توجت الطبقة الوسطى السلمَ الاجتماعي في العراق حتى أواسط السبعينات. كان ممثلها الأكثر ظهورا وتأثيرا هو المعلم أو المدرس ثم الموظف الحكومي. العاملون في مجال التعليم، المعلمون بشكل خاص كانوا الأكثر بروزا إذ تحسب لصالح ميزتان: الأولى أنهم كانوا جغرافيا الأكثر انتشارا حيث تواجدوا في القرى النائية الصغيرة وحيث لا يتواجد أي موظف حكومي آخر والثانية إنهم كانوا رموزا ذات مكان لائق في الواجهة الاجتماعية، فهم الأكثر بروزا واحتفاء في الشارع والمقهى والملتقيات العامة مثل الحفلات والأعراس ومجالس التعزية.. بحكم ارتباطهم بقطاع واسع من الطلبة وعائلاتهم.
يحتاج المركز الصحي والبريد إن وجدا في قرى قليلة الى موظف واحد بينما تحتاج المدرسة الى مدير ومعلمين، علاقة الموظف بالمواطن عابرة سريعة، علاقة المعلم وثيقة وتدوم ساعات وتترك بصمتها على التلاميذ وعلى عموم المجتمع الصغير الذي تتواجد فيه.
تميزت شخصية العاملين في مجال التعليم والموظفين الحكوميين حينها بمظهر وسلوك أنيق ونشأ لديهم ما يمكن اعتباره سلوكا جمعيا يراعي قواعد التهذيب والاعتداد بالذات ويحظى باحترام المجتمع رغم إنهم لم يكونوا منحدرين من أصول اجتماعية متشابهة، فقد كان قطاع واسع منهم منحدرا من عائلات فلاحية فقيرة أو من ملاكين صغار في قطاع البستنة في حين كان القسم الآخر منحدرا من الطبقة الوسطى أو الوسطى/الصغيرة الناشئة على قاعدة التجارة والأعمال الحرة.
وبالرغم من أن أفراد الطبقة الوسطى من الموظفين عموما كانوا يؤسسون موقعهم على المزاوجة بين مستوى دخل مقبول ثم ثقافة وتهذيب تمكنهم من التواصل الاجتماعي، فإننا لا يمكن أن نفصل الاحترام الاجتماعي الذي حضي به الموظفون والمعلمون عن مستوى الدخل الذي كانوا يحصلون عليها، فلا يمكن بكل حال من الأحوال فصل مستوى الدخل عن الموقع الاجتماعي إذ سنرى ان التردي اللاحق لدخل هذه الشريحة الاجتماعية المهمة أعقبه تدهور موقعها الاجتماعي.
نقل المعلمون والموظفون عموما إلى القرى النائية ليس الأفكار السياسية فحسب بل نمطا من الحياة، فحتى في القرى المعزولة عن مراكز الحضارة كان بوسع الناس أن يشاهدوا quot; الأفندي quot; الجديد بربطة العنق والبدلة quot; الافرنجية quot;. بوسع الذين من جيلي من الذين درسوا في المدارس الابتدائية والمتوسطة في الخمسينات والستينات أن يتذكروا كيف مكّن الدخلُ المعقول المعلمين والموظفين الحكوميين من الظهور بمظهر لائق فقد كانت رواتب الموظفين الحكوميين تساعدهم على ارتداء البدلات وأربطة العنق والأحذية المستوردة.

الحروب وعسكرة المجتمع
و في الستينات وارتباطا ببوادر العسكرة بدء بالظهور نموذج الملازم الشاب بملابسه الأنيقة والنجوم التي تطرز كتفيه. وزاحمت الغطرسة العسكرية والتظاهر بالقوة الميلَ السلمي لممثلي الشكل الكلاسيكي للطبقة الوسطى إذ كانت التربية العسكرية ابتداء من الستينات خصوصا تعتمد الخشونة الجسدية وتسعى الى صرف الشاب المقبول في الكليات العسكرية عن اهتماماته الفكرية وغالبا ما نرى أن المتخرج الجديد قد نسى، تحت تأثير ظروف التدريب القاسية التي كان يقوم بها مباشرة ضباط صف شبه اميين، حتى الدروس التي تلقاها في الإعدادية.
