تاريخ حضارات شعوب الأرض،‮ ‬على اختلافها،‮ ‬هو على العموم تاريخ مليء بالشّوائب‮. ‬وهذه الشّوائب‮ ‬هي‮ ‬الجوانب الغير الأخلاقيّة الّتي‮ ‬تشكّل جزءًا من طبيعة الإنسان،‮ ‬كلّ‮ ‬إنسان‮. ‬وهذه الشّوائب هي‮ ‬ما‮ ‬يمكن أن نُسمّيه إرثًا من مخلّفات الطّبع الحيواني‮ ‬المفترس الّذي‮ ‬سبقَ،‮ ‬في‮ ‬فترة سحيقة من حياة الإنسان في‮ ‬الغابة،‮ ‬تطوُّرَ‮ ‬العقل البشري‮ ‬المُدبِّر والّذي‮ ‬يرتقي‮ ‬بالأفراد للوصول إلى الحياة المجتمعيّة المتطوّرة‮. ‬
وتاريخنا الحضاري،‮ ‬نحن العرب،‮ ‬لا‮ ‬يختلف،‮ ‬من هذه النّاحية،‮ ‬عن تاريخ حضارات الشّعوب الأخرى في‮ ‬العصور القديمة‮. ‬إنّما وجه الاختلاف هو‮ ‬في‮ ‬نظرتنا نحن إلى هذا التّاريخ‮. ‬وهذه النّظرة هي‮ ‬هي‮ ‬الّتي‮ ‬وضعت القيود والأغلال على نشاط العقل العربي،‮ ‬ما جعله مشلولاً‮ ‬يراوح مكانه طوال قرون‮. ‬إنّها النّظرة الّتي‮ ‬تُضفي‮ ‬هالة قدسيّة على هذا الماضي،‮ ‬وهي‮ ‬نظرة تشكّل في‮ ‬الحقيقة استمرارًا طبيعيًّا لتقديس الأسلاف‮ ‬على‮ ‬غرار الشّعوب الـ"بدائيّة‮" ‬في‮ ‬مراحل أوّليّة من التّطوُّر البشري‮. ‬إنّ‮ ‬تقديس الماضي‮ ‬والأجداد نابع في‮ ‬الحقيقة من عياء تام وشلل‮ ‬تام في‮ ‬حاضرنا،‮ ‬وهو ما‮ ‬ينزع منّا امتلاك إمكانيّة الفعل للارتقاء إلى مرحلة أعلى مستقبلاً‮. ‬إنّ‮ ‬تقديس الماضي‮ ‬يترافق،‮ ‬في‮ ‬مفاهيمنا المتجذّرة منذ قرون،‮ ‬مع تقديس النّصوص المُؤسِّسَة لهذا الماضي،‮ ‬كما‮ ‬يترافق مع الحظر المفروض على إفساح المجال في‮ ‬أن‮ ‬يكون لعقلنا الحاضر دورٌ‮ ‬في‮ ‬قبول أو رفض هذه النّصوص المؤسِّسَة‮.‬
حتّى أنّ‮ ‬هذه الدّعوة إلى تنقية التّراث من الشّوائب،‮ ‬أو الاستنجاد بالأزهر وغيره من أجل تحمُّل هذه المسؤوليّة،‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬الحقيقة جزء من هذه النّظرة التّقديسيّة لهذا الماضي‮ ‬ولهذه النّصوص،‮ ‬وهي‮ ‬بمثابة دسّ‮ ‬الرأس في‮ ‬الرّمال،‮ ‬وعدم رؤية العالم من حولنا‮. ‬إنّها دعوة تشهدُ‮ ‬على أنّ‮ ‬الدّاعي‮ ‬لها قد قرّر تعطيل عقله في‮ ‬التّفكُّر بهذه النّصوص،‮ ‬والحقيقة هي‮ ‬أنّ‮ ‬هذه النّصوص تنطوي‮ ‬على أهميّة حضاريّة وأخلاقيّة كبرى إلى درجة أنّه لا‮ ‬يمكن تركها لرجال الدّين لوحدهم،‮ ‬بل هي‮ ‬مهمّة ملقاة على كلّ‮ ‬ذي‮ ‬بصر وبصيرة،‮ ‬أو كلّ‮ ‬من‮ ‬يملك ذرّة من عقل‮. ‬‮ ‬
