انتخب صلاح الدين مزوار، وزير الصناعة والتجارة والخارجية والتعاون المغربي اليوم، رئيسًا جديدًا للاتحاد العام لمقاولات المغرب (اتحاد رجال ونساء الأعمال) خلفًا لمريم بنصالح شقرون، وذلك في انتخابات أجريت خلال جمع عام للاتحاد، وتمتد فترة رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب ثلاث سنوات يتم تجديدها لمرة واحدة.

إيلاف من الدارالبيضاء: حصل مزوار على 5173 صوتًا، أي ما يعادل 77.96 %‏ من الأصوات المعبّر عنها، البالغة 6635 صوتًا، متقدمًا على منافسه رجل الأعمال حكيم مراكشي، الذي أحرز 1432 صوتًا.

ترشح مزوار، الذي تزعم سابقًا حزب التجمع الوطني للأحرار، لهذه الانتخابات بمعية فيصل مكوار، الذي سيتولى بناء على نتائج هذه الانتخابات منصب نائب الرئيس.

قبيل بدء الانتخاب، دعت رئيسة اتحاد مقاولات المغرب، المنتهية ولايتها، دعت خلفها على رأس الاتحاد، إلى العمل من أجل بلورة عقد اجتماعي جديد قوي وشامل، مبني على التقاسم العادل والمتوازن لثمار النمو.

وقالت في كلمة، خلال انعقاد الجمع العام العادي والانتخابي للاتحاد، "إننا نحتاج عقدًا اجتماعيًا جديدًا قويًا وشاملًا مبنيًا على التقاسم العادل والمتوازن لثمار النمو"، لافتة في هذا السياق إلى أن الاتحاد انخرط قبل أسابيع، في مشاريع كبرى بمعية المركزيات النقابية (اتحادات عمالية)، والسلطات العمومية.

وذكرت، في هذه الكلمة التي توّجت ست سنوات من رئاستها للاتحاد، بالمحاور التي تم تحديدها كأرضية للاشتغال في سنة 2012، والتي تركز بالأساس على تعزيز الصناعة الوطنية وتقوية تنافسية العرض المغربي، وتسهيل عمليات التمويل.

وأشارت بنصالح شقرون في الآن عينه إلى أنه تم في هذا الإطار القيام بعمل يستجيب لانتظارات رؤساء المقاولات، على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والجبائية والقانونية في وقت انخرط فيه المغرب في إصلاحات مؤسساتية تاريخية.

وذكرت شقرون أن المغرب يحتاج، قبل أي وقت مضى، مشاركة الجميع من أجل المساهمة في بناء البلد، مبرزة أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي هو قبل كل شيء، قوة اقتراحية، ومنظمة في خدمة المقاولات، منخرط في هذا التوجه الطموح من أجل تحقيق تقدم اجتماعي حقيقي.

ولفتت شقرون إلى أن الاتحاد عمل كذلك على تكريس الثقة مع الحكومة والشركاء الاجتماعيين في إطار من الروح البناءة. وذكرت شقرون بمنجزات الاتحاد، وقالت إن الاتحاد العام لمقاولات المغرب عمل أيضًا خلال ست سنوات على الرفع من تمثيليته وحضوره عبر الانفتاح على قطاعات جديدة، منها الفلاحة والثقافة، فضلًا عن توسيع حضوره ليغطي 17 مدينة، ويستقطب ألفين من الأعضاء الجدد، ليبلغ إجمالي عدد أعضائه في الوقت الراهن 90 ألف عضو مباشر وغير مباشر (34 فدرالية قطاعية، 174 جمعية مهنة).

زادت شقرون قائلة إن الاتحاد، الذي يساهم أيضًا في تحقيق اندماج العنصر النسوي والشباب على المستوى الوطني، تغير كثيرًا خلال 6 سنوات، وذلك بالاعتماد على وسائل عدة للعمل، يأتي في مقدمتها نهج مبدأ الحكامة.

من جهته، تعهد مزوار في كلمة ألقاها عقب انتخابه بالدفاع عن مصالح الشركات المغربية، ووضع كفاءاته ومكتسباته التي راكمها خلال 15 سنة من العمل السياسي، تولى خلالها حقائب ومسؤوليات حكومية، من بينها وزارة المالية والاقتصاد ووزارة الخارجية، في خدمة المقاولة، مشيرًا إلى أن قضية المقاولة هي قضية المغرب، وهي قضية كل الأسر المغربية التي تبحث عن عمل لأبنائها.

ودعا مزوار رجال الأعمال المغاربة إلى مواصلة التكتل والتعبئة من أجل رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المغرب، وتمكين القطاع الخاص المغربي من الاضطلاع بأدواره ومهامه. وأكد أنه سيشكل مع نائبه فيصل مكوار ثنائيًا منفتحًا وتفاعليًا، وأنهما معًا سيعملان على التحفيز والدفع بهيئة رجال الأعمال المغاربة لتكون في مستوى انتظارات المغرب ولكي تكون في الموعد مع التاريخ.

وقال مزوار "نحن مقبلون على مرحلة جديدة"، مشيرًا إلى أن المغرب يجتاز لحظة مفصلية تتطلب من الجميع التشمير على السواعد نظرًا إلى السياق الصعب وتعدد التحديات. وأضاف ان المغرب برهن دومًا بمؤسساته ومقاولاته على قدرته على رفع التحديات مهما كانت.