و لكن ظهور هذا الوسط من خريجي الكليات العسكرية كان محدودا حتى ذلك الحين من حيث العدد والتأثير واحتفظ الموظف الحكومي بموقعه رغم شعوره بأن هذا الموقع قد اهتز قليلا.
تحسنت مداخيل الموظفين في بداية السبعينات تحسنا ملحوظا بعد قرارات التأميم ولكن ازدياد مداخيل الدولة بشكل غير مسبوق شجع على المزيد من العمل على عسكرة المجتمع، وتم الرصد لتخصيصات كبيرة من الميزانية من أجل تأسيس برنامج تسليح شامل تزامنا مع الشعارات القومية التي كانت مهتمة بما هو معلن من quot; تحرير الاراضي العربية quot;.
أعلنت لأول مرة في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات دعوات للتطوع في الاصناف العسكرية لخريجي المتوسطة ثم الابتدائية براتب شهري أولي يتجاوز ما يحصل عليه معلم أو موظف ذو خبرة وخدمة طويلة واستُميل خريجو الكليات لكي يتطوعوا في الجيش برتبة ضابط مجند، وقد تزامن ذلك مع سياسة الحكومة التي رأت أن الولاء السياسي أهم من الكفاءة وتم الاستغناء عن خدمة شريحة واسعة من الضباط القدماء من الذين كان يحظون بمستوى من الثقافة والسلوك والحرفية والعلم العسكري بواقع مجيء بدائلهم من الضباط الأصغر سنا من الذي اعتمدوا الولاء السياسي والطاعة العمياء التي تتلائم مع المغامرات العسكرية.
و في الثمانينات وجهت ضربة قاصمة للطبقة الوسطى، فبقيام الحرب العراقية الإيرانية ساهمت ظروف متشابكة ناشئة عنها في تحطيم هذه الطبقة التي يكون استقرارها، كما هو معروف، سببا في استقرار كل مجتمع.
فلقد سيق الآلاف من خريجي الجامعات والمعاهد، ليس إلى المدارس والمؤسسات التعليمية ودوائر الدولة لكي يمارسوا دورهم التربوي، بل الى جبهات الحروب، وحصل انقطاع معرفي دام بالمعدل عقدا من الزمن لم يستطع فيه الخريج حديث التخرج أن يواصل تطوير إمكانيات، وبدلا من ذلك زعزعت الحروب لدى المساق إلى الخدمة ثقته بنفسه وإيمانه بدوره وأشاعت العبثية والميل للكسب السريع المرتبط بعد الشعور بالأمان، هذا اذا لم يكن المساق إلى الخدمة قد فقد حياته أو سقط أسيرا.
كما لعبت الحرب العراقية الإيرانية التي كانت بداية سلسلة من الحروب اللاحقة دورا خطيرا في انعطافه كارثية للاقتصاد العراقي الذي أريد له أن يصبح متلائما مع احتياجات الحرب حيث كانت الحرب بداية النهاية لقطاع الخدمات العامة.
وبسبب تصاعد التضخم فقد انخفضت قيمة الدينار العراقي مقابل الدولار خمسة آلاف مرة (كان الدينار العراقي حتى بداية الحرب يعادل 3.3 دولارا ولكن الدولار أصبح في التسعينات يعادل بالمتوسط 1500 دينارا عراقيا ) أدى التضخم وبقاء رواتب الموظفين على حالها أو حصول تحسن طفيف لا يتناسب مع مستوى التضخم الى الإطاحة بما تبقى من مركز الطبقة الوسطى، فقد كان معدل راتب الموظف الحكومي في التسعينات من القرن الماضي حوالي الـ ( 3000 آلاف دينار ) أي ما يعادل دولارين فقط ولم يكن هذا الراتب الشهري قادرا على شراء كليوغرام واحد من اللحم. واضطر الكثير من الموظفين الى اداء اعمال أخرى كسواق لسيارات الأجرة أو بائعي خضار.. الخ.
