رغم كون موقع تركيا بين قارتين الكبيرتين اسيا و اوروبا ورغم كون و اهمية موقعها كموقع استراتيجي من الناحية السياسية و الاقتصادية و العسكرية ولكن زعمائها و رؤسائها ومن قبلهم سلاطينهم العثمانيين ليس لديهم ادنى خبرة بادارة هذه البلاد و شعوبها ادارة حكيما و ديمقراطيا و محب للحريات و حقوق الانسان من الفرد و المجتمع، انهم دائما و ابدا محبين للقتل و التهجير و ابادة الناس و احتلال بلدان الاخرين و هم لا يتعاملون مع الاحداث المنطقة و العالم كسياسى بارع و محنك بل يتعاملون كشرطى فى المنطقة و يعملون و يقررن بعيدا عن العقل السليم و السوى وهم يريدون دائما و ابدا لانفسهم الحصة الكبيرة من الكعكة و القرار النهائى فى حل و فصل كل المعضلات و المشكلات.

تركيا القديم و الجديد ماضين على نفس المنوال و يتعاملون مع الاخرين من جيرانهم العرب و الكرد و الفارس كمعاملة العبيد و اناس اقل منزلة منهم وهم يتابهون بتاريخهم و اجدادهم من المغول و التتار و السلاطين العثمانيين،ناسين انفسهم ابناء عشائر مغولى متخلف من الحضارة و التمدن و من الناحية الفكرية ليس لديهم ادنى معرفة السياسية و الايدولوجية منذ القديم و لحد الان، هم دخلوا الاسلام ليس حبا بالله و رسوله و شريعته ولكنهم دخلوا الاسلام للسيطرة على كل المقدرات المسلمين و باقى الشعوب المنطقة من اسيا و اوروبا، وكدليل على عدم جديتهم و تمسكهم بالدين الاسلامى الحنيف هو محاولاتهم الشتى و مطالبتهم الحثيثة لدخولهم فى الاتحاد الاوروبى كنادى مسيحى و غريب عن الاسلام و المسلمين،تركيا منذ الخمسينات من القرن الماضى و لحد الان اى اكثر من 50 عاما يطالب الدول الاوروبية لقبولها و دخولها لاتحادهم الاوربى ولكن لحد الان هم غير راضين بان يقبلوا تركيا كعضو دائم فى اتحادهم تلك، لانهم يعرفون تمام المعرفة نوايا التركيا الاسلامية و الغير الديمقراطية و هم يعرفون تاريخهم منذ القدم و حتى الان،وهم يعرفون ان تركيا عدوهم الاول و الاخير بسبب تعصبهم القومى وغدرهم للشعوب الاوروبية ايام زمان سلاطين العثمانيين و عدائهم للصليبين و المسيحيين انذاك،وهم يعرفون ان تركيا تريد دخول الاتحاد الاوروبى من اجل تامين و الحفاظ على مصالحها السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الحصول على دعم اكبر و اكثر من الناحية السياسية و اللاقتصادية و العسكرية كعضو دائم فى حلف ناتو و الاتحاد الاوروبى،وهم يعرفون جيدا ان تركيا مثل خروف فى جلد ذئب و يريد ان يستخدم كل هذه المعونات و المساعدات السياسة و الاقتصادية و العسكرية ضد الشعوب المنطقة و خاصة الشعب الكردى الاصيل فى تركيا و كل من سوريا و العراق و حتى الكرد فى ايران.ومن المعلوم ان تركيا لها باع طويل فى حربه مع الكرد و معاملتها الاانساية ضد الكرد و مطالبهم المشروعة فى قيام الدولة الكردية المستقلة على كافة اراضى الكردستانية مابين الدول الاربعة من عراق و ايران و تركيا و سوريا،ولكن الترك و على راسهم اردوغان حملوا الراية ضد الكرد وهم الان يحاولون بكل الوسائل عرقلة الجهود الكرد الرامية و السلمية للحصول على مطالبهم القومية فى كل من كردستان الغربية و الجنوبية و الشمالية،اردوغان اصبح اليوم شريرا من اى وقت مضى وهو لايعرف كيف و متى يفند الكرد و يمحوهم من الوجود،هو الان داخل تركيا اعتقل رئيسى الحزب الشعوب الديمقراطية و 9 اعظاء من البرلمانيين الكرد و اعتعقل اكثر من 20 رئيسا لبلديات المدن و الاقضية و النواحى الكردية و قفلت عديد من الصحف و المجلات و المدارس و الجوامع و الجامعات و طردوا اكثر من 100 الف من المدنيين و العسكريين من كل المكونات المجتمع التركى، وهو يقود حملة عسكرية شعواء على المنلاطق الكردية و هو يريد ان تكون الرئيس الاوحد مثل ايام اتاتورك و عصمت اينونو و هو يريد ان يبعث زمن سلاطين العثمانيين تحت مضلة العثمانيين الجدد. و فى خارج التركيا هو يطالب بتدخل فى شؤون العراق و مشاركة جيشه النظامى فى عملية تحرير الموصل العراقية ولكن وبعد مرور اكثر من 38 يوما على بدا عملية تحرير الموصل تركيا لم تستطيع دخول المعركة بسبب عدم قبول طلبها من ناحية الحكومة العراقية و القيادة العسكرية للتحالف بقيادة امريكا وايضا نفس المطالب فى كردستان الغربية احتجوا عليها كل من الكرد البواسل و القوات الامريكية لدخول و مشاركتها فى عملية تحرير مدينة رقة السورية.

