الوزير الذي أبعد شبح الإعلام في السعودية... quot;أونلاينquot; على quot;الفايس بوكquot;
خوجة لـ quot;إيلافquot;: العدالة في صفحتي مفقودة!


فهد سعود من الرياض: لم يكد خبر إنشاء وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة صفحة خاصة به في موقع التواصل الاجتماعي quot;الفايس بوكquot; ينتشر بين الأوساط الإعلامية والشعبية، حتى أصبح حديث الساعة، وتناوله الكتاب في أعمدتهم اليومية معتبرين الخطوة مؤشرًا إيجابيًا في تعامل وزارة الثقافة والإعلام مع الجمهور، ولم تخل جلسة إعلامية من طرح هذا الحدث مادة للمناقشة والتعليق، خصوصًا بين جمهور الإعلاميين الذين أصبحوا أكثر قربًا من أي يوم مضى من وزير إعلامهم وثقافتهم.

ذهب بعضهم إلى الحديث عن شبح وزارة الثقافة والإعلام، الذي أراد الوزير إزالته بعدما ظل عقودًا يخيم فوق رؤؤس الإعلاميين الذين كانوا يلقون صعوبة في مخاطبة الوزارة والوزير مباشرة. أما اليوم فليس أسهل من أن يرسل أي صحافي أو حتى مواطن بشكوى أو اقتراح إلى رأس هرم الوزارة، من خلال رسالة قصيرة عبر quot;الفايس بوكquot;، ولا يتطلب الأمر سوى أن يضيف الوزير إلى قائمة أصدقائه ليعرض ما لديه من رؤى وأفكار، وحتى انتقادات.

الوزير خوجة الذي حقق هذه السابقة في المملكة لمسؤول سعودي بإنشاء الصفحة، يراها خطوة طبيعية بحكم عمله الذي يتطلب التواصل مع جميع شرائح المجتمع السعودي. وعندما قررتُ أن أعرف انطباعات الوزير حول خطوته، والأصداء التي أعقبتها، بعد نحو شهر من إطلاق الصفحة، راسلته عبر quot;الفايس بوكquot;، ووضعت أمامه أسئلة عدة، وكانت مفاجأة أنني تلقيت الردود بأسرع مما توقعت.

وهنا الحديث:

* إنشاء صفحتك في موقع التواصل الاجتماعي quot; الفايس بوكquot; سابقة تاريخية، هل توقعت أن تلقى كل هذه الحماسة لها؟
- لا، صراحة لم أتوقع، لأن بعض المسؤولين سبقني بإعلان عناوين بريد إلكتروني خاص لشكاوى المواطنين. ولكن أقول هنا، ليس الزخم هو المهم، بقدر العمل والإنجاز. لقد وصل المواطن إلى درجة من الوعي يستطيع أن يميز من خلالها بين الباحث عن العمل والإنجاز وبين الباحث عن الشهرة والأضواء. أسأل الله أن يوفقني لأكون من الصنف الأول وأعتقد أن مسيرتي العملية تشفع لي بعض الشيء في هذا الباب، وبدعم المواطن والصحافي والمثقف والإعلامي أكمل الطريق على النهج نفسه بإذن الله. اليد الواحدة لا تصفق...أليس كذلك ؟

*رأينا خلطة صحافية في قائمة أصدقائك، فهناك صحافيون ثقافيون ورياضيون وسياسيون وغيرهم، هل تتواصل معهم جميعًا، وما رأيك في الهجوم الكاسح من الإعلاميين نحوك؟
- أتواصل مع الجميع قدر الممكن، وسعيد بنصائح الجميع ورؤاهم على اختلاف مشاربهم ومجالاتهم. وكثيرون من الأخوة يحرصون على المحادثة عبر quot;الفايس بوكquot;، لكنني للأسف لا أكون بجوار الجهاز بحكم العمل والالتزامات، ونظرًا إلى أنني أتركه مفتوحًا طوال

خوجة في سطور

كان قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين الدكتور عبد العزيز خوجة وزيرًا للثقافة والإعلام، من جملة القرارات الإصلاحية التي أعلنت قبل ما يزيد على ثلاثة أشهر، والتي استقبلها المواطن والإعلامي السعودي بارتياح وحبور.

ويتمتع الوزير خوجه بخبره واسعة في الثقافة والإعلام، وهو عاد إلى وزارته التي كان وكيلاً لها في عهدي الوزير الدكتور محمد عبده يماني، وبعض الوقت في عهد اللواء علي الشاعر.

وخوجة هو أحد الأسماء الثقافية اللامعة، وعلى صلة وطيدة بالإعلاميين والصحافيين، مما يجعله على علم بالثقافة والصحافة وبآليتيهما وحاجاتهما وهمومهما ، وطوال رحلته الدبلوماسية، ومن قبل حين كان وكيلا لوزارة الإعلام، حافظ على علاقات أخوية مع أهل الإعلام والصحافة.

وكان طوال رحلته الدبلوماسية، حريصا على التعريف بالمثقف والمبدع السعوديين، في البلدان التي عمل فيها، فكان يرعى توقيع الكتاب السعودي، وفي أكثر من مرة شكل حلقة وصل بين المثقفين السعوديين والمثقفين العرب، ويسعى إلى براز النتاج الإبداعي السعودي.

وكان الوزير خوجه سفيرا للسعودية في أربع دول: أولا تركيا 1986 - 1992، روسيا الاتحادية 1992 - 1996، المملكة المغربية 1996 - 2004، ولبنان. وتعتبر محطة لبنان الأهم في مسيرته الدبلوماسية، قبل أن يعود إلى المملكة حاملا حقيبة وزارة الثقافة والإعلام السعودية.

