ليس المهم أن يحدث ما تتعلق به قلوبنا ونتمناه إلى حد الشغف وعدم احتمال الحياة بدونه، المهم عندما يحدث ألا يسبب لنا الألم ولا نتمنى لو يرجع بنا الزمان وتتبدل الخطط ويتغير النصيب ويتدخل القدر من جديد ليؤكد لنا أن ما كنا نحلم به صعب التحقيق.. فنقول سمعنا وأطعنا.
لكنه الإنسان: أنا وأنت وغيرنا، نأبى دائما إلا هذا، فلا حلاوة للعيش بدونه ولا راحة للقلب من غيره.
إن العزف على وتر محاولة تغيير القدر ومناطحة الرغبات، قد يجعلنا نعيش دون حياة، نتعجل شخصا أو حلما... أو أمنية رجوناها كثيرا أن تتحقق بدعاء وإصرار وصلاة الحاجة أو الاستخارة، وقد تتحقق أو لا.
وما بين الممكن والمستحيل مثل ما بين السماء والأرض. فالنظر غير المعايشة ومهما كانت السماء وروعتها، إلا أن الأرض تعني الأمان والاستقرار والإمساك بثابت يشعرك بالثقة.
وهذا ما جعل الحياة دائما ما بين ضفتي الممكن والمحال.
فأشياء تأتينا طواعية ودون السعي إليها، فنقبلها ونتعايش معها ونحمد الله على عطائه ولكن يظل ممكنا.. والمتاح مع ألعِشره والوقت يصبح عديم اللون والرائحة quot;وجوده مثل عدمهquot;.
وأخرى نترجاها أن تتمسك بنا وان تبادلنا الشعور بالاحتياج والضرورة ولكنها تأبى إلا الصد والرفض quot;فتكسر جوانا شيءquot;.
بعض منا قد يمل في وسط الطريق ويستسلم ويترك... مستحيلة... ويتركه هو أيضا، وآخر إذا ما صادف المستحيل يقرر أن يجعله قضية حياته وبداية للصراع من أجل الوجود والحدث الأهم للتحقيق.
المشكلة التي قد تؤرق الكثير منا:
كيف لي أن أعرف أن هذا هو المستحيل بعينه وأن تعاستي في تحقيقه؟
وماذا أفعل في قلب وعقل لا يريد إلا السعي وراء هذا الشخص أو الشيء الذي قد يكون سببا في سعادة أو حتى هلاك؟
لماذا أحاسَب على جزء من وجه، فقط مضيء أمامي ولا يحاسَب غيري على عتمة متعمدة من الرؤيا للنصف الآخر؟
وإذا كان هنالك مستحيل على الأرض لماذا سمح لي بالتفكير فيه ومحاولة مناطحته وتحقيقه؟
الإجابة ببساطة لا أعرف.
وعدم المعرفة هنا ليس ناتجَ أنا زائد معطيات الحياة
ولكن أنا ناقص النصف الآخر المعتم من الضفة الأخرى للحياة

آخر الكلام
في أحيان كثيرة من الأجمل ألا يحدث المستحيل لأن التعايش معه فعلا.... مستحيل