اردوغان و حكومته لايعرفون كيف يرضون امريكا و قيادتها العسكرية بالمشاركة فى العمليات التحرير و دحر الدواعش الارهابية، هو يطالب المشاركة فقط لعرقلة جهود و محاولات الكرد البواسل و تقليل من حجمهم و انتصاراتهم لكى لا يحصلوا على تاييد اكبر من الدول التحالف الغربية لانها تعرف جيدا ان الكرد اليوم اقوى من اى زمن مضى و تعرف جيدا حجم المخاطر المحدقة بالمنطقة و خاصة تركيا الاردوغانية و هو يخاف على سلطته و حكومته من الزوال و الانقلابات العسكرية وخاصة بعد الانقلاب المفبرك فى تموز الماضى و محاولاته ضد اعوان مجموعة غولن الخدمية و ضد كل الطوائف و المذاهب و المكونات المدنية و العسكرية فى المجتمع التركى.
اردوغان اليوم يتخبط و تائه فى مجموعة من المشاكل الكبيرة و المستعصية للحل ومنها مسالة الديمقراطية و الحريات للفرد و المجتمع و الوئاسائل الاعلامية و المنظمات المدنية و ايضا لديها مشاكل الاقتصادية و العسكرية ومشاكل السياسية مع كل من جيرانها من العراق و سوريا و ايران و روسيا و مصر و حتى السعودية و غيرهم.
الان و بعد محاولاته الكثيرة و الدائبة لحصولها على صفة العضو فى الاتحاد الاوروبى و رفضهم الدائمى و عدم قبولهم لها وكنتيجة بؤسها و مؤيوسيتها من التعامل و الجواب الاوروبين والغربيين، اتجه اردوغان و حكومتها باتجاه الشرق وبالتحديد الى حلف شانغهاى الاقتصادية((منظمة شانغهاى للتعاون هي منظمة دولية تضم عدة دول في شرق آسيا. أسست في العام 2001 تضم كلاً من الصين، روسيا، كازاخستان، قيرغيزيا، أوزباكستان، طاجيكستان. باستثناء أوزباكستان، كانت الدول الأخرى أعضاء في "خماسي شانغهاى" التي أسست في العام 1996، بعد دخول أوزباكستان في المنظمة، سميت المنظمة باسمها الحالي)). لكى تحصل على صفة العضو فيها كرد على عدم جواب و معاملة الاوروبيين لها باللايجاب.وهو الان تائه مابين الشرق و الغرب بسبب جهله لسياسات العالم الجديد و النظام العالمى الجديد التى سيطرت عليها نظام العولمة فى السياسة و الاقتصاد و اللامن،تركيا بطول تاريخها دائما واقفة فى الجبهة الخاسرة فى المعارك منذ ايام سلاطين العثمانية و تركيا الفتاة فى الحرب العالمية الاولى و ايضا ايام الحرب العالمية الثانية مع جبهة الخاسرة مع المانيا النازية و ايطايا الفاشية لانها هى نفسها لها طابع ديكتاتورى وفاشيستى واحتلالى و ليس من محبى النظام الديمقراطى و صيانة الحريات و حقوق الانسان و الاقليات،وهذا هو السبب الرئيسى لرفضها من قبل الدول اللاوروبية اصحاب انظمة سياسية ديمقراطية و اقتصاد حر.|

واخيرا من المأكد ان تركيا و اردوغان لم ولن يجنون الخير الكثير من دخولهم الحلف الشنغاهاى الشرقى ولكنه كتكتيك سياسى و كرد فعل متهور و غير محسوب ضىد الاوروبيين اتجه نحو الشرق،ولكن الشرقيين ايضا يعرفون تمام المعرفة نوايا و مطالب تركيا الاردوغانية ولذا حتى اذا انضم اليهم بصفة العضو الدائم ليس لها الثقل الكبير فيها لانهم هم ايضا الدول اصحاب انظمة اشتراكية و غير اسلامية و ليسوا قريبين من تركيا و سياساتها ولهم ايضا مشاكلهم فيما بينهم و ليسوا اقوياء مثل الاتحاد الاوروبى، ولذا تركيا لم تجنى من الخيرات كثيرا لا مع الشرق و لا مع الغرب وهى فقط تجنى الخسائر و المذلة و الهوان على يد الشرقيين و الغربيين لانها ليس صاحب سياسة واقعية و انسانية حرة و مستقلة بل هى تعرف جيدا انها فقط بيدقا من بيادق اللعبة بين الدول الكبرى ولكن تريد ان تحصل على مابقى من القليل فى قاع الصحن من بقايا الدول العظمى.