كذلك،‮ ‬فإنّ‮ ‬الدّعوة إلى تنقية التّراث من الشّوائب مثلها مثل الدّعوة إلى فرض رقابة فكريّة،‮ ‬ونحن لا نرغب في‮ ‬فرض رقابة فكريّة بأيّ‮ ‬حال من الأحوال‮. ‬إنّ‮ ‬الجميل في‮ ‬تراثنا العربي‮ ‬والإسلامي‮ ‬أنّه حفظ لنا كلّ‮ ‬شيء،‮ ‬بقمحه وزؤانه،‮ ‬بخيره وشرّه،‮ ‬بمعروفه ومنكره‮. ‬إنّ‮ ‬هذا‮ ‬التّراث،‮ ‬على كلّ‮ ‬ما فيه من حلو ومرّ،‮ ‬هو نحنُ،‮ ‬وهو ذاتنا الحضاريّة ولا‮ ‬يمكننا أن نتهرّب من هذا الماضي‮ ‬ومن هذا التّراث‮.‬
إنّ‮ ‬ما‮ ‬يتوجّب علينا فعله هو شيء آخر‮ ‬يختلف تمامًا‮. ‬علينا أن ننزع القدسيّة عن هذا الماضي،‮ ‬كما علينا أن نكرّس جهدنا في‮ ‬إعمال العقل‮ ‬فيه دون فرض أيّ‮ ‬رقابة على العقل‮. ‬وبكلمات أخرى،‮ ‬علينا أن نتعامل مع هذا الماضي،‮ ‬على ما‮ ‬يحويه،‮ ‬بمعزل عن نظرة القداسة المتأصّلة فينا‮. ‬علينا أن نرى فيه تاريخًا قد حصل في‮ ‬فترة تاريخيّة قديمة،‮ ‬وفي‮ ‬ظروف اجتماعيّة أخرى مختلفة تمامًا،‮ ‬وقد مضى زمنه وانقضى،‮ ‬ولم‮ ‬يعد‮ ‬نافعًا لعصرنا هذا‮.‬‮ ‬
كما أنّ‮ ‬الدّعوة إلى تنقية النّصوص المؤسِّسَة لهذه الحضارة،‮ ‬أي‮ ‬الدّعوة إلى حذف النّصوص الّتي‮ ‬قد تُعتَبرُ‮ ‬من الشّوائب الغير الأخلاقيّة،‮ ‬قد لا تُبقي‮ ‬الكثير من كلّ‮ ‬هذه المجلّدات التّراثيّة‮. ‬ناهيك عن أنّ‮ ‬عمليّة التّنقية المرجوّة ليست بالمهمّة السّهلة،‮ ‬إذ لا توجد مؤسَّسَة بابويّة في‮ ‬الإسلام،‮ ‬ولا توجد سلطة دينيّة لها القول الفصل في‮ ‬هذه الأمور،‮ ‬إنْ‮ ‬أفتت بشيء قبله عامّة المسلمين راضين واقتنعوا به دون إعمال الرأي‮ ‬الآخر فيه بأيّ‮ ‬شكل‮. ‬وبالإضافة إلى ذلك،‮ ‬فإنّ‮ ‬الدّعوة إلى تنقية هذه النّصوص من الشّوائب قد تضع من‮ ‬يقوم بهذه العمليّة أمام مأزق إيماني‮ ‬وأخلاقي‮ ‬من نوع آخر‮ ‬يصعب عليه مواجهته‮. ‬
