شاهدته لأول مرة هذا الأسبوع على قناة الجزيرة وهو يخطب خطبة الجمعة في أحد مساجد الموصل بالعراق، يرتدي زيا أسودا وعمامة سوداء مثل أئمة الشيعة رغم أنه خليفة المسلمين السنة.
(لمشاهدة الخطبة كاملة ... انقر هنا)
ولا شك أنه خطيب مفوه ينطق بعربية سليمة جدا ولا يخطئ في قواعد النحو حتى لا يغضب جدنا سيبويه، ويقف بثبات ويخطب الخطبة إرتجالا بدون ورقة ويحفظ من القران والأحاديث الكثير واليسير.
وشعرت لأول مرة أنني رجعت أربعة عشر قرنا بواسطة آلة الزمن ولولا مصابيح الإضاءة بالمسجد والميكروفون والملابس الإفرنجية الحديثة لبعض المصلين لما خامرني الشك بأن داعش لديها آلة الزمن للرجوع إلى القرن الأول الهجري، لأن خليفة المسلمين الجديد أبو بكر (ايضا) (رضي الله عنه وأرضاه) قال في منتصف خطبته : "وليت عليكم ولست بخيركم"!! وهي مأخوذة بالنص من خطبة الخليفة الأول أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) وبالطبع خليفة القرن الخامس عشر الهجري لا يعمل أي حساب لحقوق الملكية الفكرية نظرا لإنقضاء فترة أربعة عشر قرنا على خطبة الخليفة الأول.
وما لم يذكره خليفة القرن الواحد والعشرين هو من "ولاه" علينا، فهو عندما يقول "وليت عليكم" الفاعل هنا حسب قواعد اللغة العربية مبني للمجهول وربما سيظل الفاعل الذي ولاه علينا مبني للمجهول للأبد، ولكن أعرف هذا المجهول تماما الذي عين الخليفة الجديد: عينه جهل أمة تدعى أنها أمة ولكنها مجموعة متنافرة من الشعوب والقبائل لا يطيق بعضهم بعضا خلقهم الله لكي يتعارفوا ولكنهم فهموها على أنهم خلقوا ليتعاركوا (وليس يتعارفوا)، عينه حكومات ضعيفة وحكام أكثر ضعفا لا يستطيعون إتخاذ أي قرار بما فيها قرار دخولهم للحمام.
ورغم أن الخليفة الجديد قد عين نفسه بنفسه وزعم بأن "أهل الحل والعقد" قد قاموا بتعينه وقام المسلمون في الدولة الإسلامية الجديدة بمبايعته، ومن لم يبايعه أخذ على (صرصور ودنه) أو ذهب وراء الشمس (إيهما أقرب)!!
ورغم كل هذا ورغم أني أعرف أن الخليفة الجديد قد إستولى على تلك الأراضي من العراق وسوريا بالقوة وبالتآمر وبالطائفية وحسن أؤلئك رفيقا!! إلا أنني قررت مبايعته للأسباب الآتية:
أولا: على سبيل الإحتياط، لأنه فيه إحتمال %10 بأن تنجح داعش في حملتها (آسف لإستخدام كلمة داعش التي لا يحبها الخليفة الجديد) أقصد أن الإحتمال وارد بأن تنجح الدولة الإسلامية الجديدة في فرض سلطانها ليس فقط على الشرق الأوسط بل على العالم أجمع.
ثانيا: الخليفة الجديد كان مسجونا لدى الأمريكان، وعندما تم الإفراج عنه قال لسجانيه الأمريكيان :"أراكم في نيويورك" فإن صحت نبؤته وإستولى على أمريكا فقد يقوم بتعيني "واليا" على ولاية فلوريدا أو ولاية نيويورك ولا أريد ولاية كاليفورنيا لأنها ولاية كبيرة.
ثالثا: من يقوم بالمبايعة المبكرة مثلي قد يفوز بجوائز رمضانية مثل زوجة ثانية أو ربما ثالثة من المجاهدات الأوائل.
رابعا: الرجل كان صريحا إلى أقصى درجة ولم يتكلم عن الدنيا أو التنمية أو البطالة أو مشاكل السكان والتعليم والصحة والطاقة وكل هذه المسائل الدنيوية التافهة فقد قالها صريحة وبنص القرآن الكريم :"وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون" ووقال أن هذا هو السبب الوحيد لوجودنا على تلك الأرض هو أن نعبد الله سبحانه وسوف يرزقنا الله من حيث لا نحتسب.
خامسا: الرجل يوثق كل أمر له بأوامر إلهية من القرآن الكريم، يعني بصريح العبارة الراجل مش بيجيب حاجة من عنده.
سادسا: الرجل إستطاع أن يحقق الحلم الذي رضعناه من الصغر وهو أن العودة لعصر الخلافة الرشيدة سيجعل منا أعظم أمة على الأرض، "كنتم خير أمة".
سابعا: الخليفة الجديد هو رجل أفعال فكل المسلمون بكل تنظيماتهم السلمية والإرهابية إبتداء من الأخوان المسلمين وإنتهاء بتنظيم القاعدة مرورا بتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية أثبتوا أنهم بتوع كلام وفلقوا دماغنا بتحقيق دولة الحلافة وأننا أمة واحدة وإلى آخر تلك العبارات الإنشائية وقاموا بإنشاء الأحزاب وجماعات الجهاد والشباب الإنتحاري وتفجير السيارات لأكثر من ربع قرن ولكن هذا الرجل وفي خلال شهر واحد قام بإنشاء الدولة الإسلامية على أراضي شاسعة في سوريا والعراق وفرض سيطرته كاملة بدون أى كلام، وعندما تمت مبايعته ظهر أخيرا قائلا :"وليت عليكم ولست بخيركم".
ثامنا: الخليفة الجديد ما عندوش يا أمة إرحميني فهو رجل أفعال ورجل سيف وقال أننا على حق وأن السيف والحديد "فيه بأس شديد" يحمى دولتنا، وهو قد إستولى على حديد كثير من الجيش العراقي المنسحب، فلديه الآن دبابات ومدافع ومصفحات وصواريخ.
تاسعا: الخليفة الجديد أعطى درسا لمحترفي الكلام في برامج التوك شو، ومين عارف إذا قرر التوسع جنوبا وغربا ربما تعترف به أمريكا والغرب والذين لا يتعرفون إلا بالقوى.
عاشرا: الرجل رغما عنه أثبت عدم صحة مقولة داروين "البقاء للأصلح" حيث أثبت أن "البقاء للأقوى ".
ولكل الأسباب العشره عاليه قررت بعد إستخارة الله سبحانه وتعالى أن أبايع الخليفة أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين في القرن الواحد والعشرين.
.....
إنتظروا كتابي القادم : "رحلتي من العلمانية للسلفية"!!
...
[email protected]
&
&