إيلاف من لندن: واصلت أسعار النفط ارتفاعها الى أعلى مستوى لها منذ مارس، رغم التراجع الطفيف في تداولات بداية الأسبوع ولكنها بقيت قريبة من أعلى مستوى لها في 5 أشهر والذي وصلت إليه الأسبوع الماضي بعد أن اشارت تقارير شركة "بيكر هيوز" لخدمات التنقيب والانتاج النفطي عن تراجع عدد منصات الحفر النفطية في الولايات المتحدة بعد أن أدى الإعصار هارفي إلى توقفها عن العمل.

ووصلت أسعار مزيج خام برنت القياسي 4 سنتات إلى 55.66 دولار للبرميل وهو مستوى قريب جدًا من 55.99 دولار الذي لامسه الخام يوم الخميس الماضي.

أما خام غرب تكساس الوسيط وصل الى 49.99 دولار للبرميل للعقود الآجلة في التداولات بعدما تجاوز في وقت سابق 50 دولارًا واتجه صوب أعلى مستوى في أكثر من 3 أشهر الذي بلغه يوم الخميس عند 50.50 دولار للبرميل.

واستقرت أسعار غرب تكساس الوسيط للعقود الآجلة تسليم شهر نوفمبر على سعر 50.44 دولار للبرميل بينما استقر مزيج برنت على سعر 55.42 دولار. الفرق 5 دولار هو الثمن الاضافي لمزيج برنت وهذه الفجوة اتسعت بعد اعصار هارفي الذي عطل الانتاج الأميركي جزئيا وهي قابلة للتغيير.&

وتشير الانباء ان مصافي التكرير حول خليج المكسيك والكاريبي استأنفت نشاطاتها العادية بعد التوقف لعدة أسابيع بسبب الإعصارين "هارفي" و"إيرما".

وأشارت بيانات شركات الطاقة الأميركية أن عدد منصات الحفر العاملة انخفض بواقع سبع حفارات في الأسبوع المنتهي في 15 سبتمبر، ليصل العدد الإجمالي إلى 749 منصة، وهو أدنى مستوى من يونيو بحسب ما قالته شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة في نهاية الأسبوع المنصرم.

تقارير تفاؤلية&

يوجد دلائل عديدة تعزز التوقعات ان أسعار النفط تتجه نحو 60 دولار للبرميل في الشهور المقبلة الا أن ادارة معلومات الطاقة الأميركية تتنبأ ان معدل سعر البرميل سيبقى بحدود 51 دولار للبرميل في عام 2017 و 52 دولار في عام 2018 وتقول ان التقلبات السعرية لن تكون سيئة كما كانت عليه عام 2016.&

ويرى المتعاملون في السلع النفطية ان العقود الآجلة قد تصل 63 دولار للبرميل بحلول ديسمبر 2017.

ويجب الاشارة أن الأسعار ارتفعت الى 52 دولار للبرميل في أغسطس الماضي من أصل &48 دولار في يوليو. وهذا ضعف سعر البرميل &يوم 20 يناير 2016 عندما تهاوى السعر الى 26.55 دولار للبرميل. وفي يونيو 2015 كان سعر البرميل 60 دولار للبرميل وقبل ذلك بعام واحد كان السعر 100.25 دولار للبرميل في يونيو 2014.

واللافت أن البيانات الشهرية من منظمة "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية أعطت الأسواق اشارات تفاؤلية وايجابية تتعلق بارتفاع الطلب العالمي على النفط مع تراجع التخمة في السوق نتيجة للاتفاق بين "اوبك" بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا على تخفيض الانتاج.&

وضخّت اوبك 32.76 مليون برميل يوميا خلال شهر أغسطس حسب تقديرات "اوبك" في تقريرها الشهري وتتوقع "اوبك" انتاج 32.80 مليون برميل يوميا خلال عام 2018 لتلبية الطلب العالمي. لذا لا نستغرب ان منظمة "اوبك" تبحث الآن مع الاعضاء الحاجة لتمديد اتفاق التخفيض الذي ينتهي في مارس 2018.&

ولا شك أن قرار تمديد اتفاق التخفيض سيخلق مصاعب داخل "اوبك" ذاتها حيث ان عدد من الاعضاء يسعون لزيادة الانتاج لأقصى ما يمكن للحصول على المزيد من الايرادات مثل ليبيا ونيجيريا والعراق بسبب الأزمات الاقتصادية.

والخطر على الأسعار يكمن في الفشل لتمديد الاتفاق وهذا سيعطي الاسواق اشارة سلبية مما سيؤدي حتما الى تراجع الأسعار. والعنصر الآخر الذي لا يمكن تجاهله هو الانتاج الأميركي المتصاعد.&

الانتاج الأميركي يواصل الصعود

وتقول وكالة الطاقة الدولية ان معدل الانتاج الأميركي بلغ 9.3 مليون برميل يوميا عام 2017 ومن المتوقع أن يصل الى 9.8 مليون برميل يوميا خلال عام 2018. ومن الجدير بالذكر ان صناعة النفط الصخري الأميركي تحتاج الى سعر حول 50 دولار لكي تستطيع الاستمرار في الانتاج على المستويات الحالية.

وشهدت أسعار غرب تكساس الوسيط ومزيج برنت القياسي ارتفاعا ملحوظا الاسبوع الماضي بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية المتفائل بتاريخ 13 سيبتمبر والذي يقول "إن الطلب العالمي سيرتفع بوتيرة اسرع مما كان متوقعا سابقا مما سيعجّل عودة التوازن للسوق في وقت أقرب مما كان متوقعا".&

وتتوقع الوكالة ارتفاع الطلب بواقع 1.6 مليون برميل يوميا او 1.7% &هذا العام. ولعام 2018 تتوقع الوكالة ارتفاع الطلب بواقع &1.4 مليون برميل يوميا أما فيما يتعلق بالمخزونات الأميركية يقول تقرير وكالة الطاقة الدولية ان مخزونات المشتقات المكررة انخفضت بسبب اعصار "هارفي" ولكن مخزونات النفط الخام ارتفعت بواقع 5.9 مليون برميل . وهبطت مخزونات الغازولين بواقع 8.4 مليون برميل &بينما توقع المحللون هبوطا بواقع 2.1 مليون برميل.

ومن اللافت للانتباه ان استيراد الولايات المتحدة من النفط بلغ ادنى مستوياته الاسبوع الماضي حيث هبط بواقع 1.2 مليون برميل يوميا الى 5.7 مليون برميل وهذا أدنى مستوى في تاريخ اميركا الحديث.

ومما لا يمكن تجاهله أن تقرير وكالة الطاقة الدولية أعاد الثقة للسوق. المهم في الأمر ان تقرير الوكالة يقول ان التخمة تتقلص بسبب الطلب القوي في اوروبا واميركا من جهة وتخفيض انتاج "اوبك" بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا من جهة أخرى الأمر الذي يمهد الأرضية لاستمرار انتعاش الأسعار.