في التسعينات لم يكن من النادر أن يُشاهَد المعلم الذي وُصف في يوم ما بأنه quot; كاد أن يكون رسولا quot; ببدلته أو quot; دشداشته quot; الرثة ووجهه الشاحب المخذول يحمل ابريقا من الشاي يتجول به بين اصحاب المحلات سائلا اياهم بين الصد والاستجابة أن كانوا يرغبون بشرب الشاي.
كان هذا هو المظهر الاكثر سطوعا وألما للإنهيار الاجتماعي.
لم تستطع الطبقة الوسطى في العراق تأسيس ممثلها السياسي المستقل بسبب الاستقطابية والتطرف الذي طبعت به السياسة العراقية، وبدلا من ان يسعى الساسة إلى احترام دور هذه الطبقة وأخذ متطلباتها بنظر الاعتبار في صياغة برنامجهم ساعدوا على تمزيق لحمتها وبالتالي لحمة المجتمع العراقي برمته. وكان الأسوأ هو ما أتى لاحقا بسبب الحروب والمغامرات، فبتمزيق القاعدة الاقتصادية لها تحولت الطبقة الوسطى إلى طبقة غير مدركة لذاتها وغير قادرة على الدفاع عن مصالحها وبدلا أن تقود نفسها وتفرض برنامجها قادها السياسيون ورجال الدين وفق مصالحهم.

فكر وفن الطبقة الوسطى
بين تألقها وانطفائها السريع كانت الطبقة الوسطى العراقية الناشئة وخصوصا في فترة نضجها في عقود الأربعينات،الخمسينات والستينات تمتاز بدورها في مجال الفن والفكر، وبغض النظر عن الانتماء القومي والديني والطائفي أرست هذه الطبقة وعززت التعددية الفكرية وأفكارَ التسامح والسلام الاجتماعي. من السهل أن نلاحظ أن القاعدة الاقتصادية ونمط المعيشة والكثيرَ من المشتركات بين أفراد هذه الطبقة قد عززت لحمة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي وضيقت على دعوات الفرقة والاختصام وبفضلها انتشرت معايير التعامل على أساس إنساني بغض النظر عن الطائفة والقومية والدين.
حدد الانتماء الطبقي والرؤية السياسية وجهة نظر هذه الفئة الاجتماعية وكان الاهتمامُ بالتعريفات الفرعية القومية والطائفية معدوماً أو قليلَ الظهور ولم يُطرح السؤال الشائع اليوم: quot; الى أي طائفة أو قومية أو دين ينتمي المرء؟ quot; وكان من النادر أن يعرف أفراد المجتمع دينَ وطائفة وقومية بعضهم البعض.
و في مجال الفن وفي فن العمارة على وجه الخصوص استجاب طراز بيوت الطبقة الوسطى لنمط معيشة وذوق هذه الطبقة. وكان النمط المعماري للدور فريدا قل نظيره، وبالرغم من أنه كان وظيفيا وموجها نحو الداخل بالدرجة الأولى إلا أن مظهرة الخارجي كان وديا يحمل في ثناياه الدعوة للولوج الى الداخل ويقترح التأسيس لمصالحة اجتماعية أوسع نطاقا تعكس التسامح المؤسس على استرخاء اقتصادي وثقة بالمستقبل وإدراك الذات. اما تصاميم الدور التي جاءت لاحقا في الثمانينات والتسعينات فقد كانت موجهة نحو الخارج من أجل التأسيس لهيبة مصطنعة ( استفزازية وإرهابية أحيانا ) لا تقوم على الفكر والثقافة أو الكفاءة بقدر ما تقوم على الكسب السريع وغير المشروع في الغالب وكانت تخلو من أية لمسة إنسانية، وسوف نتناول في بحث لاحق خصائص الفئات الاجتماعية الجديدة التي سادت في هذين العقدين كما نمط تفكيرها بالتفصيل.
