فيينا: أعرب وزراء طاقة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عن تفاؤل الخميس بالاقتراب من تسوية حول انتاج النفط بينما اقرت السعودية بان زيادة كبرى في الانتاج لن تكون مقبولة "سياسيا" لمنافستها ايران.

ومن المقرر ان تعقد الدول الاعضاء وغير الاعضاء في اوبك اجتماعا مهما يومي الجمعة والسبت لاتخاذ القرار حول مصير الاتفاق الذي ابرم قبل 18 شهرا لخفض انتاج النفط وأدى الى ارتفاع سعر الخام الى 70 دولارا للبرميل. 

وتسعى السعودية وروسيا، الدولة غير العضو في اوبك، حالياً إلى زيادة الانتاج، الا ان ايران التي تواجه تاثيرات تجدد العقوبات الاميركية على صادراتها من النفط، تريد من الدول الاعضاء وغير الاعضاء الالتزام بخفض انتاج النفط بمقدار 1,8 مليون برميل يوميا. 

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في ندوة لاوبك في فيينا ان انتاج مليون برميل اضافي في اليوم "يبدو هدفا جيدا".

الا ان ايران تعارض بشدة الغاء الاتفاق لخفض الانتاج بسبب العقوبات الأميركية الجديدة على قطاعها النفطي بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.

كما تعارض دول عدة من المنظمة من بينها فنزويلا والعراق اجراء تعديلات كبيرة على اتفاق خفض الانتاج نظرا لعجزها عن زيادة انتاجها بشكل فوري.

واقر الفالح في ما يبدو انه تليين في المواقف بان "ليس كل دولة بامكانها التعاطي مع زيادة في الانتاج"، مضيفا انه من المهم "تفهم" هذه المشاغل.

وتابع الفالح ان افساح المجال امام دول انتاج كبرى على غرار السعودية بالتعويض عن نقص دول اعضاء اخرى "قد يكون مسألة تقنية لكن ربما لا يكون مقبولا سياسيا من دول أخرى".

ومع دنو موعد الاجتماع الوزاري، يبدو ان الدول باتت قريبة من تسوية تحفظ ماء الوجه. وصرح وزير النفط العراقي جبار اللعيبي امام صحافيين "نأمل بالتوصل الى اتفاق"، مضيفا "العراق يحاول جاهدا التقريب بين المعسكرين".

بينما قال نظيره الاماراتي محمد المزروعي "انا متفائل جدا".

وقال مراقبون ان الدول المشاركة يمكن ان تقرر ببساطة الاتفاق على الامتناع عن تجاوز حصصها في التخفيض والالتزام بالهدف المتفق عليه بخفض الانتاج ب1,8 مليون برميل في اليوم.

وتحجب الدول ال24 الموقعة على الاتفاق ضمن ما يعرف ب"اوبك +" عن السوق أكثر من مليوني برميل يوميا.

وغالبية التقصير مرده الى فنزويلا حيث انهار الانتاج النفطي نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.

كما تراجع الانتاج الى حد كبير في ليبيا حيث ألحقت المعارك بين مجموعات مسلحة اضرارا بمنشآت نفطية اساسية.