أبوظبي: تنطلق الاثنين في فندق انتركونتننتال أبوظبي أعمال الدورة الرابعة للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي باليونسكو والتي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 28 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2009 بمشاركة 114 دولة وقعت على اتفاقية صون التراث غير المادي عام 2003 وأكثر من 50 جمعية ومنظمة إقليمية وغير حكومية.

وتناقش الدورة تفعيل بنود اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي التي وقعت عليها دولة الامارات العربية المتحدة في 17 اكتوبر 2003 والتي أصدرها المؤتمر العام لليونسكو خلال اجتماعات باريس في سبتمبر-اكتوبر 2003 في دورته الثلاثية وتضم ثمانية أبواب تحتوي على 40 مادة تصب كلها في إطار حماية التراث الثقافي غير المادي.

وقال بلال البدور المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ان دولة الإمارات تولي التراث اهتماما كبيرا مشيرا الى ان التراث الثقافي غير المادي بوتقة التنوع الثقافي وعامل يضمن التنمية المستدامة.

وذكر البدور خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم بفندق أبوظبي انتركونتننتال للإعلان عن تفاصيل الاجتماع بحضور محمد خلف المزروعي المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن دولة الإمارات غنية بتراثها الثقافي غير المادي ولا تألو جهدا في جمعه وحمايته والمحافظة عليه.

وأوضح أن الاجتماع سيناقش وضع القوائم الأولية لملفات الدول فيما يتعلق بالتراث الثقافي غير المادي معلنا أن لدى وزارة الثفافة والشباب وتنمية المجتمع خطة تسجيل فن quot;العيالةquot; وفن quot;الأهالاquot; ورياضة الصقارة ليقرها المؤتمر ضمن التراث الإنساني غير المادي.

وأشار إلى أن الوزارة بدأت بتسجيل ملفيي العيالة والأهالا موضحا أن quot;الأهالاquot; من أهم الفنون التي تختص بها دولة الإمارات فقط دون غيرها ولا ينازعها فيه أحد ويعتبر من أصعب الفنون حيث يؤدى بدون آلات موسيقية وبأسلوب مميز إلا أن السامع أو المشاهد يشعر بإيقاعه البطيء ضمن جمل لحنية تتغنى بأشعار عاطفية في مناسبات معينة.

ولفت الى أن ما يشد الانتباه في فن quot;الأهالاquot; أنه يحتوي على أداء هارموني بسيط يتناوب عليه صفان منشدان متمايلان بحركات إيقاعية فريدة لافتة منوها الى ان هذا الفن يؤدى عادة في الليل بعد الانتهاء من أداء العيالة ويمكن أن يؤدى وحده كسهرة تحد بين فريقين يكونان عادة من منطقتين أو بلدين مختلفين إلى أن يعجز أحدهما الآخر بأدائه وكلماته.

وحول ملف فن quot;العيالةquot; أكد البدور أنه من الفنون الشعبية الرئيسة في الإمارات التي تتميز بخصوصية إماراتية فريدة بين أقرانها من دول الخليج التي ينتشر فيها تحت مسمى العرضة حيث كانت القبائل تمارسه حين تشعر بخطر الاعتداء عليها فتقرع الطبول لحشد الناس للذود عن الوطن والعرض وإنشاد الأغاني الحماسية خاصة عند رفع رايات النصر وأصبح يمارس حاليا في المناسبات الوطنية والأعياد وأفراح الزواج ويشارك في هذا الفن علية القوم ببنادقهم وسيوفهم شحذا للهمم والنخوة أو فخرا وابتهاجا.

وقدم بلال البدور تفاصيل حول فن العيالة وأنواعها مستهدفا التعريف بالفن الاماراتي ومنها العيالة البحرية التي تعتبر من الرقصات الشعبية ذات الشهرة والانتشار الأوسع في دولة الإمارات العربية المتحدة وتتميز بالطابع الإماراتي الفريد الذي ينفرد عن باقي فنون منطقة الخليج بالرغم من استعماله لبعض نصوص العرضة القديمة إلا أنها تؤدى بألحان إماراتية.

وأوضح ان العيالة البرية تسمى أيضا /عيالة العين/ وهو من فنون الأداء الحركي الشعبي الإماراتي الذي تتميز به مدينة العين بالتحديد والعيالة البرية والتي يدعوها البعض بالحربية حتى الآن وقد نشأت أساسا من أفعال الاستعداد للحروب لكنها انتقلت لرمز جديد هو بث روح الحب والحماس الوطني ونقل مشاعر الألفة والاتحاد والقوة ولذلك لا يقتصر فعل تقديم رقصة العيالة البرية على المناسبات الوطنية فقط وإنما في الاحتفالات الاجتماعية ومنها الأعراس.

ولفت البدور إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث جهزت ملف الصقارة quot;الصيد بالصقورquot; لتقديمه إلى المنظمة الدولية /اليونسكو/ بأسم دولة الامارات العربية المتحدة على أساس أن المنظمات تتعامل مع الدول مشيرا إلى أن اللجنة التي شكلها عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لجرد التراث الثقافي غير المادي تعمل في هذا الاتجاه.

ونوه بالدور الكبير والجهد الذي تبذله هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الإعداد والتنظيم المتميز لإستضافة الاجتماعات مؤكدا حرص الهيئة الدائم على التميز في أعمالها ونشاطاتها وأن وزارات الدولة ودوائرها وهيئاتها تتكامل فيما بينها لإبراز صورة الامارات بالشكل الذي يناسب مكانتها الدولية.