كانت قطع الأراضي الكبيرة والمتوسطة التي تترواح مساحتها بالمعدل بين 300ـ 600 مترا مربعا متاحة لشريحة واسعة من المجتمع فقد وزعت على الموظفين وتأسست العديد من الجمعيات المهنية المعنية ضمن أشياء أخرى بتوزيع قطع الاراضي لأعضائها وكان ثمنها يُسدد بأقساط مريحة، كما مكن نظام التسليف المثالي والمتساهل عن طريق البنك العقاري من بناء بيوت كبيرة ذات حدائق واسعة ومشمسة وكان الشكل الأكثر شيوعا هو البيوت التي تتقدمها حديقة يشقها ممر وتبتدئ بطارمة تقود الى مدخل يقود بدوره الى مدخل ثنائي يؤديان أما الى صالة الضيوف وهي صالة جلوس كبيرة نسبيا تخصص للضيوف الذين تربطهم بالعائلة علاقة رسمية يلحق بها في العادة قسم لتناول الطعام، أو تؤدي الى صالة جلوس أصغر تسمى quot; الهول quot; مأخوذة من الانكليزية ( hall) تقوم بوظيفة الاستخدام اليومي لأفراد العائلة أنفسهم ولاستقبال الضيوف الذين تربطهم بأصحاب البيت علاقة قرابة أو علاقة صداقة. توجد بين صالتي الجلوس هاتين في الغالب بابٌ واسعة يمكن بفتحها تكوين صالة كبيرة للمناسبات. يؤدي باب داخلي إلى القسم الآخر من البيت حيث السلالم وغرف النوم والمطبخ والحمام ويكون الطابق الثاني مكونا من غرفة أو غرفتي نوم ويكون، في العادة، اصغر من الطابق الثاني مما يسمح بوجود سطحين السطح العالي والسطح الواطئ، هذان السطحان يقومان بمهمة حيوية في صيف العراق الحار والجاف.
المواد المستعملة وطريقة البناء تعتمد على البناء بالطابوق ( الطوب المفخور ) والجص وتكون الجدران الخارجية سميكة والشبابيك كثيرة ولكنها ليست كبيرة جدا كما أن السقوف تنفذ بالطابوق المعقود والجص مما يجعل العزل الحراري افضل بكثير مما هي عليه بيوت السبعينات التي كثر فيها استعمال الكونكريت والشبابيك الواسعة التي تشمل كامل الواجهة. كان هذا الطراز من العمارة والمواد المستعملة وطرق التنفيذ تستجيب للبيئة العراقية وتحافظ على بعض تقاليد العمارة القديمة على عكس ما جاء بعدها، ففي أواخر السبعينات والنصف الأول من العقد الثامن ومع ازدهار قطاع المقاولات نقلت تصاميم بيوت اوربية بشكل حرفي إلى البيئة العراقية.