ولكي‮ ‬لا نُبقي‮ ‬الكلام كلامًا تعميميًّا،‮ ‬دعونا نتفكّر في‮ ‬مثال واحد،‮ ‬مجرّد مثال واحد فقط لمأزق من هذا النّوع،‮ ‬قد‮ ‬يواجهه من‮ ‬يقوم بمهمّة التمحيص وفرز القمح من الزّؤان في‮ ‬هذا التّراث‮: ‬فلو نظرنا،‮ ‬على سبيل المثال،‮ ‬إلى الآية من سورة التّكوير‮: "‬وإذا الموءودة سُئلت بأيّ‮ ‬ذنب قُتلتْ‮"‬،‮ ‬فإنّنا نرى أنّ‮ ‬فيها إشارة إلى عادة وأد البنات،‮ ‬وهي‮ ‬من العادات الجاهليّة الّتي‮ ‬نهى عنها الإسلام وبحقّ‮. ‬وبشأن هذه العادة فقد ورد في‮ ‬المأثور‮: "‬وقال ابن عبّاس‮: ‬كانت المرأة في‮ ‬الجاهليّة إذا حملتْ‮ ‬حفرتْ‮ ‬حفرةً‮ ‬وتمخّضت على رأسها،‮ ‬فإن ولدتْ‮ ‬جاريةً‮ ‬رمتْ‮ ‬بها في‮ ‬الحفرة ورَدّت التّرابَ‮ ‬عليها،‮ ‬وإن ولدتْ‮ ‬غلامًا حَبَسَتْهُ‮" (‬إنظر‮: ‬تفسير القرطبي‮). ‬وقد شاعت هذه في‮ ‬الجاهليّة،‮ ‬حيث ورد أيضًا‮: "‬وكانت العرب من أفعل النّاس لذلك‮"‬،‮ (‬تفسير الطّبري‮). ‬
لن نتطرّق الآن إلى جذور هذه العادة الجاهليّة وملابساتها الاجتماعيّة والحضاريّة والعقائديّة،‮ ‬إذ أنّها لا زالت‮ ‬يلفّها الغموض‮. ‬ولقد ذكر لنا الرّواة من بين الأسباب لهذا الوأد‮: "‬وكانوا‮ ‬يدفنون بناتهم أحياء لخَصلتين‮: ‬إحداهما كانوا‮ ‬يقولون إنّ‮ ‬الملائكة بنات اللّه‮ ‬فألحقوا البنات به،‮ ‬والثّانية إمّا مخافة الحاجة والإملاق،‮ ‬وإمّا خوفًا من السّبي‮ ‬والاسترقاق‮«"،‮ (‬تفسير القرطبي‮).‬
‮ ‬مهما‮ ‬يكن من أمر،‮ ‬سنكتفي‮ ‬في‮ ‬هذه المقالة بعرض المسألة الإشكاليّة الّتي‮ ‬نحن بصدد الحديث عنها‮. ‬ولأجل ذلك سنعرض ما رواه لنا الإمام‮ ‬أحمد‮: "‬وقال الإمام أحمد حدّثنا ابن أبي‮ ‬عديّ‮ ‬عن داود بن أبي‮ ‬هند عن الشّعبي‮ ‬عن علقمة عن سلمة بن‮ ‬يزيد الجعفيّ‮ ‬قال‮: ‬انطلقتُ‮ ‬أنا وأخي‮ ‬إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقلنا‮: ‬يا رسول اللّه إنّ‮ ‬أمّنا مُليكة كانت تصل الرّحم وتقري‮ ‬الضّيف وتفعل،‮ ‬هلكت في‮ ‬الجاهليّة،‮ ‬فهل هذا نافعها شيئًا؟ قال‮: ‬لا‮. ‬قلنا فإنّها وأدتْ‮ ‬أُختًا لنا في‮ ‬الجاهليّة،‮ ‬فهل هذا نافعها شيئًا؟ قال‮: ‬الوائدةُ‮ ‬والموءودةُ‮ ‬في‮ ‬النّار،‮ ‬إلاّ‮ ‬أنْ‮ ‬يُدْركَ‮ ‬الوائدةَ‮ ‬الإسلامُ،‮ ‬فيعفو الله عنها‮« (‬تفسير ابن كثير‮). ‬أمّا بشأن كون الموءودة،‮ ‬أو أطفال المشركين على العموم في‮ ‬النّار فإنّ‮ ‬لابن عبّاس رأيًا آخر مختلفًا تمامًا‮: "‬وقال ابن أبي‮ ‬حاتم‮ ... ‬عن عكرمة قال‮: ‬قال ابن عبّاس أطفالُ‮ ‬المشركين في‮ ‬الجنّة،‮ ‬فمن زعم أنّهم في‮ ‬النّار فقد كذب‮« (‬تفسير ابن كثير‮). ‬
