يبدو أنَّ الصراع المثير بين ريال مدريد وبرشلونة يخضع لهذه القاعدة، ريال مدريد هو "القاعدة" أي أنه الأقرب دائماً للفوز والبطولات مقارنة مع غريمه برشلونة، حتى لو كان هامش التفوق المدريدي تاريخياً في المواجهات المباشرة ليس كبيراً، وفي المقابل يرتضي برشلونة بدور "الاستثناء" في إشارة إلى أنه حينما يتعلق الأمر بالمنافسة على الليجا، أو الفوز بدوري الأبطال فإنه لا يفعل ذلك كثيراً، ولا يملك "ثقة الفوز بالبطولات" وعقلية حسم التحديات، على العكس من النادي الملكي.

نجح البارسا في تقديم كرة القدم الأفضل في التاريخ مع ميسي وتشافي وإنييستا بقيادة بيب غوارديولا، وهي حقيقة لا تقبل الشك، ولكن كل ذلك أيضاً يندرج تحت كلمة "الاستثناء"، حيث لم يتمكن من الاستمرار على هذا التوهج بصفة دائمة ومستمرة.

العثرة المدريدية "استثناء"
في المقابل قد يتعثر الريال أحياناً، أي أن العثرة هي "الاستثناء" ولكنه في النهاية يظل كبيراً على الدوام، وما حدث في الكلاسيكو الأخير (الأحد) وفوز الريال بثلاثية لهدفين، ما هو إلا تأكيد لفكرة "قاعدة الريال" و"استثناء البارسا"، فقد كان الفريق الكتالوني أمام فرصة ذهبية (أخيرة) للحفاظ على حظوظه في المنافسة على لقب الدوري الاسباني، وكذلك تحقيق فوز معنوي على المنافس التاريخي ريال مدريد، وكذلك تعويض الخروج من دوري الأبطال، ولكنه أهدر كل ذلك وتلقى هزيمة قاسية أنهت موسمه فعلياً، بل أعادته لنقطة أقرب إلى الصفر في البناء من جديد.

الملكي لا يعرف الإرهاق
ريال مدريد أثبت أنه العملاق الأكبر في المحيط الكروي الأوروبي والعالمي، فقد كان عشاقه يخشون عليه قبل الكلاسيكو من الإرهاق، عقب مباراة الفريق أمام مان سيتي "وما أدراك ما مان سيتي" في دوري الأبطال، إلا أن الملكي كان أكثر توهجاً أمام البارسا، والأكثر حرصاً على الفوز، والأداء الهجومي الذي تطلب جهداً بدنياً كبيراً، أي أنه لا يعرف الإرهاق.

الريال رفع رصيده إلى النقطة 81 قبل 6 جولات من نهاية الدوري الاسباني، فيما يملك برشلونة 70 نقطة في المركز الثاني، أي أنَّ لقب الدوري استقر في مدريد بنسبة تتجاوز 90 بالمئة، بل 100 بالمئة إذا علمنا أن الريال يحتاج فقط إلى 7 نقاط من 6 مباريات متبقية، والانتصار المعنوي الكبير الموسم الحالي، أنه فاز على برشلونة 3 مرات الموسم الحالي؛ مباراتان في الدوري، ومباراة في السوبر الاسباني.

البارسا لن يعود قريباً
وبعيداً عن إثارة الكلاسيكو الذي ابتسم للريال، وأغضب عشاق البارسا، يظل التحدي الأكبر لبرشلونة أن يعود قوياً ويخرج من دائرة "البناء" الذي طال منذ رحيل ميسي، بل حتى قبل رحيله، وما يثير الخوف، أن المؤشرات تقول إنَّ فريق برشلونة لن يعود قريباً، صحيح أنه يملك عناصر شابة رائعة، إلا أنهم لن يتمكنوا من الصمود أمام خبرات وثقة واستقرار الفريق الملكي سواء محلياً أو قارياً في السنوات القليلة المقبلة، كما أن برشلونة لن يتمكن، بسبب مشاكلة المالية، من دعم صفوفه بعناصر تصنع الفارق. وملخص القول إنَّ برشلونة يحتاج إلى معجزة لا نعلم هويتها لكي يعود "بارسا بيب وليو".