اغلب الفنانين التشكيليين والكتاب ينتمون إلى الطبقة الوسطى العراقية فهم في الغالب يمارسون الفن والأدب إضافة إلى وظائف أخرى. طرقُ التعبير الفني والأدبي معقدة وغير مباشرة مقارنة بالتفكير السياسي والاجتماعي وبذا فإن الكثير من الأساليب الفنية والأدبية كانت ذات نطاق أوسع من مجرد تمثيلها المباشر والتقريري لطبقة بعينها. لكننا في معرض حديثنا عن فن الطبقة الوسطى الذي يعبر عن نفسه بتلقائية لا يمكن إلا نذكر فنانين مثل حافظ الدروبي، نوري مصطفى بهجت، خالد القصاب وحياة جميل حافظ على سبيل المثال لا الحصر. أهتم هؤلاء الفنانون وغيرهم قبل كل شيء بالموضوع أكثر من البحث عن تقنيات جديدة فقد رسموا حدائق ومداخل البيوت الفسيحة بصدق يعكس دفئ العلاقات الاجتماعية والأسرية وقدرا كبيرا من الاستقرار والثقة بالمستقبل وغالبا ما نشاهد في أعمالهم بقايا لجلسة في حديقة البيت تشي بأن أحدا ما كان هنا وغادر للتو: صحيفة تم تصفحها بقايا فطور نظارة طبية فنجان شاي.. الخ ورسموا مشاغلهم الملحقة ببيوتهم بلوحاتها المعلقة وحامل اللوحات والفوضى الأثيرة كما رسموا البساتين التي تحيط ببغداد والسفرات التي تنظم اليها، شيء ما يذكر باحتفاء رينوار بالطبقة البرجوازية الفرنسية الصاعدة ولكن بلمسة شرقية.

من أغاني الباشوات إلى اغاني الطبقة الوسطى
على خلفية أغاني الباشوات والإقطاعيين المترهلة قام جيل من الفنانين بتأسيس مكانةٍ، أصبحت راسخةً فيما بعد، للأغنية القصيرة والخفيفة مثل أغاني ناظم الغزالي ( الذي لم يعتبره قراء المقام مؤديا جيدا) وأغاني عفيفة اسكندر ورضا علي، وظهر جيل جديد من الملحنين أمثال وديع خوندة ( سمير بغدادي ) الذي كان الأكثر تمثيلا للأغنية المدينية، البغدادية منها على وجه التحديد، وبالتعاون مع الوجه الجديد الذي ظهر في أواخر الخمسينات المتمثل في الفنانة مائدة نزهت قدم أغاني راقصة يحمل أغلبها شحنة من التفاؤل والفرح.
كانت هذه الأسماء قد أخذت على عاتقها مهمة تحديث الأغنية العراقية فأمكن الاستماع إلى الأغنية السريعة ذات الإيقاع القصير المعتمد أحيانا على ادخال آلات موسيقية غربية، وقد تعزز هذا النمط من الغناء إلى جانب النمطين الرئيسيين في الأغنية العراقية المتمثلين بالمقام العراقي والغناء الريفي الذي يتردد فيه صدى اللوعة والهجر.
و ليس بوسع المرء إلا أن يتذكر مطربين وملحنين أمثال عباس جميل، محمد عبد المحسن ويحيى حمدي. وقد جذبت ألحان رضا علي وغيره من ملحني الأغاني الخفيفة الكثير من المغنيات العربيات.
أما الأغاني النقدية السياسية لعزيز علي فهي ظاهرة غير مسبوقة وفريدة تماما. لم يحظ عزيز علي بما يستحق من تقييم وتحليل، وبقيامه بمهمة وضع الكلمات والألحان والموسيقى والاداء في آنٍ معاً فإنه لاشك كان يمثل موهبة فذة، يكفي المرء أن يتأمل الأشعار التي كان يضعها عزيز علي لأغنياته ويرى مدى العمق الفكري والنظرة المتقدمة التي امتاز بها كما في مثال اغنيته الشهيرة quot; كل حال يزول quot;:
هلعالم مليان أسرار أسـرار تحير الافكار
دولاب الدنيا الدوار صاعد نازل باستمرار
و بكل لحظة وكل مشوار يقبل ويودع زوار
صغار وكبار
أطفال يصيرون رجال ورجال يصيرون ابطال
و رجال يصيرون أطفال ورجال انصاف رجال
و على هالمنوال تمر الاجيال
و كل جيل يقول كل حال يزول

كتب عزيز ولحن وغنى هذه القصيدة الرائعة قبل أكثر من نصف قرن.

[email protected]