اكد الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال مباحثاتهما على دفع العلاقات بين البلدين قدما من خلال البناء على ما تم انجازه خلال الفترة الماضية وازالة جميع العوائق التي تعرقل مسيرة تطور هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون. وكان الملك عبدالله بدأ زيارة الى سوريا اليوم الاربعاء وصفها السفير السعودي في دمشق بالتاريخية، نظرا إلى توقيتها وللتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، ونقلت قناة العربية الفضائية عن السفير عبدالله بن عبدالعزيز العيفان، قوله إن هذه الزيارة quot;ستؤسس ثنائية وعربية كبيرة وإن نتائج هذه الزيارة ستظهر قريباًquot;.

دمشق:قال بيان رئاسي سوري ان القمة تناولت علاقات الاخوة والروابط التاريخية التي تجمع البلدين وسبل توطيد التعاون بينهما في جميع المجالات وازالة جميع العوائق التي تعرقل مسيرة تطور هذه العلاقات. وذكر ان الرئيس الاسد والملك عبدالله quot; اكدا حرصهما على دفع هذه العلاقات قدما من خلال البناء على ما تم انجازه خلال الفترة الماضية وازالة جميع العوائق التي تعرقل مسيرة تطور هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة للتعاون تخدم الشعبين الشقيقين ومصالح البلدين المشتركة وتساهم في مواجهة التحديات التي تعترض سبيل العرب جميعا في بلدان عربية عدة وخاصة في فلسطين المحتلة والقدس الشريفquot;.

واشار الى ان الجانبين دعا الى quot; ضرورة تضافر جميع الجهود العربية والاسلامية والدولية لرفع الحصار اللاإنساني المفروض على الفلسطينيين ووقف الاستيطان في الاراضي المحتلة ووضع حد لتمادي قوات الاحتلال الاسرائيلي المستمر على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والتي كان آخرها محاولة اقتحام المسجد الاقصىquot;.

كما اكد الجانبان على quot; ضرورة اتخاذ الخطوات التي تصون الحقوق العربية المشروعة وتلاحق ما يرتكب بحقها من اجرام يخرق كل المواثيق والاعراف الدوليةquot;. وشدد الجانبان على اهمية تطوير العلاقات العربية العربية ومتابعة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك خدمة لمصالح الامة العربية وقضاياها المحقة وخاصة ان جميع دول العالم تسعى الى تكتلات اقليمية تعطي لموقعها وزنا على الساحة الدولية بينما ما زال العرب يعانون من فرقة وانقسام في المواقف الامر الذي يضعفهم جميعا. واكد الرئيس الاسد وخادم الحرمين الشريفين حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين وعلى جميع المستويات في القضايا والملفات التي تهم الشعبين الشقيقين ولاسيما ان ارتقاء العلاقات السورية السعودية سينعكس ايجابا على مختلف القضايا التي تهم العرب جميعا.

وكان الزعيمان استهلاسلسلة الاتفاقات المزمع إبرامها بين البلدين بالتوقيع على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي على الدخل والرأسمال بينهما، قبل ان يقلد الأسد خادم الحرمين الشريفين وسام أمية الوطني ذا العقد وهو أعلى وأرفع وسام وطني في الجمهورية العربية السورية، كما قلد الملك عبدالله الرئيس الأسد قلادة الملك عبد العزيز وهي أعلى وأرفع وسام في المملكة العربية السعودية.

العطية: زيارة الملك السعودي إلى سوريا ستفتح آفاقا للعمل العربي

شعبان: المباحثات بين الاسد والملك عبدالله ايجابية

العطية: زيارة الملك عبدالله الى سوريا تدعم العمل العربي المشترك

وقبل ذلك جرت للملك عبد الله في قصر الشعب مراسم استقبال رسمي عزف خلالها النشيدان الوطنيان للمملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية ثم جرى استعراض حرس الشرف بينما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة تحية لضيف سورية الكبير.

