محزن أن ُيتهم شعب بأكمله وأن ُيجر من صاحب قلم أو هوى إلى قفص الاتهام لأنه لم يتصرف بالطريقة التي يرسمها له الغير، حتى مع قناعته بحكمة موقفه وان اختلف معه البعض، أو أن يساق ذات الشعب ذي التاريخ من جراء ساسة أو قادة اتفقنا أو اختلفنا معهم ويرمي بخطيئة العمالة والخيانة والتقاعس عن مساندة المحتاج، وبل وعليه أن يسير على الصراط المستقيم كما يراه الغير حتى يحظى بالرضا والقبول عند أبناء عمومته.
فحتى هذه اللحظة تستكمل الهجمة الكلامية والإعلامية على مصر حكوماً وشعبا والتي تدور في فلك المتخاذل والبائع لقضايا الأمة، والنعت بالضعف والعمالة لليهود..
على الجانب الآخر لم يسلم حزب الله قيادة وأفراد من هجمة إعلامية مضادة كردة فعل بعدما إرسال احد عناصره لدعم المقاومة عن طريق سيادة وأرض الغير
وقد قرأت تقريبا كل ما ُكتب وان كان الكثير منها quot;يحرق الدم quot; كونه بعيد كل البعد عن الاعتدال والتعقل حتى لو اتفقنا أن مصر لم تقم بدورها الذي كان يتصوره الأخوة
ولكني أتساءل هل كان من المفترض أن تستقبل مصر بالأحضان الأخ سامي شهاب وتقول له quot;الله معك أكمل ما أتيت من اجله وابلغ تحياتنا إلي السيد حسن وبلغه المرة القادمة يعطينا فكره عن خططه لنستقبلك استقبال الأبطال.!!!
هل هنالك نظام من الأنظمة العربية أو الطائفية التي تتحدثون عنها وعن دورها النضالي تقبل أن تقام من على أراضيها أي عملية دون احترام لسيادتها أو دورها في المنطقة والتصرف كما لو أنها ليس لديها أي التزام بأمن أراضيها أو مواطنيها؟؟؟
ولماذا استبعد السيد حسن بذكائه الحاد وفطنته المعهودة مساعدة الأخوة عن طريق قنوات سياسية ودبلوماسية أو حتى سرية مدربة بدهاء بحيث لا يمسك بها احد quot;كما حدث من قبل quot; لتقع هذه المرة في فخ أصغر عسكري من عساكر قوى الأمن المصرية؟؟؟
وهل كان مطلوباً من الحكومة المصرية أن ُتسهل المهمة التي جاء من اجلها شهاب وتغمض الطرف عنها وعن الآتي بعدها تحت شعار quot;دعه يعمل دعه يمر؟؟؟؟quot;
الكثير من المقالات تحدثت عن انحسار دور مصر، واعتبارها الأخت الكبرى التي خانت أشقائها، والموالية لإسرائيل وغيرها من تلك العبارات التي مللنا سماعها ولا تتعدى كونها صدى في فنجان لا يغير وضع ولا يبدل موقف.
وأقول لمن ادعي انحسار دور مصر وقيادتها في المنطقة:
من هو البديل من الأنظمة العربية الذي ترونه مناسبا لأخذ المهمة وتبوأ المكانة؟؟؟
أنا هنا لست في موقف دفاع عن مصر ولكن أقول لمن أخذته العزة بالإثم وأصبح يري حق مصر في إتباع السياسة التي تراها مناسبة لموقعها وظروفها تجاوز وخيانة عظمى
بأي حق يعطى لحزب ما أو دولة أي كان انتمائها الدخول إلى بلد آخر والقيام بعمليات quot;لوجستيةquot; أو غيرها بدون علم القيادة العليا للدولة؟
رغم ذلك لست مع هذا التصعيد الإعلامي الذي منقسم إما مع من باب quot;انصر أخاك ظالما أو مظلوماquot; أو ضد تحت شعار quot;أنا وأخويا على ابن عميquot;.
علينا أن نهدأ ونترك للساسة الفرصة للحوار واستخدام القنوات الدبلوماسية للوصول لحلول لتجاوز الأزمة التي لا يعلم مداها سوى الله حتى تمر الزوبعة بسلام واعتبار ما حدث خطأ قابل للإصلاح.
ولا نعلق المشانق لبعضنا البعض حتى لا ننسى العدو الحقيقي والمشاهد لنا وملئ جفونه الراحة وملئ قلبه الاطمئنان.
مع الوضع في الاعتبار إن التناطح الحاصل الآن بدون أي رحمة أو هوادة يؤكد على أن هنالك من يحاول وضع مصر وكأنها كبش الفداء لكل الضعفاء العرب.