أبو ظبي: كشف في العاصمة الإماراتية أبوظبي عن مشروع أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم التي ستقام في منطقة سويحان في أبوظبي بتكلفة 3.2 مليار درهم (870 مليون دولار)، والتي تأتي لتعزيز جهود أبوظبي الرامية إلى ضمان كفاءة واستدامة وأمان خدمات الإمداد بالمياه والكهرباء، وتحسين إدارة الطلب، وتحقيق التنويع الاقتصادي باعتماد مصادر بديلة للطاقة.

وقال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إن «المشروع العملاق يرسخ مكانة أبوظبي بصفتها عاصمة لأحدث الممارسات الاقتصادية والبيئية والتكنولوجية على مستوى العالم، كما أنه يترجم رؤية قيادة البلاد بخلق بدائل ناجعة في مجال الطاقة، باتجاه التخلي عن النفط كمصدر وحيد للاقتصاد الإماراتي».

وأضاف أن «هذه الخطوة الكبيرة هي جزء من الاستراتيجية التنموية الشاملة التي تقودها أبوظبي في جميع المجالات، والتي تعد إنجازا حقيقيا، ليس بالنظر إلى المخرجات المتوقعة فحسب، بل في السياسات المدروسة التي تقود إلى النهوض بهذه المشاريع وفقا لأفضل ممارسات الحوكمة مع مراعاة الكلفة المنخفضة والعوائد المرتفعة وسرعة الإنجاز».

وجاء حديث الشيخ هزاع بن زايد على هامش حفل لإطلاق المشروع، حيث شهد توقيع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، إلى جانب الائتلاف الفائز بتنفيذ المحطة، اتفاقيات الإغلاق المالي مع الجهات الممولة للمشروع الذي سيزود الشبكة المحلية بنحو ألف و177 ميغاواط من الكهرباء اعتبارا من الربع الثاني عام 2019.

وسيتم تنفيذ المشروع الذي سيوفر الطاقة بأكثر الأسعار تنافسية على مستوى العالم، على غرار مشاريع المنتج المستقل السابقة لهيئة مياه وكهرباء أبوظبي، حيث تمتلك الهيئة وحكومة أبوظبي نسبة 60 في المائة من المشروع، في حين يتقاسم الائتلاف العالمي الذي فاز بعطاء المشروع، والمكون من شركتي ماروبيني اليابانية وجينكو سولار الصينية، نسبة الـ40 في المائة المتبقية.

فوائد اقتصادية ومالية وبيئية واجتماعية

ويشمل المشروع تطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل وصيانة المحطة المستقلة التي سيتم إنشاؤها في منطقة سويحان، أي على بعد نحو 120 كيلومترا من مدينة أبوظبي، ويعادل إنتاج المحطة البالغ ألفا و177 ميغاواط ضعف ما تنتجه أكبر محطة في العالم حاليا وهي محطة كاليفورنيا للطاقة الشمسية، التي تنتج 550 ميغاواط. وبحسب المعلومات الصادرة أمس فإن المشروع سيعود بفوائد كثيرة اقتصادية ومالية وبيئية واجتماعية، إذ تكفي الطاقة المولدة لتزويد مئات الآلاف من المنازل بالكهرباء، بينما سيحول تنفيذه دون إطلاق ما يزيد على 200 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، إضافة إلى ما يتم إطلاقه من انبعاثات كربونية عند إنتاج هذا القدر من الطاقة الكهربائية بالطريقة التقليدية.

ويعادل أثر المشروع أيضا زراعة أكثر من 17 مليون شجرة بكل ما يعنيه ذلك من عوائد إيجابية على البيئة. وعلى الصعيد الاقتصادي، في الوقت الذي يقدم المشروع أكثر الأسعار تنافسية على مستوى العالم حتى الآن وبواقع 8.888 فلس لكل كيلوواط ساعة، وهو ما يعادل 2.42 سنت لكل كيلوواط/ ساعة.