إلهام يوسف من الرياض: ما زالت شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية تبحث عن تغيير النظرة من قبل المجتمع المحلي ومنحهم الثقة ومعرفة واجباتهم تجاههم وهم الذين يشكلون نسبة لا بأس بها، وهو هدف تبذل مجموعة quot;التفاؤل التطوعيةquot; جهودًا كبيرًا لتحقيقه عبر فعاليات مختلفة في مناطق المملكة، وسط تفاعل كبير من الشباب السعوديين المنضوين تحت لواء هذه المجموعة.

ولعل يوم المعوّق العالمي الذي صادف الأسبوع الماضي، كان بمثابة الفرصة لتنظيم فعالية حاشدة في الرياض بدعم مدارس رياض الخزامة ورعايتها، وبحضور المئات من المعوّقين من كلا الجنسين فضلاً عن متطوعين حرصوا على تسليط الضوء على معاناة هذه الشريحة وحث المجتمع على تغيير نظرته والبدء بخطوات فعلية على هذا الطريق.

quot;إيلافquot; التي حضرت الفعالية تحدثت الى العديد من الحاضرين ومن بينهم الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل الفرحان، رئيسة جمعية أسرة التوحد التي تحدثت عن ضرورة أن تبدأ عملية تغيير النظرة تجاه المعوّق من الأسر التي لديها أبناء معاقين، وذلك بإخراجهم الى المجتمع وإشراكهم في مختلف تفاعلاته، والمطالبة بحقوقهم بدلاً من انتظار الحصول على تلك الحقوق دون أي جهد.

وقالت إن المجتمع السعودي بحاجة إلى أن يعي ما ينبغي فعله من اجل المعوّقين، لكن قبل ذلك الأسر تتحمل الكثير من العبء وعليها السعي للحصول على حقوق أبنائها، معبرة عن أسفها لعدم حصول المعوّقين على الحد الأدنى من احتياجاتهم متمثلة في الدعم والرعاية وتخصيص الأماكن العامة الملائمة لأوضاعهم بدلاً من نظرة الشفقة تجاههم.

ودعت الأميرة سميرة إلى تفعيل نظام المعاقين الذي صدر قبل عدة سنوات ولم يجد طريقه بعد الى ارض الواقع، مشددة على أنَّ المجتمع السعودي مجتمع طيب وعاطفي وهو بحاجة فقط الى التثقيف تجاه سبل التعامل مع المعوّّقين، فيما يتحمل المسؤولون الدور الأبرز في هذا الجانب.

ومن جانبه تحدث مبارك المهنا نائب رئيس جمعية التفاؤل، عن أهداف الجمعية قائلا ان هدفها الرئيس هو خدمة المعاقين ودمجهم في المجتمع وتقديم الدعم النفسي والمعنوي والفني لهم، وتكريس مبدأ أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر والضمير وليس الجسد.

وشدد على ضرورة ان يعرف المجتمع واقع المعوّقين وقدراتهم الكبيرة وحاجتهم الى فرص مناسبة وتوفير السبل المناسبة أمانهم للانخراط في المجتمع، وبخصوص المجموعة التي ينشط فيها، قال المهنا إنّها تتكون من مجموعة شباب وفتيات من كلا الجنسين ومن بينهم معاقون وأصحاء، ويعملون كيد واحدة من أجل تغيير الصورة تجاه هذه الفئة.

أسماء ابو بكر، فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة بدت متقدة العزيمة ومليئة بالثقة، وأشارت إلى أنها اختارت مجال الاعلام للدراسة لكي تصبح بمثابة القلم الذي يعبر عن واقع ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية، فيما سردت زميلتها سمية الدوسري جملة المصاعب والعقبات التي تواجهها كفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلة ان نظرة المجتمع وان تغيرت بشكل نسبي فإنها بحاجة إلى المزيد من التغيّر الايجابي.

وأوضحت ان المجتمع بحاجة الى المزيد من التثقيف والوعي بواجباته تجاه هذه الفئة وضرورة الشعور بأن المعاق شخص عادي لا يقل دوره عن دور أي مواطن طالما يملك الارادة والعزيمة والمؤهلات، وعادت أسماء لتشدد على أن الدولة والمؤسسات مطالبة بتوفير الوظائف لذوي الاحتياجات الخاصة، وقبل ذلك الإيمان باستطاعتهم أداء أدوارهم بشكل طبيعي على الرغم من الاعاقة.