&
عادت وتيرة التصريحات الاستعراضية التي يُبديها ممثلو الامم المتحدة بشأن العقوبات التي يسنّها العراق على عتاة الارهاب ويتشدّق موظفو منظمة العفو الدولية وحقوق الانسان بتكرار نفس الاسطوانة المشروخة بان العراق مازال يمارس عقوبة الاعدام وكأننا ننتقي الاطهار من الكنائس وبيوت الله ونجمع الاطفال والشيوخ من مساكنهم والشباب من مدارسهم ومعاهدهم لنضع حبل المشنقة على رقابهم ويتناسون تماما مافتك بنا هؤلاء السفلة والرعاع ببلادنا وأرخصوا دماءنا حتى صار الموت مقيما دائما لا زائرا وترى المآتم والنحيب اليومي والدم والآهات والويل والندب على قتلى الانفجارات طقوسا يومية ، ولانكاد نبصر أمدا ولو قصيرا من راحة البال والهدأة حتى في ايام أعيادنا
امسِ الاحد 19 الجاري قرأت تقريرا صادرا من الامم المتحدة قدّمته ايلاف بإسهاب يتحدث عن اعدام 237 مجرما ارهابيا خلال هذا العام والعام الماضي باعتبار هذا الرقم مهولا خطيرا ونسي صحبنا المتباكون على هؤلاء الموغلين في الاجرام والذبح والنحر ان الموت اليومي يحصد مايزيد عن هذا العدد اضعافا مضاعفة وكلهم اناس بريئون يعملون لسدّ رمقهم من كدح يومي وسابلة يتبضعون واطفال يقصدون مدارسهم ونسوة وصبية عابرون
لاادري كيف تريدنا الامم المتحدة ان نتعامل مع هذه " الاحمال الوديعة " البريئة جدا براءة الملاك الرحيم ، هل نفتح لها مراعي معشوشبة كالتي تعجّ بها اوروبا الغارقة في الرفاهية واميركا الشاسعة بالربوع الخضر والتي يتفسح فيها الكاوبوي بسيجاره المارلبورو ونبني منتجعات لهم للراحة والاستجمام وابتغاء الهدوء والاسترخاء ، او نفتح قريحتهم السادية للتشفّي بنا وننصب لهم مسالخ لنزع جلودنا وتقطيع اجسادنا بسيوفهم وحزّ رقابنا بسكاكينهم العمياء لكي توجع اكثر وتفرم المزيد من لحومنا وشواء اجسامنا بنارهم التكفيرية
قبل صدور هذا التقرير وبالتحديد في السنة الماضية وماقبلها قالت& السيدة حسيبة الحاج صحراوي / نائبة مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة المذكورة& على اثر تصاعد العنف بشكل مطّرد وقد طال المدنيين العزل بشكل مقصود& إذ تحدثت هذه السيدة بفتور ولامبالاة& بلهجتها الرخيمة الهادئة سلطاتنا (البارعة جدا) بمواجهة العنف والتصدي له وطالبت الجماعات المسلحة " كمن يتوسّل المجرمين والارهابيين " قائلة بانه " يجب على الجماعات المسلحة ايقاف& هجماتهم على المدنيين وضمان اجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة للوصول الى مسببي تلك الجرائم هكذا على طريقة " سمعنا وأطعنا "
اعجب ان يكون ردّ فعل هذه المنظمة بهذا اللين والضعف امام تلك الشدّة من الهجمات الموغلة في الوحشية وكأنّ منظمة الأمم المتحدة وممثليها في العفو الدولية وحقوق الانسان& لايحسنون سوى التصريحات الهشّة ولكنها تطيل لسانها وتزبد وترعد لو اتخذت سلطاتنا القضائية ومارست حقها في معاقبة عتاة المجرمين وعملت اجهزتنا القضائية على اعدام بعض هؤلاء الارهابيين
&ودعت السيدة حسيبة صحراوي ايضا في تقرير سابق لها العام الماضي اسمته ( عقد من الانتهاكات ) بعد مرور عشر سنوات على الاحتلال الاميركي لوادي الرافدين حيث طالبت السلطات العراقية عدم تنفيذ عقوبات الاعدام على المجرمين المدانين بجرائم الارهاب
