الاشتباكات الدامية التي وقعت الثلاثاء على الشريط الحدودي السعودي اليمني، وارتفعت حصيلتها كما علمت quot;إيلافquot; إلى مقتل رجلي أمن وإصابة 10 أفراد من قوات حرس الحدود السعودية، باتت تؤرّق القاطنين بالقرب من معاقل الحوثيين في اليمن والقبائل السعودية اليمنية المنتشرة على أطراف الشريط الحدودي.

الرياض: فيما أشار الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان في حديثٍ له بعد أن أدى الصلاة على الجندي السعودي تركي القحطاني أن الدولة السعودية ستتخذ كل الخطط والإحتياطات المناسبة في مسرح الإشتباكات التابع لمحافظات وقرى سعودية، وقال الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود: quot;الجنود عماد الوطن، ولم توجد هذه الوظائف إلا لخدمة الدين والوطن والحمد لله على كل حال وندعوه أن يغفر لهم ويرحمهمquot;.

ومضى أمير منطقة جازان بالقول: quot;الجهات الأمنية وخطط المساندة كلها تقوم لحماية الوطن، كما أن المواطن يشكل لدينا أولوية في مثل هذه الظروف وستتخذ الدولة كل الخطط المناسبة في مسرح العملياتquot;. فيما أنهى الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز حديثه بالقول: quot;هذه الحادثة نتمنى أنها عابرة ولكننا لن نتسامحquot;.

تاريخ القبائل الحدودية ومرجعية الحوثيين:

من جانبه، ألمح عضو مجلس الشورى السعودي سابقاً الدكتور محمد آل زلفة لـquot;إيلافquot; أن السكان على خط الحدود السعودية اليمنية كلهم قبائل وأسر واحدة، لا يوجد لديهم خلافات أبداً في ظل العلاقات الاجتماعية التي تربطهم، كما أن اتفاقية الطائف 1934م تؤكدها اتفاقية جدة عام 2000م ، وفيها تم تحديد آخر ما كان مختلفاً عليه في شأن الحدود السعودية اليمنية وإعادة ترسيمها، وهذه الاتفاقية الأخيرة أنهت الخلافات التي قد يتذرع بها البعض.

وفي ما يتعلّق بشأن الحوثيين ومرجعيتهم، أوضح آل زلفة المتخصّص في توثيق التاريخ الإسلامي أن quot;تدخلات الحوثي المدعومة بقوة من إيران أمر غير مستغرب وهدفه إشعال المشاكل في هذه المنطقة للوصول إلى ما وصلوا إليه كبداية الآن بالتسلل والتعدي على رجال الأمنquot;.

رسالة إيرانية يحملها الحوثي ومناصروه:

وبين الدكتور آل زلفة أن quot;رسالتهم القوية من إيران هو أن يحدثوا قلاقل في جنوب السعودية وأن يكونوا معول هدم لخلق الفتنة بين السعودية وأشقائهم في اليمن، وللاسف أن الحوثيين أدوات تستخدمها إيران للضغط على السعودية أو إحداث قلاقل في الأمن السعودي اليمني، بينما تدرك الحكومتان السعودية اليمنية أن هناك مؤامرة تحاك وهم أعلم، فالرئيس علي عبدالله صالح أكتشف بكل الدلائل أن هدفهم هو إيجاد شريط حدودي متطرف لإحداث فتنة بين السعودية واليمنquot;.

القدرة العسكرية السعودية وتمرد الحوثيين:

وفي تنبؤاته للمستقبل القريب وما ستتخذه الحكومة السعودية بشأن تمرد الحوثيين، قال آل زلفة: quot; السعودية لديها القدرة الكافية لتحمي حدودها من أي تدخل، ولن تسمح لأي حوثي أو إيراني بالتدخل في شؤونها والمرور عبر أراضيها بأي شكل من أشكال الفتنة، وكما سمعنا في تصريح مساعد وزير الدفاع والطيران الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أثناء المناورة العسكرية قبل أسبوع جنوب غرب السعودية، حيث أكّد حينها استعداد القوات العسكرية السعودية لأي طارئ قد يحدث لا سمح الله، بينما أشارت تلك المناورات للقدرة العسكرية والبشرية وقوائم العتاد والقوة التي تتمتع بها القوات المسلحة السعوديةquot;.

مقتل رجلي أمن و10 مصابين من حرس الحدود السعودية حصيلة ظهر الأربعاء:

quot;إيلافquot; حصلت على معلومات تؤكّد أن حصيلة الاشتباكات كانت مقتل رجلي أمن من قوات سلاح الحدود السعودية، وإصابة 10 من زملائهم، كما أن السلطات الأمنية السعودية تنتشر بعناصرها الأمنية بالقرب من حدود بلادها مع اليمن لرصد المتسللين.

غير أن مراقبين ألمحوا إلى أنهم من quot;الحوثيينquot; الذين اتهموا مرارا السعودية دعم الجيش اليمني وذلك من البيانات المتكررة التي تصدرها هذه الجماعة، وقالوا إن السعودية تسمح للجيش اليمني باستخدام أراضيها لضرب مواقعها. وشددت على أن المساعدة التي تقدمها السعودية هي لوجستياً، ومادياً. وحذرت أنها ستضطر لمواجهة أي اعتداء من أي جهة يستخدمها الجيش اليمني.

وكان نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز عبر في تصريحات صحافية سابقة عن تفاؤله بسلامة حدود بلاده مع اليمن. راجياً أن تحل quot;الأزمة اليمينةquot; بالطرق الودية داخل أراضيها.

هذا وطلبت السلطات الأمنية السعودية من سكّان المحافظات الحدودية إخلاء مساكنهم لتأمين سلامتهم. وكان أحد المواقع الإلكترونية قد تبنى إعلانا للعناصر الحوثية تبنيها الهجوم، وزعم الموقع المعروف بتبعيته للعناصر الحوثية على الإنترنت بسيطرة المتمردين على جبل دخان الواقع بين الحدود اليمنية السعودية بينما لم تتأكّد تلك المعلومات بحسب مصدر في قوات الأمن جنوب غرب السعودية.