر، وألمانيا في المركز التاسع عشر. يعكس وجود بلدان اوروبية في مراكز متقدمة الأفضليات المتحققة عبر تاريخ مديد من التنسيق في المنطقة الاوروبية.&

ويتضح من مقارنة مؤشر هذا العام لأداء الطاقة العالمي بمؤشر 2009 انه لم يتحقق إلا تحسن متواضع. لكنّ عددًا من البلدان ارتقى على المؤشر خلال هذه الفترة باجراء تحسينات كبيرة في منظوماته الطاقية، مثل جمايكا التي ارتقت من المركز 116 إلى 92، ونيكاراغوا من 95 إلى 72، وطاجكستان من 66 إلى 46، والمكسيك من 59 إلى 44، واللوكسمبورغ من 37 إلى 23، وأوروغواي من 25 إلى 10.&

ثلاثة مبادئ

قال مقصد أشرف، مدير شركة اكسنتشر ستراتيجي - إنيرجي لبحوث الطاقة: "إن نقل منظومة الطاقة في هذه البلدان إلى حالة مستقبلية أرخص ومستدامة بيئيًا ومؤمَّنة يجب أن يكون مسعى متواصلًا تبذله كل دولة"، مشددًا على ضرورة أن تساهم الشركات في هذا الانتقال والتكيّف مع النظام الطاقي العالمي المتغير. أضاف: "هذا يعني كيف وأين تستثمر الشركات ودورها في العمل مع الحكومات وصانعي السياسة".&

ويضع تقرير المؤشر ثلاثة مبادئ لتحقيق تحسينات في قطاعات الطاقة:

1- تحديد الإطار الزمني للاتجاه الذي يسير فيه قطاع الطاقة على المدى البعيد والتزامه. وتوفر الحكومات ذات الرؤية بعيدة المدى استمرارية مهمة من خلال هذا الإطار الزمني واحساسًا بالاستقرار ضروريًا لتشجيع الاستثمار.&

2- تمكين عملية الانتقال في قطاع الطاقة بسياسات مرنة. والسياسات الأشد فاعلية في دفع عملية انتقال قطاع الطاقة هي التي تتيح إيجاد حلول ملائمة للبلد. ويعني هذا توفير الفرص اللازمة لازدهار التجديد ومرونة لنشوء أنسب التكنولوجيات نشأة عضوية.

3- توجيه الاستثمار نحو المجالات الأشد تأثيرًا. فالمطلوب استثمارات كبيرة لتحقيق تقدم في عملية انتقال قطاع الطاقة وتلبية الطلب المتزايد عليها. وثبات الالتزام برؤية بعيدة المدى ضرورة لا بد منها لضمان ثقة المستثمر.

&

&

&