&تشارك السعودية في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية متسلحةً بمكانة جعلت منها رقمًا صعبًا في المعادلة الاقتصادية العالمية، خصوصًا بعد إطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار التي سماها مراقبون بـ "دافوس الصحراء".

"إيلاف" من لندن: بين 23 و26 يناير الجاري، ينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مركزًا على دراسة أسباب المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم، وعلى إيجاد الحلول الملائمة لها.&

قبل دافوس سويسرية، كان ثمة دافوس أخرى بنكهة عربية استثمارية، عنوانها "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي أطلقت في 24 أكتوبر 2017، استضافها صندوق الاستثمارات السعودية العامة في الرياض، برعاية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ومشاركة أكثر من 2500 شخصية رائدة والمؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 60 دولة، ناقشوا الفرص والتحديات التي ستشكل وجه الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية في العقود المقبلة، &من ابرزهم المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، والرئيس التنفيذي المشارك لبريدجووتر أسوشيتس ديفيد ماكورميك، ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر.


&دافوس الصحراء

ناقشت الجلسة الأولى من أعمال "المبادرة" الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الجديدة اللازمة لدفع عجلة التقدم، والاتجاهات الصاعدة التي يرجح أن يكون لها الأثر الأكبر في توجيه النمو، وكيف يمكن قيادات القطاعين العام والخاص استغلالها لتحقيق النجاح.

عقدت جلسة رئيسية أخرى لعرض أحدث التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات الواقع الافتراضي والبيانات الضخمة وشبكات التواصل الاجتماعي والعلوم الطبية والبنية التحتية الذكية، والتي بدأت تتكامل الآن بإعادة ابتكار المدن في القرن الحادي والعشرين. واشتملت المبادرة على معرض للمشروعات العملاقة المستقبلية التي تعد جزءًا أساسيًا من رؤية "السعودية 2030".

يمثل المعرض فرصة للمشاركين للاطلاع على ملامح المستقبل في تجربة فريدة ومتميزة تعتمد على أحدث التقنيات. والمثير ان الصحف العالمية للمال والأعمال وصفت هذا المؤتمر بدافوس الصحراء، نظرًا لأهميته وحجم المشاركة الدولية فيه

وفي تتمة &لمبادرة "دافوس الصحراء"، تشارك السعودية في أعمال منتدى دافوس السويسري وفي مناقشة الاقتصاد المستقبلي والتطور التقني ورؤية السعودية 2030 ومشروع "نيوم" الضخم، وفي بحث مسائل تخص العرب بعد 7 سنوات من اندلاع الربيع العربي، وخصوصًا التطورات الدراماتيكية في مصر وتونس.

رفيع المستوى

تأكيدًا لأهمية المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس، وصعود الدور السعودي الاقتصادي على المستوى الدولي، حرصت السعودية على إرسال وفد رفيع المستوى يضم وزير ماليتها ابراهيم العساف، والأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية والسفير المخضرم في لندن وواشنطن والوجه المعروف في الأوساط والمحافل الدولية الديبلوماسية والأكاديمية وصاحب التاريخ العريق في المؤتمرات الدولية، والأمير خالد بن سلمان سفير المملكة في واشنطن، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان خريجة جامعة "جورج واشنطن" الأميركية.

والجدير ذكره هنا ان منتدى الاقتصاد العالمي اختار الأميرة ريما ضمن برنامج "القيادات العالمية الشابة" بفضل إنجازاتها في المجالات التنموية وسجلها القيادي. وسجلتها مجلة "فاست كومباني" الأميركية في قائمة "أكثر الأشخاص إبداعًا" في عام 2014، &وأدرجت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية المرموقة اسمها في قائمة كبار المفكرين العالميين في عام 2014. وهي تحظى بشعبية كبيرة داخل المملكة بصفتها سيدة متنورة وناشطة في العمل الاجتماعي؛ فهي عضو مؤسس في جمعية "زهرة" لسرطان الثدي، ورئيس تنفيذي لشركة "ألفا" العالمية المحدودة، ومدير الإدارة النسائية في الهيئة العامة للرياضة.

ولا شك في أن وجودها سيكون سمة في المنتدى، خصوصًا &أنه سيناقش قضايا تتناول الدور النسائي في المجتمع ومناصرة المرأة. وهناك جلسات عدة مخصصة لهذه القضية على أجندة المنتدى.

&دافوس 2018

يستضيف المنتدى الثامن والأربعون نحو 3000 مشارك من 110 دولة، بينهم 70 رئيس دولة أو حكومة، و38 رئيس منظمة دولية كبيرة، لمناقشة "بناء مستقبل مشترك في عالم ممزق".

يشارك في المنتدى قادة من مجموعة السبع، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

ويحضر المنتدى رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، ووفد أميركي يتألف من الرئيس دونالد ترمب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون ووزير تجارته ويلبور روسن وصهره ومستشاره جاريد كوشنر، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والموفد الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا، والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو أزيفيدو، ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين.

وقبل انطلاق أعمال المنتدى رسميًا، ستقدم لاغارد تقرير صندوق النقد الدولي السنوي عن الاقتصاد العالمي.
&