وهنا نصل إلى هذا الإشكال الّذي‮ ‬نرمي‮ ‬إليه‮. ‬فإذا رفضنا الأخذ بقول ابن عبّاس،‮ ‬لأنّه نقيض للحديث النّبوي‮ ‬السّابق الّذي‮ ‬يقول إنّ‮ "‬الوائدة والموءودة في‮ ‬النّار‮"‬،‮ ‬فهذا‮ ‬يعني‮ ‬أنّ‮ ‬الشكّ‮ ‬بجزء من أقوال ابن عبّاس‮ ‬يستوجب الشكّ‮ ‬بكلّ‮ ‬أقواله وفي‮ ‬كلّ‮ ‬المواقع الّتي‮ ‬ترد فيها،‮ ‬من قِبَل أنّ‮ ‬الشكَّ‮ ‬في‮ ‬الجزء‮ ‬يستوجبُ‮ ‬الشكَّ‮ ‬في‮ ‬الكلّ‮. ‬أي‮ ‬أنّنا مُلزمون بإعادة نظر في‮ ‬كلّ‮ ‬ما روي‮ ‬عن ابن عبّاس في‮ ‬المراجع الإسلاميّة،‮ ‬بغية الاحتياط على الأقلّ‮. ‬ومن جهة أخرى،‮ ‬إذا أخذنا برأيه،‮ ‬فهذا‮ ‬يعني‮ ‬أنّ‮ ‬قوله‮: "‬من قال‮... ‬فقد كذب‮«‬،‮ ‬فيه تكذيب لما ورد في‮ ‬الحديث النّبوي‮ ‬السّابق،‮ ‬وهو أمر لا‮ ‬يقبل به المؤمنون بالإجماع،‮ ‬إذ أنّ‮ ‬الحديث النّبوي‮ ‬ورد في‮ ‬هذا التّراث الّذي‮ ‬يجمعون عليه‮. ‬
ولكن،‮ ‬ومن جهة أخرى،‮ ‬إذا قبلنا بصحّة هذا الحديث النّبوي،‮ ‬فإنّنا سرعان ما نجد أنفسنا أمام مأزق أخلاقيّ‮ ‬من نوع آخر‮. ‬فماذا‮ ‬يعني‮ ‬هذا‮ ‬الحديث لو سَلّمنا بما ورد فيه؟‮ ‬
حريّ‮ ‬بنا أوّلاً‮ ‬أن نضع جملة اعتراضيّة‮. ‬نحن الآن نعيش في‮ ‬هذا الأوان وهذا العصر،‮ ‬ولا نريد أن نحكم على الماضي‮ ‬وما تحكّم في‮ ‬أهله من‮ ‬عقائد وطقوس،‮ ‬وإنّما هدفنا هو النّظر في‮ ‬هذا الماضي‮ ‬والتّفكُّر فيه‮. ‬فلنفترض،‮ ‬إذن،‮ ‬أنّنا جميعًا الآن كبشريّين ننتمي‮ ‬إلى هذا العصر وإلى مبادئ أخلاقيّة تسري‮ ‬على كافّة بني‮ ‬البشر‮. ‬بافتراضنا هذا،‮ ‬نكاد نجزم أنّنا لا شكّ‮ ‬سننظر إلى الوأد الجاهلي‮ ‬على أنّه شائبة أخلاقيّة،‮ ‬أو جريمة كبرى لا تُغتَفَر‮. ‬غير أنّ‮ ‬الحديث النّبوي‮ ‬المذكور سيضعنا أمام هذا المأزق،‮ ‬فالمعنى الّذي‮ ‬ينتج من هذا الحديث هو كالتّالي‮: ‬هذه الجريمة الأخلاقيّة الّتي‮ ‬تقوم بها الأمّ‮ "‬الوائدة‮" ‬بحقّ‮ ‬البنت في‮ ‬جاهليّتها،‮ ‬يعفو اللّه عنها بعد إسلامها،‮ ‬كما‮ ‬يرد في‮ ‬نصّ‮ ‬الحديث‮. ‬وهذا منطق لا‮ ‬يقبلُ‮ ‬به العقل الأخلاقي،‮ ‬إذ بموجبه‮ ‬يتحوّل الإسلام ملجأً‮ ‬لكلّ‮ ‬من ارتكب خطيئة أو جريمة‮. ‬ولنضرب،‮ ‬مجازًا،‮ ‬مثلاً‮ ‬آخر من عصرنا الحاضر‮: ‬لنفترض أنّ‮ ‬شخصًا ما،‮ ‬قد‮ ‬يكون منتميًا إلى النّصرانيّة،‮ ‬أو اليهوديّة،‮ ‬أو الهندوسيّة أو أيّ‮ ‬طائفة أخرى‮ ‬من البشر،‮ ‬يقوم بارتكاب جريمة قتل،‮ ‬كالوأد الجاهلي‮ ‬أو أيّ‮ ‬جريمة أخرى،‮ ‬ثمّ‮ ‬يذهب هذا فيعلن إسلامه،‮ ‬فهل‮ ‬يُعقَل أن‮ ‬يحظى المجرم بحماية‮ ‬الإسلام لمجرّد إعلانِه إسلامَهُ‮. ‬هذا أمر،‮ ‬بالطّبع،‮ ‬لا‮ ‬يقبل به عقل البشر المتمدّن بأيّ‮ ‬حال‮.‬‮ ‬
لهذا السّبب،‮ ‬فإنّ‮ ‬الدّعوة إلى تنقية التّراث ليست بالأمر الهيّن لكثرة المتناقضات في‮ ‬هذا التّراث،‮ ‬ولكثرة التساؤلات الأخلاقيّة الّتي‮ ‬قد تنجم عنها‮. ‬ولهذا السّبب أيضًا،‮ ‬فإنّ‮ ‬دعوتنا‮ ‬يجب أن تكون مغايرة تمامًا،‮ ‬وأن تأتي‮ ‬من منطلق آخر‮. ‬يجب علينا،‮ ‬في‮ ‬هذا العصر،‮ ‬أن‮ ‬نتوقّف عن تقديس الماضي‮ ‬والأجداد،‮ ‬بما فيها نصوص هذا الماضي‮ ‬والأجداد،‮ ‬كما‮ ‬يجب علينا أن نستبدل،‮ ‬أو أن نحوّل هذا التّقديس من الماضي‮ ‬والأجداد إلى الآتي‮ ‬والأحفاد،‮ ‬لأنّ‮ ‬هذه هي‮ ‬الطّريق الّتي‮ ‬ترتقي‮ ‬بنا إلى ما نطمح جميعًا في‮ ‬الوصول إليه‮.‬
‮ ‬ولهذا أيضًا فإنّ‮ ‬أفضل الطّرق إلى الخروج من هذا المأزق العربي‮ ‬والإسلامي‮ ‬هي‮ ‬طريق فصل الدّين عن الدّولة إطلاقًا،‮ ‬والإجماع على دستور مدني‮ ‬عصري‮ ‬تعيش في‮ ‬كنفه جميع أطياف المجتمع في‮ ‬دولة القانون الّذي‮ ‬يساوي‮ ‬بين المواطنين أجمعين دون فرق في‮ ‬الجنس والعنصر والطّائفة‮ ‬والمعتقد الدّيني‮ ‬أيًّا كان‮. ‬أمّا هذا الماضي‮ ‬الّذي‮ ‬يشكّل جزءًا هامًّا من كياننا الحضاري،‮ ‬على ما فيه،‮ ‬فقد مضى وانقضى إلى‮ ‬غير رجعة،‮ ‬ويمكن دراسته في‮ ‬المدرسة والجامعة من هذا المنطلق،‮ ‬ليس إلاّ‮. ‬‮
لا توجد طريق أخرى للخروج من المأزق،‮ ‬وإذا كان في‮ ‬جعبتكم طريق،‮ ‬هيّا أرشدونا‮.‬

[email protected]