ولا أدري كيف تريدنا السيدة صحراوي ان نتعامل مع اصناف الوحوش التي اشك بانها ذات دماء بشرية& فهل تعلم هذه السيدة ان كثيرا من عتاة الارهاب والاجرام قد اطلق سراحهم في السنوات السابقة نتيجة مساومات بعضها رافقه الامل في عدم العودة للجريمة وبعضها حوارات هدفها ترضية الاطراف المتنفذة في السلطة& أملاً في ان يرتدعوا ويثوبوا الى رشدهم ، لكنهم عادوا من جديد نحو مستنقع الارهاب ومارسوا الجرائم المنظمة وقد سكتنا على مضض عسى ان يرتدعوا ويعودوا الى صوابهم وانسانيتهم& ولكن لم يحصل ماكنا نرجوه ، فهؤلاء قد أغرقوا بلادنا في بحيرات من الدم وأهلكوا نسلنا ورمّلوا نساءنا ويتّموا اطفالنا ولم يكفِهم هذا بل أججوا نار الطائفية لهبا أكل الاخضر واليابس وفرّقوا الشمل وزرعوا الضغينة بين افراد الشعب الواحد وصدعوا جدارنا الذي كان يوما ما منيعا راسخا ومثالا يحتذى في الوئام والتآخي المجتمعي المتين
ولم تكتفِ السيدة حسيبة صحراوي بجملة تصريحاتها غير المسؤولة فقبل هذا التاريخ وتحديدا في الحادي عشر من آذار من العام الماضي قامت بشنّ هجوم على الحكومة العراقية ودعت الى وقف تنفيذ عقوبات الاعدام والتمهيد لالغائها& بحق المجرمين ورؤوس الارهاب
يبدو ان حسابات السيدة حسيبة خالطها سوء فهم الاوضاع التي يعيشها العراقيون وتخبّطت خبط عشواء ، وهل علينا نصح هذه السيدة لنقول لها : احسبيها صح ياحسيبة فقد طفح الكيل بنا من القهر والعنف الذي لايطاق ولكن يؤسفني ان اصيح بوجهكم ايها العاملون بالامم المتحدة وفي منظمات حقوق الانسان بان ميزانكم منكسر لايعدل كفا بكفٍّ
أتعلم السيدة نائبة مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان أذان الارهاب صمّاء ودعواتها ومناشداتها بوقف العنف ليس لها سوى ان تضيع ادراج الرياح ؟؟ ، كما ان مطالباتها الحكومة العراقية بالتعامل مع المجرمين وغلاة الارهاب ليس في محلهِ خاصة وان العراق يعيش ظروفا استثنائية غريبة الاطوار ويكاد يقع بين فكي كماشة منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات التي نسميها راعية لحقوق الانسان والجرائم الارهابية التي اكتسحت ربوعه
المثير للاستغراب ايضا ان السيد ملادينوف ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق هو الاخر بدا مغردا مع سرب اقرانه ممثلي هذه المنظمات وكأنه مغيب في حصن حصين وبعيد عما يجري في هذه الارض التي عُبأت ألما وموتا بسبب هذه الزمر الارهابية الغريبة الاطوار وتبعه السيد زيد بن رعد ممثل حقوق الانسان لدى الامم المتحدة مطالبا الجهات القضائية في العراق بتوخي العدالة في اقرار القوانين ومصرحا بضرورة الغاء احكام الاعدام فهل يريد الامير المهيب ان يعلمنا كيف نتعامل برحابة صدر وافتتان تام وحفاوة بالغة بقاتلينا وسافكي دمائنا وزاهقي ارواحنا
هل يعلم السادة المسؤولون في الامم المتحدة ان العراقيين يكيلون اشدّ اللوم للسلطة القضائية بسبب تراخيها المستمر تجاه زمر الارهاب وهوانها وضعفها وغلّ يدها وابقائها للمدانين فترات طويلة في السجون دون تنفيذ العقوبات بحقّهم مما اتاح للبعض منهم فرصة الهروب بأشكال شتىً من خلال مساومتهم استرضاءً لاحزاب اخرى تتعاطف معهم ودول اخرى يتوددون اليها خوفا وطمعا وخنوعا اضافة الى تمكين المجموعات المسلحة الطليقة من اقتحام السجون واخراج المحكومين عنوة بقوة السلاح وكم من مجرم ارهابي قتل المئات من الابرياء اطلق سراحه بشكل او بآخر
أما من مصغٍ ليسمع انين العراق قبل ان يمعن في نقدهِ وكيل الاتهامات له والهجوم الذي لاطائل من ورائهِ
خففوا الحمل والأعباء عن ظَهر العراق الذي ينوء بأثقاله ولاتزيدوه ضربا بسياطكم اللاسعة يا سيادة المسؤولين في منظمة العفو الدولية

[email protected]

&