الدخيل: على العرب ألا يكتفوا بالإنصات
الرياض والقاهرة امتحان أوباما الأول والأخير

الإعلان عن السفير الأميركي في السعودية.. quot;لم يتحدّدquot;
اوباما والإنحناءة للعاهل السعودي
فهد سعود من الرياض: عدة قضايا مهمة على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يناقشها مع الحكومة السعودية حين يصل إلى الرياض غدًا الأربعاء، لينتقل بعدها في رحلته الشرق أوسطية إلى القاهرة ليلقي خطابه الموجه للعالم العربي والإسلامي. أحد هذه القضايا ملف السلام العربي الإسرائيلي الأكثر تعقيدًا، والملف النووي الإيراني الذي لا يقل أهمية عن سابقه.
وتكتسي زيارة باراك أوباما للرياض والقاهرة يومي الأربعاء والخميس، أهمية كبرى، نظرًا لكونها تحمل في طياتها سابقة تاريخية تحدث للمرة الأولىحين يخطب رئيس أميركي خطابًا موجهًا إلى العالم العربي والإسلامي من القاهرة. ويرى المحلل السياسي الدكتور خالد الدخيّل الذي تحدث لـquot;إيلافquot; أنه على العرب ألا يكتفوا بالإنصات لما سيخرج من بين شفتيّ الرئيس الأميركي باراك اوباما، إذ يجب توجيه العديد من الأسئلة الصريحة والمباشرة.
ويبرر الدخيّل رأيه بالقول إن الإدارات الأميركية المتعاقبة تُفضل دومًا الاتكاء على منطق العلاقات العامة، وترك السياسات كما هي، فخلال نصف قرن استخدم الأميركان كافة الوسائل لتحسين صورة أميركا، عبر التلفاز والصحافة والسينما، ولكنهم فشلوا، بسبب أن هناك فجوة كبيرة بين ما يقال في هذه الخطابات، وبين ما ينجز على أرض الواقع.
ولم يستغرب المحلل السياسي أن يزور أوباما الرياض، قبل أن يتوجه إلى القاهرة ليلقي خطابه، لأن الخطاب موجه للعالم الإسلامي، والسعودية هي مركز الإسلام، وطالما اختار أوباما أن يوجه خطابه من بلد عربي آخر، فمن البديهي أن يزور السعودية على الأقل، ويجتمع مع قادتها.
وحول الهالة الإعلامية الهائلة، التي أحاطت بزيارة الرئيس الأميركي المرتقبة، يقول الدخيّل: quot; السؤال هو: هل سيكون الخطاب بمستوى الهالة الإعلامية التي أحاطت به قبل أن يحصلquot;؟.
أسئلة ... أسئلة
والقى الدخيّل خلال حديثه سيلٌ من الأسئلة، التي طلب توجيهها الحكومتين السعودية والمصرية على الرئيس الأميركي، خلال الجلسات المغلقة التي ستجمعهم، لأن ما سيقوله العرب ndash; والحديث للدخيّل-للرئيس الأميركي، ربما يكون أهم مما سيقوله أوباما، الذي لن يقول أشياء تختلف كثيرًا عن السياسة الأميركية المعتادة.

الدكتور خالد الدخيل

ومن هذه الأسئلة: هل سيعتذر الرئيس الأميركي باراك أوباما عن المجازر التي حدثت في العراق، ومئات الضحايا التي ذهبت بسبب أخطاء أميركية هناك؟، هل سيقدم اعتذاراً عما حدث في سجن (أبو غريب)؟.هل سيعتذر عن مثل هذه الممارسات التي تورطت فيها الإدارة الأميركية السابقة ؟
ويضيف الدخيل قائلا: quot; وفي المقابل، هل سيصر العرب على التمسك بخيار السلام مع إسرائيل على اعتبار انه الخيار الوحيد الذي يمتلكونه، على الرغم من انه لم يؤدِّإلى أي نتيجة تذكر، بل دفع الحكومات الاسرائلية أن تكون متشددة أكثر، وان يرتفع سقف مطالبتها للعرب دون مقابل. ماذا سيقولون للرئيس الأميركي حول حقيقة أن إسرائيل لا ترى أن من مصلحاتها أن تتوصل إلى سلام مع العرب حالياquot;
ويكمل الدخيّل قائلا: quot; كل المؤشرات تقول إن الإسرائيليين غير معنيين حاليًا بإقامة سلام مع العرب، لان الوقت أعطاهم مزيدًا من الخلافات العربية، والخلافات الفلسطينية الحادة، ومزيدًا من الأرض، وهم يرون أنهم سيكسبون أكثر إذا ماطلوا في عملية السلامquot;.
وحول إيران، وملفها النووي يقول الدخيل : قبل يومين أعلن وزير الدفاع الأميركي أن الولايات المتحدة لن تقبل كوريا الشمالية كقوة نووية، وجاء ذلك بشكل واضح ومباشر، والسؤال هنا: هل هذا هو موقف الإدارة الأميركية تجاه الإيرانيين؟
يكمل: quot; بالعكس لم يكن هناك أي وضوح حول إيران، بخلاف الحديث عن الحوار. ولكن ماذا يعني الحوار مع إيران؟ وماذا بعده؟ . هل ستقبل الولايات المتحدة إيران كقوة نووية في المنطقة، وهذا ضمن الأسئلة التي يجب أن تطرح من قبل الحكومتين السعودية والمصرية على أوباما.
ويؤكد الدخيل أن احد الأسباب الرئيسة لفشل السياسة الأميركية في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط وفي أوروبا أيضا، هي سياسة التفرد بالرأي دون التشاور مع الحلفاء، وهو ما يسعى أوباما أن يصححه، ولذلك لا بد أن يواجه الكثير من الضغوط في داخل الولايات المتحدة الأميركية.
ويختم الدخيل حديثه مع إيلاف بالتأكيد على أن الكاريزما التي تميّز أوباما، وبلاغته، ومقدرته الكبيرة في الخطب السياسة، لابد وأن تتفق مع ما يقدمه على أرض الواقع، خصوصا وأنه اكتسب شعبية طاغية خارج الولايات المتحدة بفضل هذه المواصفات الشكلية، وهو الآن أمام امتحان مهم وحيوي وربما يكون الأصعب له ليحافظ على شعبيته هنا، ويختبرها فعليًا في الوقت نفسه.