عودة أبو ردينة: بلغت أسعار النفط نحو 70 دولارًا للبرميل في هذا العام، ويمكن أن ترفعها التوترات في الشرق الأوسط مقترنة بانتعاش انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وكندا من جديد إلى 80 دولارًا في وقت قريب. وقد يواجه كثير من المستهلكين متاعب نتيجة زيادة تكاليف البنزين وزيت التدفئة التي تأتي مع ارتفاع سعر النفط، وكذلك الشركات التي تعتمد على البترول والغاز والمشتقات النفطية.

ارتفاع أو اندلاع

لم تقترب أسعار النفط من مستواها الحالي منذ ثلاث سنوات. وآخر مرة بلغت فيها 80 دولارًا للبرميل كانت في مارس 2014، حين كان متوسط سعر غالون البنزين في الولايات المتحدة 3.40 دولارات أو ما يزيد بنحو 25 في المئة على سعره الحالي. 

يعتقد العديد من الاقتصاديين أن الركود المقبل سيكون بسبب ارتفاع أسعار الفائدة أو اندلاع حرب تجارية (لا سيما بين الولايات المتحدة والصين) أو حدث واحد مثل وقوع حادث عسكري مع كوريا الشمالية. 

هذه الزيادة في أسعار النفط يمكن ألا تقل ضررًا، لكنها ستكون أكثر تمويهًا. على سبيل المثال، قد لا ترتفع اسعار البنزين إلا سنتات قليلة في الأسبوع. وبحلول نهاية الصيف، يمكن أن تزيد على ثلاث دولارات بسبب الطلب المدفوع باستخدام السيارات الذي يبلغ ذروته في عطلة نهاية الاسبوع بمناسبة يوم العمل في الولايات المتحدة الذي يصادف أول يوم اثنين من سبتمبر. 

مبيعات التجزئة

يمكن أن يضر ارتفاع سعار النفط والغاز بالاقتصاد حين يعتمد على المستلهكين في المقام الأول خلال الفصل الرابع من العام، خصوصًا في الشهرين الأخيرين. وستكون مبيعات التجزئة مهددة بهبوط دخل المستهلك. فالاجور لم ترتفع بوتيرة متسارعة خلال السنوات القليلة الماضية، ولم ترتفع أبدًا بالنسبة إلى كثير من العمال الأميركيين. وهذا يجعلهم عرضة لآثار ارتفاع أسعار البنزين. 

كان من أشد النقاشات احتدامًا بشأن أسعار النفط أخيرًا أن منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" تريد أن ترى ارتفاع اسعار النفط إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل، وانها مستعدة للتحرك من أجل إيصالها إلى هذا المستوى. 

توقع بنك غولدمان ساسك الاستثماري أن يبلغ سعر النفط الخام هذا المستوى في وقت ما من العام الحالي. وكان التفكير في أن يصل سعر النفط إلى 80 دولارًا غير وارد تقريبًا حتى أشهر قليلة مضت. لكن هذا الوضع تغير بسرعة الآن.

 

*ترجمة عبد الإله مجيد