إنها نكتة quot;بايخهquot; أو عبارة ُاستهلكت وفقدت مذاقها وقيمتها مع الوقت
والغريب أننا اعتقدنا بها، كما اعتقدنا بكثير من الخُرافات والِحكم المعٌلبة فنردد القول ولا نكل ولا نمل حتى يصبح جزءا من ناموس الحياة، و قناعة غير قابلة للجدال، ليتحول بعدها إلى حقيقة قد تصل إلى درجة الإيمان
لكن مالا يُفهم كيف نكون شعوبا عاطفية..؟؟
فالشخص العاطفي هو الذي ُيغلب القلب على أحكامه ويتسم برقة المشاعر..وفياً..متسامحاً..محبا للغير... متفانياً مع معشوقه..مخلصا لمحبوبه.. يرتفع فوق الصغائر..يعطى بسخاء،ولا ينتظر المقابل
هل نتعامل مع أوطاننا بكل هذه المشاعر و العواطف النبيلة؟
وإذا ما قسنا هذا في تعاملنا مع شعوبنا فهل ينجح القياس؟؟؟
إذا كانت الإجابة بنعم لماذا نحن أذن عالم ثالث يعاني ويلات الفكر وجمود السلطة؟؟
من أين جاء هذا التناحر والاختلاف والانقسام، وعدم استطاعة الجلوس حتى على طاولة واحدة للتحاور أو حتى للاختلاف الراقي؟؟
ولماذا تفشل قممنا العربية، وُيسيطر على الحكام حب المقعد...واختلافهم رحمة واتفاقهم عذاب...وان جالك الطوفان quot;حط شعبك تحت رجليكquot;...؟؟؟
لماذا نتعامل ِبندية وأن كنت لست معي فمؤكد أنت ضدي
لماذا حالنا لا َيسر عدواً ولا حبيبا سواء سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو حتى عاطفيا..؟؟
ربما تكون فوضى السياسة أصابتنا بفوضى في المشاعر، حّلت على الأمس واليوم وأكلها تراب الوقت والثبات، ومادام دوام الحال هو المباح فلا داعي للتغيير أو التفكير
فلا نحب بعمق ولا نكره بعقل ولا نختلف باحترام
فنظل نردد ما يقال حتى يصبح قولا مأثورا ثم حقيقة واقعة.
عشوائية وتذبذب وكأننا أمم مراهقة تتعامل مع ما يطرأ عليها من متغيرات تاريخية أو مصيرية بكثير من التهور وبينها وبين النضوج ما صنع الحداد
ومسافة من التعقل وعدم احترام سنة الكون في التغيير رغباً في الحصول على الأفضل.
المدهش أن التغيير بالفعل يحدث حولنا فتتبدل السياسات وتقوم حكومة وتأتي غيرها أو حتى عكسها وتبدأ ثورات وتهدأ، ونحن كما عهدتنا شعوب تكره حتى ذاتها وتعتبر التغيير هو العدو الأول لكيانها، فلا تعي ما يواجهها من تحديات و لا تعرف كيف تحاور عدوها و لا كيف تتصالح مع قرينها.
ويبقي الحال على ما هو عليه.
وعلى المتضرر أن ُيريح quot;دماغهquot; ويؤمن بما آمنا به من قبل:
وهو أننا شعوب عاطفية وعلى الوطن السلام...
إلى لقاء
أحلى الكلام
تنعم السفن في المرافئ بالأمان
ولكنها لم تصنع لذلك
حكمة قديمة