انقرة: سعى وزير المال التركي الخميس الى طمأنة المستثمرين الاجانب مؤكدا ان بلاده لا تحتاج الى مساعدة صندوق النقد الدولي وستخرج "اقوى" من الازمة النقدية التي تعانيها.

وخاطب براءة البيرق، وهو ايضا صهر الرئيس رجب طيب اردوغان، بعد الظهر الافا من المستثمرين من الولايات المتحدة واوروبا وآسيا خلال مؤتمر غير مسبوق عبر الفيديو اعتبر اختبارا للصدقية.

وقال الوزير بحسب تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "سنخرج اقوى من هذه الاضطرابات".

واذ اكد ان تركيا لا تعتزم طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، اوضح ان حكومته ستسعى الى اجتذاب استثمارات اجنبية مباشرة.

وانعكست هذه التصريحات ايجابا على الليرة التركية التي تدهورت قيمتها الاسبوع الفائت جراء الازمة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وفي الساعة 14,10 ت غ تم تداول الدولار ب5,72 ليرات رغم ان هذه الزيادة الطفيفة لا تقارن بالخسائر الكبيرة التي سجلت في الايام الاخيرة.

ولكن يبدو ان الليرة التركية مستقرة منذ الثلاثاء في ضوء اجراءات اتخذها المصرف المركزي بهدف الحد من المضاربات بعدما خسرت اربعين في المئة من قيمتها هذا العام.

وتفاقمت الازمة النقدية مع تصاعد التوتر بين واشنطن وانقرة اللتين تبادلتا العقوبات وزيادة الرسوم الجمركية على بعض السلع.

ورغم الانتعاش المحدود لليرة في الايام الاخيرة، لا يزال الخبراء قلقين من الخلاف بين انقرة وواشنطن على خلفية استمرار احتجاز القس الاميركي اندرو برانسون في تركيا وهيمنة اردوغان على الاقتصاد.

وتلقت الاسواق باستياء احجام البنك المركزي التركي عن رفع معدلات الفائدة رغم تدهور العملة.

- اولويتان -
ووعد البيرق الخميس بان تكون لحكومته اولويتان: مكافحة التضخم الذي بلغ نحو 16 في المئة في تموز/يوليو والانضباط المالي.

وسط هذه الازمة، تلقت انقرة الاربعاء جرعة دعم من قطر. فقد وعد اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال اجتماع مع اردوغان في انقرة باستثمارات بحجم 15 مليار دولار.

وفي مسعى لمد الجسور مجددا مع اوروبا، تشاور اردوغان هاتفيا الاربعاء مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والخميس مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون.

واعلنت انقرة ان اردوغان وماكرون شددا على "اهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية" بين بلديهما.

من جهته، اجرى البيرق محادثات الخميس مع نظيره الالماني اولاف شولتز وتوافق الوزيران على ان يلتقيا في 21 ايلول/سبتمبر في برلين، وفق تركيا.

وكان القضاء التركي امر الثلاثاء بالافراج عن جنديين يونانيين والاربعاء عن مدير منظمة العفو الدولية في تركيا، في قرارين غير متوقعين بعدما ادت هاتان القضيتان الى توتر في العلاقات بين انقرة والدول الاوروبية.

ولاحظ مصدر دبلوماسي اوروبي ان "الافراج (عن الجنديين ومدير منظمة العفو) ليس مصادفة بالتأكيد".

وتدارك "لكن اسباب (الحذر) لا تزال ماثلة: ليس ثمة ضمانات حول استقلال البنك المركزي او القضاء. هذا يظهر فقط ان اردوغان يصبح براغماتيا جدا حين يتعرض لضغوط اقتصادية".&