وتحظى زيارة الملك عبدالله لسوريا باهتمام إعلامي غير مسبوق ومن المرتقب ان يتم خلالها مناقشة العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين بالإضافة إلى ملفات عربية متعددة تتعلق بالشأن الفلسطيني واللبناني والعراقي واليمني بالاضافة للعلاقة مع إيران.

ووصف السفير السعودي في دمشق الزيارة بالتاريخية، نظرا إلى توقيتها وللتطورات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، ونقلت قناة العربية الفضائية عن السفير عبدالله بن عبدالعزيز العيفان، قوله إن هذه الزيارة quot;ستؤسس ثنائية وعربية كبيرة وإن نتائج هذه الزيارة ستظهر قريباًquot;.

وعما اذا كان لقاء القمة السورية السعودية سيمهد لمصالحة سورية مصرية قال العيفان إن quot;دعوة العاهل السعودي خلال قمة الكويت للمصالحة العربية مستمرة وإن حكمة القيادة في كل من السعودية وسوريا ومصر يمكن ان تحقق تطلعات الامة العربيةquot;.

ويضم الوفد الرسمي المرافق للملك في زيارته الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والمستشارين الأمير تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود والأمير عبدالإله بن عبدالعزيز والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير منصور بن ناصر بن عبدالعزيز والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود والأمير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر ووزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني والشيخ مشعل العبدالله الرشيد ورئيس الديوان الملكي خالد بن عبدالعزيز التويجري ورئيس المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الطبيشي ورئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين إبراهيم بن عبدالرحمن الطاسان ومستشار خادم الحرمين الشريفين المشرف على العيادات الملكية الدكتور فهد بن عبدالله العبدالجبار وقائد الحرس الملكي الفريق أول حمد بن محمد العوهلي و السفير السعودي في دمشق عبدالله بن عبدالعزيز العيفان.

وتأتي زيارة العاهل السعودي لسوريا بعد سنوات من الجفاء بين البلدين تدهورت خلالها العلاقات بينهما، وكتبت صحيفة الوطن السورية (المقربة من الحكومة) في عددها الصادر الاربعاء ان زيارة العاهل السعودي تجري quot;وسط ارتياح اقليمي ودولي، شجع خلال الاسابيع الماضية على هذا التقارب، حيث ابدت باريس ارتياحها لتحسن العلاقات بين البلدين بما في ذلك من تأثير على الوضع الاقليمي، كما رحب لبنان ودول خليجية وعربية اخرى بالزيارةquot;.

ويقول عدد من المحللين ان هذه الزيارة التي يقوم بها العاهل السعودي لاول مرة منذ توليه العرش في عام 2005، ترمي الى وضع حد للخلافات بين البلدين وخاصة في ما يتعلق بالملفين الفلسطيني واللبناني، بالاضافة الى العلاقات الاستراتيجية التي تربط سوريا بايران.

ويقول هادي عمر المحلل في مركز بروكينغز الدوحة الذي يتخذ من قطر مقرا له في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية ان دمشق والرياض quot;كانت لديهما دوما مواقف متعارضة خلال السنوات الماضيةquot;، مشيرا الى ان التقارب بين البلدين يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين دمشق وواشنطن انتعاشا.

وكان أول لقاء مصالحة بين الملك عبد الله، والرئيس السوري بشار الاسد، الذي بدأت بلاده بفتح حوار مع الادارة الاميركية الجديدة، قد حدث مطلع عام 2009 على هامش القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت.

وفي 23 ايلول/سبتمبر زار الرئيس السوري السعودية حيث حضر افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بالتزامن مع العيد الوطني السعودي.

وكان من بوادر تحسن العلاقات بين البلدين، تعيين المملكة سفيرا في دمشق في تموز/يوليو بعد ان بقي هذا المنصب شاغرا لمدة عام.

وتعتقد الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ان دمشق يمكنها المساهمة بالبحث عن حلول للملفات الساخنة في المنطقة كالعراق ولبنان والصراع الاسرائيلي-الفلسطيني