باريس: تدفع المخاوف حيال تصعيد جديد في الحرب الأهلية في سوريا والتزام منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وروسيا خفض الانتاج، أسعار النفط للبقاء مرتفعة، كما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير.

وأثارت سلسلة من البيانات حول فرض الرسوم الباهظة بشكل متبادل بين واشنطن وبكين قلقا دوليا ازاء ارتفاع الأسعار في حال تفاقم الصراع إلى حرب تجارية بين قطبي التجارة الدولية.

واوضحت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير الجمعة إن "الغموض السياسي في الشرق الأوسط عاد الى الواجهة في الايام القليلة الماضية (...) ويساهم الغموض إزاء الخطوات المقبلة في سوريا واليمن في ارتفاع اسعار خام برنت فوق الـ70 دولار للبرميل".

واصلت القوى الغربية تقييم خياراتها الجمعة بشأن ضربات محتملة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع عن تحرك عسكري وشيك، بعد تحذير من روسيا بأن ذلك قد يؤدي الى "حرب".

ورغم ذلك، أوضح مصرف "كومرز بنك" في مذكرة أن "المشاركين في سوق النفط لا يزالوا حذرين رغم ان الظروف الجيوسياسية في الشرق الأوسط خفت حدتها إلى حد ما".

وما يدعم ارتفاع اسعار النفط أكثر هو انخفاض انتاج دول اوبك وروسيا، الملتزمين باتفاق تم التوصل إليه عام 2016 في فيينا بعد تراجع أسعار النفط لمستوى قياسي بسبب كثرة المعروض عالميا، طبقا للتقرير.

المهمة انجزت؟

وفي الواقع، خفّضت بعض الدول التي اقرت الاتفاق انتاجها بأكثر مما تعهدت، ما ساعد في ارتفاع الاسعار الجمعة لاكثر من 72،60 دولار لبرميل برنت و67،65 دولار لخام "دبليو تي اي".

وقالت منظمة الطاقة الدولية "ليس من شاننا الإعلان بالنيابة عن دول اتفاق فيينا إذا كانت +المهمة انجزت" ام لا، لكن إذا ما كانت توقعاتنا دقيقة، فإنها بالتأكيد تحققت".

وخفضت السعودية أبرز دول أوبك انتاجها اقل من الهدف المعلن، فيما أدت الاضطرابات في ليبيا لاستمرار انخفاض الانتاج أدنى مما مخطط له.

كما أجبرت الاضطرابات السياسية فنزويلا على الاعتماد على واردات النفط الخام خصوصا من روسيا، لتلبية احتياجاتها.

الا ان انتاج النفط تسارع في الولايات المتحدة، غير المنضوية في اوبك، حسب تقرير وكالة الطاقة الدولية.

وقالت الوكالة إنه بفضل اقتطاعات اوبك والطلب العالمي الكبير على النفط، فإن زيادة الانتاج الاميركي ليست كافية لخفض الاسعار. 

وأوضح لقمان أوتونغا، محلل الأبحاث في شركة فوريكس تايم، ان بيانات وكالة الطاقة الدولية بخصوص اوبك وخفض الانتاج الروسي "متممة" للسعر المرتفع للنفط الذي يشهده السوق حاليا.

وأضاف "مع ذلك، فإن زيادة الإنتاج من النفط الصخري الاميركي يمكن أن تشكل عراقيل لخفض اسعار النفط في نهاية المطاف".

وحذرت الوكالة الدولية من انه إذا ادى تراشق التصريحات بين واشنطن وبكين الى حرب تجارية، فإن الطلب العالمي على النفط وكذلك الاقتصاد قد يعانيان.

ونقلت الوكالة عن مصادر ثانوية أن "التوقعات الاقتصادية لا تزال مشجعة" لكنه يحذر من النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وصدر تقرير وكالة الطاقة الدولية غداة إشارة اوبك إلى مواصلة النفط الخام إظهار قوته في السوق. 

وذكرت أوبك في تقريرها الشهري إن "اسعار النفط ارتفعت لاعلى مستوياتها طوال أسابيع، بسبب التوتر في الشرق الأوسط واحتمال انخفاض اكثر في انتاج فنزويلا ما يحبط تأثيرات ازدياد الانتاج الاميركي من النفط الخام".