من جانبه قال محمد خلف المزروعي المدير العام لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث إن استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لهذا الاجتماع هي ثمرة لجهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث منذ عام 2003 وحتى الآن مع منظمة اليونسكو وغيرها من الهيئات والمنظمات التي تعنى بالتراث غير المادي مؤكدا ان ترشيح العاصمة أبوظبي لاستضافة الاجتماع الرابع للجنة الدولية الحكومية لصون التراث غير المادي حظي بموافقة كل الدول الأعضاء المشاركة في الاجتماع الثالث باسطنبول عام 2008.

وقال المزروعي ان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ظلت على شراكة وثيقة مع منظمة اليونسكو في مجال التراث المعنوي وغيره من الجوانب الثقافية الأخرى تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.

وأشار إلى ان هذه الشراكة تمثلت في إعداد الخطط والاستراتيجيات التي تبرز أهمية التراث المعنوي وصونه ونقله للأجيال القادمة ومنها إعداد استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لأبوظبي وإدارته والترويج له والتي أطلقت عام 2005 والمشاركة الفاعلة في كل الاجتماعات والمؤتمرات الإقليمية والدولية التي عقدت في مقر اليونسكو بباريس وغيره من الأماكن الأخرى في العالم.

وأوضح ان الاجتماع الذي يبدأ غدا برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة سيناقش مجموعة من القضايا المهمة في مجال التراث المعنوي وفي مقدمتها إجراء بعض التعديلات على اللائحة الخاصة بهذا التراث والإعلان عن عناصر التراث غير المادي التي سيتم إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية إضافة الى تفعيل اتفاقية عام 2003 لصون التراث غير المادي بعد أن قامت الدول الموقعة عليها بإعداد قوائم الجرد /الحصر/ للتراث الثقافي غير المادي لديها.

ونوه المزروعي بأن هذا الاجتماع يحظى بمشاركة دولية كبيرة حكومية وغير حكومية وتعقد عليه الكثير من الآمال لتوحيد عناصر التراث الثقافي غير المادي في العالم وصونها لتكون أساسا في توحيد الرؤى الثقافية العالمية وزيادة التقارب والتآلف بين الشعوب إضافة للحفاظ على الهوية الوطنية التي تحرص قيادتنا الرشيدة على إعطائها الأهمية الخاصة في بناء الأجيال وإعدادها للنهوض بمسؤولياتها تجاه وطنها.

وشدد المزروعي على توفير كل ما يحتاجه هذا الاجتماع وما يسهم في إنجاحه ليكون خطوة متقدمة للجهود التي تبذلها منظمة اليونسكو في مجال حفظ التراث الثقافي للإنسانية حيث قامت الهيئة بحصر عناصر التراث المعنوي الذي يزخر به وطننا في كل مكان ضمن قوائم جرد خاصة ليتم اعتمادها في هذا الاجتماع كجزء من التراث الإنساني ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.

وأضاف أنه تم كذلك الترويج لهذا التراث عبر وسائل الإعلام المختلفة والهيئات والمنظمات المجتمعية ووزارة التربية والتعليم ليكون داعما أساسيا في بناء الأجيال القادمة والقادرة على حماية وتطوير المكتسبات التي تحققت في ميادين عديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأعرب المزروعي عن امله في ان ينجح هذا الاجتماع في إظهار الصورة المتألقة دائما لدولة الإمارات العربية المتحدة في العالم وعاصمتها أبوظبي والوصول إلى مقررات وتوصيات فاعلة لحماية وصون التراث الثقافي غير المادي.

ويشارك في فعاليات الإجتماع أكثر من 400 خبير عالمي في مجال التراث غير المادي بأوراق عمل ومداخلات بحضور الوزراء ذوي العلاقة.

كما تتضمن الفعاليات تنظيم زيارات ميادنية لأهم المواقع التراثية بالدولة وورقة عمل لدولة الإمارات تتضمن الجهود المبذولة من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والدوائر والهئيات المحلية في مجال جرد وأرشفة والحفاظ على التراث.

وتناقش جلسات الاجتماع مسودات التوجيهات العملية الخاصة بسبل زيادة موارد صندوق التراث الثقافي غير المادي، واستخدام شعار الاتفاقية والتوجيهات العملية الخاصة بوضوح الرؤية.

وسيتم خلال الاجتماعات اعتماد المنظمات غير الحكومية وطرق ووسائل تسهيل مساهمتها في البلدان النامية إلى جانب مناقشة مشروع خطة استخدام موارد صندوق التراث الثقافي غير المادي وتقييم طلبات المساعدة الدولية التي تزيد على 25 ألف دولار أمريكي وتقييم ترشيحات التسجيل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وتتركز المناقشات كذلك في الترشيحات التي تحتاج الى صون عاجل وتقييم مقترحات البرامج والمشروعات والأنشطة التي تعكس بشكل أمثل مبادئ الاتفاقية ثم اختيار من يقومون بترشيح قائمة التراث غير المادي الذي يحتاج الي صون عاجل في 2010 وخصوصا طلب المساعدة للمشاريع التي تزيد تكلفتها عن 25 ألف دولار.

وفي اليوم الختامي للاجتماعات ستتم مناقشة مسودة المبادئ التوجيهية لاختيار من لديهم الكفاءة الملائمة لدراسة ترشيحات الحماية العاجلة وطلبات المساعدة الدولية التي تزيد عن 25 ألف دولار يلي ذلك مناقشة المبادئ التوجيهية والصيغ المشتركة للتقارير الدولية وتقرير اللجنة حول انشطتها لتقديمه الى الجمعية العامة.

وستطرح الاجتماعات على الحضور مسالة الترشيحات وانتخاب مكان وموعد انعقاد الدورة الخامسة وانتخاب أعضاء مكتب الدورة الخامسة.