جدة - أحمد الهلالي وعبدالهادي صالح

كشف رئيس مهرجان العروض المرئية في جدة ممدوح سالم، أن النتائج الأولية لاستبانة وزعت على الجمهور الذي حضر لمشاهدة عروض فيلم laquo;مناحيraquo; في صالة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في جدة، أظهر تأييد غالبيتهم لوجود السينما في السعودية، ومطالبتهم بعرض أفلام سعودية وعربية فيها.
ويأتي ذلك، في وقت اكتظت صالة العرض أمس بالمشاهدين، وقدّم عرضين للفيلم، نظراً إلى الإقبال الجماهيري الكبير الذي ملأ القاعتين الرجالية والنسائية، فيما أعلن سالم تخصيص 100 مقعد لنزلاء الجمعيات الخيرية في جدة مجاناً لمشاهدة الفيلم في يوم عرضه الأخير أمس (الخميس)، إذ حضر شبان وفتيان من جمعية حماية الأسرة والأيتام لمشاهدة العروض مجاناً.
وشدّد رئيس مهرجان جدة للعروض المرئية على أن منظمي عرض فيلم laquo;مناحيraquo; يحملون تصريحاً رسمياً من الجهات الرسمية.
وقال: laquo;من أراد أن يخاطبنا أو لديه أي اعتراض فليخاطبنا رسمياً، وسنرد عليه بشكل رسمي، ولم نقم بهذا العمل إلا بعد موافقة الجهات المعنية على إقامة عروض سينما وعرض فيلم مناحيraquo;.
وأعرب سالم عن أمله في إطلاق عروض سينمائية أخرى على غرار فيلم مناحي الذي اختتمت عروضه أمس، مؤكداً اهتمامهم بالإعداد والتنظيم الجيد للعروض، لضمان عدم مواجهة أية مشكلات من أي نوع.
وقال عبدالمحسن الزهراني، وهو أحد الذين حضروا أمس لمشاهدة العرض الأخير للفيلم: laquo;إن ما قرأته في الإنترنت حول الاختلاط ومشاركة الرجال النساء غير صحيح، وأنا الآن موجود في صالة العرض، ولم أجد أياً من الكلام المذكور في الإنترنتraquo;. لافتاً إلى وجود قسمين منفصلين تماماً عن بعضهما للرجال والنساء.
وطالب الزهراني بإقامة مثل هذه العروض مستقبلاً، وضرورة تقبل المجتمع لها، أسوة بتقبله لوجود محال الفيديو، وأجهزة الستلايت، والبلوتوث، والجوال، مشيراً إلى أن أجهزة الستلايت واجهت في بدايتها اعتراضاً من بعض أفراد المجتمع، لكنه تعود عليها مع مرور الوقت.
من جانبه، اكد ماجد (احد الشباب الذين حضروا للمرة الأولى، أنه وجد أسعار الدخول مناسبة، إذ لا تتجاوز قيمتها 15 ريالاً.
وأشار إلى أن وجود مثل هذه العروض يحمي الشبان من أوقات الفراغ، وتساعدهم على استغلال تلك الأوقات، مضيفاً: laquo;أن الأفلام التي تعرض يجب اختيارها بعناية، وأن تكون هادفة، ولا مانع من إدخال الكوميديا فــيها، وأن تـــكون عروضـــها فـــي أوقـــات الإجـــازات الســــنوية والأعــــيادraquo;.
من جهتها، أوضحت روان عدس أنها حضرت برفقة والديها، ولم تتعرض لأي شكل من أشكال المضايقات، مؤكدة أنها ووالدتها دخلتا إلى صالة العرض من قسم خاص بالنساء، فيما اتجه والدها إلى القسم الخاص بالرجال، وأكدت أن عرض مثل هذه الأفلام فرصة مناسبة لحضور العوائل، والاطلاع على ما وصلت إليه الدراما السعودية، والتعرف على قدرات الفنانين السينمائية.
فيما قالت جيهان العتيبي: laquo;أعتقد بأنه لا يوجد ما يمنع من الاستمرار في تقديم العروض السينمائية في السعودية، شرط اختيار الأفلام بعناية، وأن تكون هادفة وبنّاءة وتخدم المجتمع، وأن تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية حتى يصبح أفراد الأسرة بأكملهم قادرين على حضور جميع العروضraquo;.
وعما تردد عن تسبب متشددين في إيقاف عرض فيلم مناحي في مجمع قلب الطائف التجاري الثلثاء الماضي، نفى رئيس مهرجان العروض المرئية صحة هذه الأنباء، مؤكداً أن إدارة الفندق الموجود داخل المجمع رأت وقف عرضه، نتيجة الإقبال الهائل للمشاهدين على الدخول لمشاهدة الفيلم، وقررت الاكتفاء بأيام عرضه الماضية التي استمرت خمسة أيام.
من جهته، أكد مسؤول في المجمع التجاري، الذي يشتمل على فندق أولف انترناشيونال العالمي، الذي شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى فيه عرض فيلم مناحي لـ laquo;الحياةraquo; أن الفيلم عرض بشكل كامل بحسب الأيام المخصصة لعرضه، إذ أعد مكان خاص لعرضه في قاعة الاحتفالات والاجتماعات الكبرى في الفندق، كونه لا يضم مكاناً مخصصاً للعروض السينمائية.
وعما ذكر عن وجود اختلاط بين الرجال والنساء، نفى المسؤول laquo;فضل عدم ذكر اسمهraquo; صحة هذا الأمر، مؤكداً أنه تم إعداد مكان العرض بطريقة لا تسمح باختلاط الجنسين.
وحول ما تردد عن وجود تجمعات أمام الفندق وتهديدات بسبب عرض الفيلم، نفى ذلك في شدة، مؤكداً أن الفيلم عرض بقاعة ملحقة بالفندق وهو من فئة خمسة نجوم، وقال: laquo;نظراً إلى تزايد الإقبال من فئات مختلفة من المجتمع، وحرصاً منا على خصوصية الفندق، تم التعجيل بعرض الفيلم، خصوصاً مع بداية الدراسة، حرصاً منا على طلاب المدارس والجامعات التي تعتبر الشريحة الكبرى التي حرصت على الحضور والمتابعةraquo;.
وأضاف: laquo;أن إدارة المجمع لا يمكن أن ترضى بما يسيء إلى المجتمع، سواء بهذا الفيلم أم غيرهraquo;، موضحاً أن الفيلم مصرح بعرضه من وزارة الثقافة والإعلام.
وأكد أن إدارة المجمع خصصت مقراً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إيماناً منها بدورها الكبير في المجتمع، وتأكيداً على الحرص على عدم المساس بما يمس عادات المجتمع السعودي المسلم المحافظ.
ونوه إلى أن جميع أبواب المجمع التجاري تخضع لحراسات أمنية لمنع العزاب والمراهقين من الدخول، والاكتفاء بدخول أصحاب العائلات، حرصاً على الهدوء الذي ينشده الجميع.