إيلاف من أنقرة:: أعلنت تركيا الإثنين عن مجموعة من التدابير سعيًا إلى طمأنة الأسواق بعد إنهيار الليرة، فيما يتّهم رئيسها رجب طيّب أردوغان واشنطن بتدبير "مؤامرة سياسية" ضد بلاده.

وأعلن البنك المركزي التركي الاثنين أنه سيتخذ "كل التدابير الضرورية" لضمان الاستقرار المالي، في وقت يسجل هبوط حاد في قيمة الليرة التركية. وأكد المركزي أنه سيوفر "كل السيولة الضرورية للمصارف"، في وقت تسارع تراجع الليرة التركية في الأيام الأخيرة إلى مستويات تاريخية على خلفية التوتر مع واشنطن.

سمح هذا الإعلان بالتعويض جزئيًا عن الخسائر التي سجلتها الليرة التركية في الأسواق الآسيوية، حيث تم التداول بها بسعر 6.65 ليرات&للدولار بعيد الساعة 6:00 ت غ، بعدما تراجعت إلى أدنى مستوياتها التاريخية مسجلة 7.2362 ليرات&للدولار الأحد الساعة 19.51 ت غ. وخسرت الليرة 16% من قيمتها إزاء الدولار الجمعة.

وكان وزير المال التركي براءة البيرق، وهو صهر الرئيس رجب طيب أردوغان، أعلن في مقابلة أجرتها معه صحيفة "حرييت" الواسعة الانتشار مساء الأحد أن "مؤسساتنا ستتخذ التدابير الضرورية اعتبارًا من الاثنين لتخفيف الضغط عن الأسواق".

تقلبات مستمرة

وقال وزير المال التركي براءة البيرق، وهو صهر الرئيس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "حرييت" الواسعة الإنتشار إن "مؤسساتنا ستتخذ التدابير الضرورية اعتبارًا من الإثنين لتخفيف الضغط عن الأسواق".

تابع الوزير الواسع الصلاحيات: "وضعنا خطة عمل لمصارفنا وللشركات الصغرى والوسطى، وهي القطاعات الأكثر تضررًا جراء التقلّبات الحالية في العملة"، مؤكدًا "كما سبق وقلت، كل خُططنا جاهزة" للتحرّك وإتخاذ تدابير حيال الوضع الراهن.

تراجعت الليرة التركية مرّة جديدة في الساعات الأولى من يوم الإثنين في آسيا إلى أدنى مستوياتها التاريخية حيث تمّ التداول بها بسعر 7,2362 ليرات&للدولار الواحد في الساعة 4:51 (الأحد الساعة 19:51 ت غ)، بعدما كانت تدنّت إلى 6.87 ليرات&للدولار الجمعة. غير أنها عادت وارتفعت قليلًا ليتم التداول بها بحوالى 7 ليرات للدولار قرابة الساعة 2:00 ت غ.

وبعد تقلبات مستمرة منذ أسابيع عدة، شهدت الليرة التركية الجمعة هبوطًا حادًا خسرت معه أكثر من 16% من قيمتها مقابل الدولار.

وحذر اردوغان الأحد بأنه سيرد على ما وصفه&بـ"مؤامرة سياسية" أميركية ضد تركيا، بالبحث عن شركاء جدد وأسواق جديدة.

مؤامرة سياسية

يسجّل هبوط العملة التركية وسط تصاعد التوتّر بين أنقرة وواشنطن بسبب عدد من القضايا في صلبها احتجاز القس الأميركي أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهمة "الإرهاب" و"التجسّس"، وقد وضع في نهاية يوليو قيد الإقامة الجبرية بعد إعتقاله عاما ونصف عام.

لا يعتزم اردوغان تقديم أي تنازلات. وقال خاطبًا في أنصاره المتجمعين في طرابزون على البحر الأسود (شمال شرق) "هدف هذه العملية هو إستسلام تركيا في جميع المجالات من المالية وصولًا إلى السياسية. ونحن نواجه مرّة أخرى مؤامرة سياسية. وبإذن الله سنتغلب عليها".&

وتوعد بأنه إن كانت واشنطن على إستعداد للتضحية بعلاقتها مع أنقرة، فإن تركيا سترد بـ"التحوّل إلى أسواق جديدة، وشراكات جديدة وتحالفات جديدة (ضد) من شنّ حربًا تجارية على العالم بكامله&وشمل بها بلدنا".&

التحالف على المحك

أضاف اردوغان الذي عمل في السنوات الأخيرة على تعزيز علاقاته مع دول من أميركا اللاتينية إفريقيا وآسيا "البعض يغلق الأبواب والبعض الآخر يفتح أبوابًا جديدة".&

وألمح إلى أن التحالف برمته بين تركيا التي إنضمت إلى الحلف الأطلسي عام 1952 بدعم أميركي، والولايات المتّحدة على المحك.&

تستضيف تركيا قاعدة أميركية كبيرة في مدينة إنجرليك في جنوب البلاد، تستخدم حاليا مركز عمليات في الحرب على تنظيم داعش.

وتأخذ تركيا على الولايات المتّحدة الدعم الذي تقدّمه لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تقاتل داعش وتعتبرها أنقرة "إرهابية".

وقال اردوغان "لا يسعنا سوى أن نقول وداعًا لكلّ من يقرّر التضحية بشراكته الإستراتيجية وبنصف قرن من التحالف مع بلد عدد سكانه 81 مليونًا، من أجل علاقاتها مع مجموعات إرهابية".&وتابع "هل تجرؤون على التضحية بتركيا البالغ عدد سكانها 81 مليونًا من أجل قس يرتبط بجماعات إرهابية؟".&

وتطالب الولايات المتّحدة بالإفراج الفوري عن القس الذي يواجه عقوبة بالسجن لفترة تصل إلى 35 عامًا، فيما تطالب تركيا بتسليمها الداعية فتح الله غولن المقيم منذ نحو عشرين عامًا في الولايات المتّحدة، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الإنقلاب في يوليو 2016.
&