حكاية الشباب اللبناني مع التعابير..

هل هي لغة شارع جديدة؟

نسرين عجب من بيروت: لا عربية ولا أجنبية، هي تعابير فبركها الشباب من هنا وهناك، لتصبح لغتهم الخاصة. هل هي موضة، أو عادة تتحول الى نمط عيش، هاي، هالو، بونجور، بونسوار (hi, hello, bonjour, bonsoir).. هكذا يلقي الشباب اللبناني التحية.

فاين، بيان، سافا (fine, bien, ca va) ... وهكذا يجيبون عندما يُسألون عن حالهم. هذه بعض التعابير التي يستخدمونها، والتي تعكس تأثرهم باللغات الأجنبية لدرجة أن بعض الشباب يتكلمون مع بعضهم البعض بالفرنسية أو الانكليزية، وحتى يتقنون تلك اللغات أكثر من اتقان اللغة العربية.

حكاية الشباب اللبناني مع الألفاظ لا تنحصر في استخدام الألفاظ الأجنبية الصرف، بل تتعداها الى اختراع قاموس خاص بهم، غالباً ما تكون الكلمات فيه مستقاة من أصول انكليزية أو فرنسية.

quot;أنا كتير مدبرس اليومquot;، يقول سامر وهو يدخل الى المكتب. وبوجه عابس يلتفت الى زميلته التي تبادره: quot;مبين عليك انك منرفز، شو رأيك نمشرع شي مشوارquot;....

مدبرس، منرفز، مأنغر، مبنك، مهيبر، مفوّل، مسّجلي، مشرّج، كنسلها، سيفها، شفرها، مش واو، سياو ciaooo، تشاو، بايز، موااه، نمشرع، نمشور، دكترة مكشّر، استذة، هشك بشك، مجنط، كحتي، مفلس، غاغا (أموال)، بلطش تلطيش، ع ع ع (عاطل عن العمل)، الفاظ دارجة على ألسن الشباب اللبناني. قد تبدو غريبة بالنسبة للآخرين وأولهم الأهل، ولكن بالنسبة للشباب فهم اعتادوا عليها ويتداولونها في أحاديثهم اليومية.

أصول الألفاظ ومعانيها؟

مدبرس، منرفز، مأنغر، مبنك.. مستقاة من كلمات انكليزية هي panic depressed, nervous, angry والتي تعني مكتئب، معصب، غاضب، ذعر، وتصب في خانة واحدة وهي الضيق أو سوء الحال.

ومن الكلمات ذات الأصول الانكليزية: مهيبر من hyper، مفول من full، مسّجلي من message ويقصد فيها ارسل لي رسالة، مشرّج من charged ويستخدمها الشباب عادة ليقولوا أنهم شرّجوا التلفون. أما كنسلها، سيّفها، وشفّرها فهي مستقاة من cancel, save والتي يقصد بها الغاء، حفظ، وتستخدم عادة في لغة الكمبيوتر.

اضافة الى الانكليزية، هناك بعض التعابير المستقاة من أصول عربية مثل دكترة، استذة.... والتي غالباً ما يستخدمها الشباب للمزاح مع بعضهم البعض، والاشارة الى اتقان العمل.
قاموس الألفاظ يزداد يوماً بعد يوم، ومع أن الموضوع يبدو سخيفاً، ولكن هذه الألفاظ بدأت شيئاً فشيئاً تحل مكان الكلمات العربية. واذا كان الأهل لا يفهموها وينزعجون منها في البداية، ولكن كأي موضة، يتقبلوها في النهاية. أما الشباب، فيسترسلون في استخدامها، ومن دون انتباه تتحول الى لغة شبيهة بلغة الشارع (slang language) المعروفة في الدول الغربية. والسؤال، ما هي انعكاسات هذه الظاهرة؟ وهل تؤثر حقاً على اللغة الأم؟ وكيف؟