تأثرت قطاعات كثيرة في لبنان بسبب المونديال، ايجابيا، واستحوذت المطاعم التي ازدادت نسب الاقبال عليها، بغالبية العائدات فيما توقع الخبراء أن يكون التأثير أقوى بكثير لو أن منتخب لبنان كان مشاركًا في مونديال روسيا.


ريما زهار من بيروت: حرّك مونديال روسيا إقتصاد لبنان بشكل واضح. ويؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف" أن لبنان استفاد اقتصاديًا من المونديال بالدرجة الأولى بزيادة الإستهلاك، وقد زاد الإستهلاك في المطاعم، والمشروبات، والبنزين، وشراء الأعلام، والقمصان، وكل ما له علاقة بالمونديال.

يشير عجاقة إلى أن قطاع المطاعم كان الأكثر تأثرًا إيجابيًا، خصوصًا مع حضور اللبنانيين في المطاعم لتشجيع الفرق التي يساندونها.

أجرى عجاقة حسابًا خلص من خلاله إلى أن هناك بحدود ال 50 مباراة جرت في المونديال، واعتبر أن النشاط الإقتصادي كان محصورًا بجبل لبنان وبيروت بالدرجة الأولى، وهذا لا يعني ان سائر المناطق محرومة من النشاط الإقتصادي لكن يبقى أقل بكثير.

حسب عجاقة، تم حساب نحو الفي شخص خلال ال 50 مباراة وقد استهلكوا بالحد الأقصى ما قيمته 20 دولارا في المطاعم، وقد استفاد قطاع المطاعم من هؤلاء الحرفاء أكثر من أي قطاعات أخرى، بحدود 80% من مجمل الإستهلاك في قطاعات أخرى، والتي تقدّر بـ 10 مليون دولار تم ضخها في اقتصاد لبنان بمناسبة المونديال.

لبنان والمونديال

ردًا على سؤال ماذا لو كان لبنان مشاركًا في المونديال في روسيا هل سيستفيد إقتصاديًا بحجم أكبر؟

يجيب عجاقة بالقول إنّ لبنان كان ليستفيد أكثر بكثير، ولو كان منتخبه مشاركا في المونديال خاصة من زاوية الإستثمار، ولبنان استفاد اليوم لجهة استهلاك البضائع، ولو كان موجودًا في قلب المونديال، وفريقه يلعب في روسيا لكان الإستهلاك زاد الى ما نسبته ربما 100% بما صرف حاليًا مع عدم مشاركته، لأن الشعور الوطني، حسب البروفيسور عجاقة، كان سيغلب على الجميع ومن هناك سيكون الإستهلاك أكبر.

يضيف: "كنا سنرى تشجيعًا أكبر، ومع تجارة ومهن حرة كانت ستوفر منتوجات خاصة للبيع، مع دعايات إضافية.

وبخصوص تفعيل الرياضة ومشاركة لبنان في المونديال من أجل تحقيق زيادة أكبر في الإستهلاك الإقتصادي، يرى عجاقة أن الرياضي في البلدان المتقدمة تتكفل به الدولة، من جميع النواحي، ويكون رياضيًا من الدرجة الأولى، من خلال استثمار وقته الكامل من أجل التدريب.

وهناك رياضات في لبنان يملك فيها المشاركون مستوى عال يضاهي المستوى العالمي والدولي، وحسب عجاقة، يجب دعم الرياضي ووضع استراتيجية للمنافسة العالمية، ويبقى تأثير الشعور الوطني كبيرًا لدعم الإقتصاد والإستهلاك في لبنان، مع وجود فريق وطني يلعب في مباريات عالمية، والشعور الوطني يترجم تلقائيًا ثقة بالإقتصاد، وهذه الثقة تؤدي الى زيادة الإستهلاك والإستثمار، على حدّ تعبيره.

البلد المضيف

من الثابت أنّ المونديال يساهم في ازدهار القطاعات الإقتصادية لدى البلد المضيف، وفي حال اختير لبنان ليكون مضيفا لهذه المناسبة الكروية العالمية، فيتوقع عجاقة، أن هناك صراعًا قويًا بين العواصم العالمية لإستضافة المونديال لديها، لأن العوائد يمكن أن تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، وإلزاميًا تزيد الإستثمارات والنمو، مما يعني أنه خلال موسم شهرين يمكن تعويض كل الإستثمارات.

ولكن بلدان صغيرة كلبنان لا يمكن عادة ان تستضيف المونديال لأسباب عدةمثل شحّ الأموال والمساحة الصغيرة وغياب الملاعب الدولية.

وعادة، ينظّم المونديال في البلدان الصغيرة على صعيد إقليمي وحدث ذلك سابقا، وعلى سبيل المثال، يمكن تنظيم المونديال بين لبنان وسوريا والعراق وتركيا وقبرص، بسبب ضيق المساحة.

يختم البروفيسور عجاقة: "نتمنى أن يستضيف لبنان المونديال يومًا ما لأن الأمر سيحيي اقتصاده، وأول تأثير سيشمل تحسين الطرقات".