عواصم: تقاطر الآلاف على مدينة بين لحم بينما يحتفل معظم العالم المسيحي بعيد ميلاد المسيح.
وقالت سلطات ما يعرف بمهد المسيح إن عدد زوار المدينة هو الأعلى منذ ما يقرب من عشر سنوات.
ويعتقد أن انخفاض حدة أعمال العنف في الشرق الأوسط قد شجعت الحجاج على العودة إلى quot;الأرض المقدسةquot;.
وقال مراسلون في مدينة بيت لحم إنهم التقوا زوارا تعلو البهجة محياهم وهم يتجمعون مع هبوط الليل خارج كنيسة المهد التي تعتبر في التقاليد المسيحية مسقط رأس المسيح.
وذكرت وكالة أسوشييتد برس أن زوارا من الهند وكندا وبريطانيا ارتجلوا أناشيد الميلاد.
وبساحة المهد -حيث انتشر باعة الفول السوداني وزي بابا نويل- اختلط بالزوار المسيحيين عدد من المسلمين جاءوا ليطلعوا عن قرب على الحدث الدولي الذي تشهده مدينتهم.
وقد بدأ بابا الكنيسة الكاثوليكية بنديكتوس السادس عشر بكاتدرائية القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان بروما، مراسم قداس منتصف الليل.
وبينما يحتفل معظم مسيحيي العالم الـ2,1 مليار بعيد الميلاد هذا الأسبوع، يحتفل المسيحيون الأرثذكس -والذين يقدر عددهم بحوالي 200 مليون نسمة- بعيد ميلاد المسيح في السابع من شهر يناير/ كانون الثاني، لأنهم ما زالوا يلتزمون بالتقويم اليوليوسي لإحياء المناسبات.
ويتوجه المسيحيون في العالم إلى الكنائس لإحياء ليلة الميلاد، وفي بعض البلدان تلتقي الأسر على مائدة العشاء في منتصف الليل.
بطريرك اللاتين في القدس يوجه رسالة سلام في قداس منتصف الليل في بيت لحم
هذا ووجه بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال رسالة سلام في عظته التي القاها في قداس منتصف الليل في بيت لحم في الضفة الغربية.
وقال البطريرك طوال في كنيسة سانت كاترين للفرنسيسكان المجاورة للمغارة التي ولد فيها السيد المسيح ان quot;السلام حق لجميع الشعوب وهو الحل الأمثل لجميع الصراعات والخلافات. فلا الحرب تثمر سلاماً ولا السجون تؤتي استقرارا ،ًوالجدران مهما ارتفعت لن تعطي الأمانquot;.
واضاف quot; لا الغازي المنتصر ولا المناضل المقهور في الأرض المقدسة، ينعمان بالسلام لأن السلام هبة من الله، والله وحده يعطي السلام quot;.
وقد تدفق من جديد الاف الزائرين مما اعاد الامل الى بيت لحم التي عانت الكثير من انعكاسات الانتفاضة (ايلول/سبتمبر عام 2000) مع احجام السائحين عن الحضور اليها طوال عدة سنوات.
ولكن جو النزاع مازال ماثلا للعيان. فالزائرون يدخلون المدينة من احدي نقاط المرور في الجدران الفاصل الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية بارتفاع ثمانية امتار.
ويقول ادواردو روبليس خيل وهو قس مكسيكي حضر لزيارة الارض المقدسة مع اسرته quot;انه لشعور خاص ومتميز ان يكون المرء في بيت لحم في يوم الاحتفال بعيد الميلاد. انها لحظة مؤثرة للغايةquot;.
وقد بدات الاحتفالات بموكب للكشافة على نغمات المزامير والطبول في ساحة المذود امام كنيسة المهد حيث وصل بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال ،الذى تولى منصبه في حزيران/يونيو الماضي، الى بيت لحم في طليعة موكب قادم من القدس في مشهد مهيب.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض من الشخصيات المقرر وصولها لحضور الاحتفالات التي تصل الى ذروتها باقامة قداس منتصف الليل في كنيسة سانت كاترين المجاورة لكنيسة المهد.
وحول ساحة المذود في وسط المدينة كان باعة الهدايا التذكارية تغمرهم سعادة بالغة وقد اقبل عليهم السائحون لشراء ايقونات ومسابح ومذاود من خشب الزيتون وتذكارات دينية اخرى.
وازدانت بيت لحم باكاليل الزهور التي غمرتها الانوار واشجار عيد الميلاد من البلاستيك وغير ذلك فبدت عليها اجواء العيد حقا.
وبدا ان ايلسا ماري كيركيغارد وهي دانمركية اعتنقت الكاثوليكية منذ خمس سنوات وكانها حائرة شيئا ما امام هذا الجو التجاري حيث قالت quot;ان الامر يبدو وكانه سوق تجاريةquot;.
ورغم ذلك فانها كانت متحمسة لفكرة المشاركة هذا المساء في قداس منتصف الليل على مسافة امتار من المكان الذي ولدت فيه مريم العذراء المسيح عليه السلام.
ويتوقع المسؤولون الفلسطينيون ان يصل عدد الزائرين الى 12500 زائر في ليلة عيد الميلاد وحدها. اما بالنسبة لعام 2008 فان عدد السائحين الزائرين لبيت لحم قد تجاوز المليون وهو مايعادل المستوى الذي تحقق في عام 2000 ،كما ان الفنادق قد امتلات بحيث لم يبق مكان فيها لاحد.
وكانت عودة السائحين موضع ترحيب من سكان منطقة بيت لحم (185 الف نسمة) التي عانى وضعها الاقتصادي كثيرا في الانتفاضة الثانية. فقد وصل معدل البطالة الى 45 في المئة في 2002ـ 2003 ولكنه انحفض في هذا العام الى 23 في المئة.
وقد وجه البطريرك فؤاد طوال الذي راس قداس منتصف الليل هذا المساء انتقادا شديدا الى الجدار الفاصل والحواجز الكثيرة في الضفة الغربية والى الوضع في غزة.
فقد قال الثلاثاء وهو يتلو امام الصحفيين في القدس رسالته في عيد الميلاد quot;اننا نشعر بالم وحزن عميق ونحن نرى مدنيين محاصرين واسوارا وحواجز تقام مما يخلق العنف والشعور بالمهانة ويولد الحقد والبغضاءquot;.
وقد اقام الاب مانويل مسلم راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة قداس منتصف الليل في غزة في الساعة 18 (الساعة 16 تغ) على ضوء الشموع بينما لف الظلام الكنيسة ومحيطها وذلك للاحتجاج على الحصار الاسرائيلي للقطاع .
وقال مسلم امام نحو 200 من المؤمنينquot;اننا نصلي من اجل السلام ورفع الحصار (الذي تفرضه اسرائيل) على قطاع غزة، ونطالب العالم اجمع بمساعدة الفلسطينيينquot;.
وشارك في الصلاة خمسة من الناشطين المؤيدين للسلام الذين وصلوا الى غزة عن طريق البحر لكسر الحصار.
وسمح لنحو 300 مسيحي من قطاع غزة الاربعاء بالاحتفال بعيد الميلاد في الضفة الغربية لمدة اسبوع حسبما ذكر متحدث باسم الجيش الاسرائيلي.
ويبلغ عدد المسيحيين في غزة حوالي 3500 مسيحي.