قرار الحكومة المصرية باعدام الخنازير، كل الخنازير، على ارضها ربما كان يصب في المصلحة العامة. هناك من فسر الأمر على اكثر من وجه. فربط الأمر بالاقباط في مصر. وبالكيد لهم بطريقة لا يمكن توجيه اللوم فيها لأحد.
أنا شخصيا فكرت في الأمر ذاته عندما سمعت عن هذا الاعدام الجماعي بقرار مفاجئي وسريع. اذ كان من الصعب تقبل ان تعدم مصر كل خنزير على ارضها وهي التي لم تسجل اي اصابة في المرض، وهذا اولا، ثانيا، ان الخنازير او مشتقاتها لا تسبب الاصابة بالمرض بالضرورة.
رغم ذلك أقول انه امام تعداد سكان يتخطى 60 مليون انسان لا مجال للمجازفة. حتى ولو كان الأمر كما فسره البعض، يبقى المبرر موجدا، كما انها ليست الحادثة الاولى، اذ تم التعامل بالطريقة ذاتها مع انفلونزا الطيور.. إنماhellip; إنما
اعتقد انه كان من الافضل على السلطات المصرية لو أخذت الأمر بروية لا تجرح مشاعر أحد، ولا تجعل القرار عرضة لتفسيرات خاطئة. هناك 15 مليون قبطي في مصر، وقرار الاعدام الجماعي للخنازير لابد وان يزعج الكثير منهم. وهذا يعني انه قبل صدور قرار كهذا لا بد ان نأخذ بعين الاعتبار انعكاسه على مشاعر بعض المواطنين الاقباط الذين لن يجتهدوا كثيرا في البحث عن تفسيرات مختلفة. وقد يكون معهم الحق في ذلك سيما وأنهم يرون ان دولا كثيرة، بل كل دول العالم لم تقدم على خطوة مماثلة، بما في ذلك المكسيك التي انطلق منها المرض، وفيها أعلى الاصابات.
يجب ان نحترم مشاعر بعضنا حتى في قضية قد تبدو محسومة لبعضنا. يجب ان يتعلم كلنا احترام الآخر طالما نشترك في نفس الارض والماء والسماء.
هناك من يتصيد في الماء العكر، مسلمون واقباط. واي قرار يمس احد الطرفين لابد ان يراعي الحساسية الشديدة بينهما. ولست اعتقد ان المسلمين سيكونون سعداء لو كان قرار الاعدام يطال الكباش لا الخنازير.