ظهر المدرب السويدي زفين غوران اريكسون المدير الفني السابق لمنتخب انكلترا وفريق مان سيتي، وصاحب الخبرات التدريبية الكبيرة، قبل أقل من ثلاثة أشهر ليعلن أنه مصاب بسرطان البنكرياس، ولن يعيش أكثر من عام واحد على أبعد تقدير وفقاً لتقارير طبية. وبالطبع كان الخبر صادماً للملايين من عشاق كرة القدم، وخاصة في قارة أوروبا.

أمنيتي الأخيرة
اريكسون (76 عاماً) قال إنه ليس لديه المزيد من الأمنيات وهو يعلم مصيره في الحياة جيداً، سوى أمنية واحدة وهي تدريب فريق ليفربول في قلب الآنفيلد، معقل النادي العريق، وكشف عن أن الأب كان ليفربولياً كبيراً، كما أقر بأنه حاول تدريب ليفربول طوال مسيرته التدريبية، ولكن لم يكتب له أن يحقق حلمه، بالرغم من أنه كان قريباً من ذلك في بعض الفترات.

موافقة ليفربول
إدارة نادي ليفربول لم تتردد في تلبية أمنية وحلم اريكسون في بادرة رائعة لقيت ترحيباً واسعاً، وانعكس ذلك على مباراة أساطير ليفربول أمام أساطير أياكس، والتي حضرها أكثر من 55 ألف متفرج، السبت، تلبية لنداء المدرب السويدي لكي يعيش الآلاف معه اللحظة "الأخيرة" الأكثر إثارة في مسيرته التدريبية، وفي حياته بصفة عامة.

ابتسامة الشجاع
ودخل السويدي أرض الملعب بابتسامة عريضة، في حين كانت الجماهير تلّوح بأوشحة حمراء وتنشد أغنية النادي الشهيرة "لن تسير وحدك أبداً"، قبل صافرة بداية المباراة.

جلس إريكسون على دكة البدلاء إلى جانب نجوم سابقين أمثال الويلزي إيان راش وجون بارنز وجون ألدريدج، لقيادة فريق من "أساطير" ليفربول ضمّ أيضاً البولندي يرزي دوديك والسلوفاكي مارتن شكرتيل وستيفن جيرارد والاسباني فرناندو توريس، ضد مجموعة من اللاعبين السابقين لأياكس أمستردام الهولندي.

بطولة الأمل والحياة
ابتسامة اريكسون تجسد قمة الشجاعة، والإقبال على الحياة حتى آخر لحظة، وهي مشاعر دراماتيكة لا يمكن تصورها أبداً، ولا يستطيع أي شخص أن يتفهمها أو يشعر بها، سوى من يعيشها مثل اريكسون الشجاع.

كما أن مبادرة ليفربول، وجماهيره أكثر من رائعة، وتجسد ما تعنيه كرة القدم والرياضة بالمفهوم الإنساني الكبير، بعيداً عن تعصب الجماهير وصراع الفوز بمباراة، أو التتويج ببطولة، فقد علمنا اريكسون ماهي"بطولة الحياة"، وأرسل لنا ليفربول ببطولة "الأمل والروح الرياضية".