اليوم أظهر دائمًا quot;أون لاينquot;، وحين أعود أرى أن أكثر من شخص حادثني ولم يلقَ ردًا مني . لذا أرجو ألا يثير هذا شيئًا في نفوسهم خصوصًا أن الانشغالات كثيرة. أعرف أن العدالة هنا مفقودة بحكم أنني استطعت التواصل مع بعضهم وعدم التواصل مع بعضهم الآخر، ولكن للأسف... ليس في اليد حيلة.

* معالي الوزير، كل عمل لا بد أن يكون له نصيب من الانتقادات، كيف واجهت موجة الهجوم التي طالتك شخصيًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية؟
- أختلف معك، لم يكن هناك هجوم بل نقد، وأنا أرحب بالنقد لأنني لا أزعم أنني على صواب للأبد، ولا أزعم أنني أمتلك الحقيقة دون غيري، وبعض النقد محق وقد أفادني، وبعضه الآخر كان بسبب عدم توضيح بعض الأمور . وقد حرصت على التواصل مع الصحافة والإعلام حتى تصل الصورة للمواطن بوضوح، وثمة جزء غير يسير من النقد كان يعبر عن اختلاف في وجهات النظر، وهذا حق للمواطن لا يمكن مجادلته فيه. لكن يا أخ فهد ، أو أن ألفت نظرك في المقابل إلى أن العديد من الإعلاميين والكتاب أكرموني بثناء كبير أتمنى أن أكون أهلا له . أي كان هناك الناقد والمشيد في الوقت نفسه ، وأنا أعتز بالطرفين خصوصًا أن النقد انطلق من أجل المصلحة العامة وكذلك الإشادة . لم يتم التطرق إلى الشخص بل إلى للعمل،وهذا إيجابي تمامًا في محصلته النهائية . حين أقوم بعملي أحرص على أن أرضي ضميري قبل أي شيء وما دمت مخلصا لربي ووطني لا يهزني هجاء ولا يضعفني ثناء. وإذا حاول المرء إرضاء الجميع فلن يرضى عنه أحد.

* وبماذا تعد في المرحلة المقبلة ؟
- أن تكون وزارة الثقافة والإعلام في خدمة كل المواطنين بلا تفرقة أو محاباة وفي كل حال، وأتمنى حين تنتهي فترتي الوزارية أن يحاسبني الناس على الصورة كاملة ، حتى يتضح ما فعلت وما لم أفعل، أو ما قصرت فيه. وأقول للمرة الألف إنني سأبذل جهدي .. وستقع

أخطأ .. لأنني من البشر .. ولكنني أعد بإذن الله.. بأن الجانب المليء من الكأس (المنجز) سيكون مرضيًا لصاحب القرار وللمواطن.

* هل تحاول أن ترسل رسائل إعلامية من خلال العبارات التي تضعها في صفحتك بين الحين والأخرى؟ ماهي؟
- هذه العبارات تعبر عني لا أكثر ولا أقل.

* من أكثر الأشخاص الذين لفتوا انتباهك في quot;الفايس بوكquot;؟
- كل شخص أرسل إلي رسالة أو طلب إضافته إلى القائمة هو مكسب لي على الصعيد الشخصي أو العملي. وغالبية الاقتراحات التي تلقيتها كانت في غاية الأهمية، والشكاوى التي وصلتني عبرت عن الكثير من مكامن الخلل التي يجب أن تعالج . جاءتني أكثر من رسالة غالية من العديد من المثقفين والصحافيين، والمواطنون أكرموني بمشاعرهم النبيلة والمحبة التي أتمنى أن أستحقها، وأنا أحافظ عليها. وبعضهم أكرمني بالثقة إلى درجة طلب المشورة حول أفكار الحياة والعمل . وفاجأتني أيضا رسالة من كابتن quot;نادي الوحدة السابقquot; حاتم خيمي، كما فاجأني أنه أصبح أستاذا للإعلام في جامعة أم القرى، ونظرا إلى إعجابي بالكابتن حاتم ورفاقه عبيد الدوسري وعبد الله خوقير وعدنان عبد الشكور كشفت له سرا قديما لا بأس في أن أكشفه لـquot;إيلافquot;: أنا وحداوي قديم ...ولا أزال.

رسائل إلى الصحافيين الشباب

ويلاحظ أن العبارات التي ينتقيها الوزير خوجة في quot;البروفايلquot; الخاص به في quot;الفايس بوكquot;، تحمل إشارات دعم الجيل الجديد من الصحافيين، ومن هذه العبارات قوله quot;الحوار وقبول الاختلاف في الرأي أساس العمل الإعلامي، والأجيال الحديثة كسرت إعلام النخبة وأسست إعلاما شاباquot;. وأيضا: quot; ليس للحرية سقف نصطدم به، إنما فضاء نتقدم فيه وأمانة نتحملهاquot;.

كما يرى بعضهم أن الوزير خوجة قرأ واقع الإعلام الحديث بشكل ذكي، من خلال ترسيخ أهمية الإنترنت، واعتباره وسيلة مهمة من وسائل الإعلام الحديث التي لا تقل أهمية عن غيرها من الوسائل،ويظهر ذلك من خلال إقبالالصحافي السعودي على المدونات والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعية ولهذا كان اهتمامه واضحاً بالإنترنت، الذي يراه بعضهم ثورة مضيئة أنارت العالم بأسره.