سلط تقرير جديد لمنظمة "أوكسفام" البريطانية، الضوء، على واقع الفوارق الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المغرب، حيث وضعت المنظمة المملكة في صدارة دول شمال أفريقيا على مستوى "اللا مساواة بين الأغنياء والفقراء".

إيلاف من الرباط: كشف التقرير الذي نشرته المنظمة الإثنين، واطلعت عليه "إيلاف المغرب"، عن معطيات مثيرة حول تفاوت مستوى العيش بين الفقراء والأغنياء المغاربة، إذ أكد أن مستوى عيش أغنياء المملكة يضاعف مستوى فقرائها بـ 12 مرة، معتبرًا أن هذه الفجوة "لم تنخفض منذ العشرية الأخيرة من القرن الماضي".

سجل التقرير، الذي يرتقب أن يعيد سؤال توزيع الثروة بالمغرب إلى الواجهة، أن ثروة أغنى أغنياء المغرب الثلاثة الأوائل، وهم عثمان بنجلون، وعزيز أخنوش، وأنس الصفريوي، المقدرة بـ"4.5 مليار دولار في السنة الواحدة تعادل استهلاك 375 ألف من فقراء المغرب".

أفاد التقرير نفسه، بأن 1.6 مليون شخص يعيشون تحت عتبة الفقر المدقع، و4.2 مليون شخص مهددون بالفقر، كما أوضح أن معظم الفقراء المغاربة يعيشون في المناطق القروية.

وأرجع التقرير عدم المساواة الواضحة بين فقراء المغرب وأغنيائه إلى تفشي ظاهرة الأمية، حيث إن ثلث السكان المغاربة أميون تمثل نسبة النساء فيهم 60 بالمائة، ويستقر معظم هؤلاء في المناطق القروية.

أما بخصوص توزيع خريطة الفقراء بالمغرب، فسجل التقرير أن جهة درعة - تافيلالت (جنوب-شرق) تتصدر قائمة الجهات التي تضم أكبر عدد من الفقراء، إذ بلغت فيها نسبتهم 14.6 في المائة من السكان، متبوعة بجهة بني ملال - خنيفرة (وسط) بنسبة 9.3 في المائة، كما قدر التقرير نسبة الفقر في جهة طنجة -تطوان- الحسيمة بـ 2.2 في المائة من السكان، فيما بلغت النسبة بجهة الدار البيضاء- سطات 2 في المائة من مجموع السكان.

وأكد التقرير أن فئتي الشباب والنساء "الأكثر عرضة للهشاشة، نتيجة عدم قدرتهم على الحصول على عمل مستقر بأجر لائق وتغطية طبية واجتماعية". وأضاف أن 22 بالمائة فقط من النساء اللواتي ولجن سوق العمل مقابل 65 في المائة من الرجال، إضافة إلى أن ثلاثة أرباع الخريجين الشباب عاطلون عن العمل، معتبرًا أن النقص الحاصل في مجالات الصحة والشغل والتعليم بالمغرب يؤدي إلى تراجع تصنيفه في مؤشر التنمية البشرية بنسبة 30 في المائة.

كشف التقرير أيضًا، أن واحدًا من اثنين من المغاربة لا يتجاوز دخله الشهري 966 درهم (حوالى 100 دولار)، بمعدل سنوي لا يتجاوز 11 ألف 589 درهم (1200 دولار)، وأفاد التقرير أن "نصف سكان المناطق القروية في المغرب يعيشون بدخل سنوي لا يتجاوز 8678 درهم (حوالى 870 دولار)، وأوضح أن معدلات البطالة في هذه المناطق "تصل إلى 55 بالمائة".