كامل الشيرازي من الجزائر: بات quot;القفطان المغربيquot; يحظى برواج كبير في الأوساط النسوية بالجزائر، ورغم أنّ هذا القفطان يباع بثمن غال إلاّ أنّ ذلك لم يشكل عقبة تحد من عزيمة النسوة اللواتي يفضلنه، وصار هذا اللباس المغربي المميز بألوانه الفاتحة والجذابة، ينافس القندورة المحلية والفستان السوري وكذا الألبسة التقليدية المستوردة من بلدان الخليج العربي، ما دفع بالتجار إلى اتخاذه كتخصص يدر عليهم أرباحا طائلة.

وأسهم بيع القفطان المغربي جاهزا، على تهافت الجزائريات على اقتنائه خصوصا الفتيات المقبلات على الزواج، وخاطبنا يونس صاحب محل للتجارة بسوق دبي وسط العاصمة الجزائرية، أنّه جلب كمية من القفاطين المغربية لتسويقها على المدى المتوسط تبعا لثمنه الغالي نسبيا (34 ألف دينار)، وكانت مفاجأته كبيرة عندما نفذت سلعته مطلع الصيف، ما دفعه إلى جلب كميات إضافية منه، في وقت انتبه تجار آخرون للأمر، فراحوا يجرون في مكان مسايرة لتجارة القفطان المغربي.

كما تقول سارة وهي صاحبة محل متخصص في بيع الألبسة النسوية، إنّ الرائج في محلها هي القفاطين التي صارت تطير في الهواء على حد تعبيرها، دلالة على نفاذها، وما ساعد على رواج القفطان المغربي بحسب سارة، هي حداثته رغم تاريخه الضارب في القدم، وتلاحظ سارة أنّ صعود شعبية القفطان المغربي جاء على حساب القندورة القسنطينية والوهرانية المطرزتان بالخيط الذهبي اللون التي تربعتا على عرش الألبسة النسوية لفترة طويلة.

وبرأي كثيرات، فإنّ ارتداء القفطان المغربي صار quot;موضةquot; وأكثر من ذلك علامة ترقى بمكانة من ترتديه، لذا لا عجب إن احتدم التنافس بين الجميلات فيمن تبدو بين نظيراتها الأبهى والأحلى، في وقت تكثر الحديث في الأعراس حول السيدات والأوانس اللواتي اخترن الظهور في قفاطين واسعة مرصعة بألوان مزدهية.

وتقول آمال التي ستزف بعد أسبوعين من الآن، إنّها سافرت إلى مدينة وهران البعيدة بخمسمائة كيلومتر عن مقر سكناها، لا لشيء سوى لاقتناء قفطان مغربي يليق بأسعد مناسبة في حياتها، وتدافع آمال عن خيارها بالقول أنّ القفطان المغربي نموذج للأصالة والعراقة والجمال، وترفض صديقتها سارة حكاية الموضة، وتعلق ضاحكة:quot;إن كانت موضة كما يقولون.. فما أحلاها من موضةquot;، مشيرة إلى أنّ الظاهرة تنطوي على إيجابية، طالما أنّ الجزائريات فضلت العودة إلى اللباس التقليدي، بدل الجري وراء الأزياء الفاضحة والخادشة للحياء العام.

وتمتدح نجلاء وبهية القفطان المغربي، لأنّهما تستطيعان تجريبه بمحض إرادتهما واختيار اللون والمقاسات اللازمة قبيل اقتنائه، وكل ذلك يتم بحسبهما في فترة قصيرة، خلافا لتفصيل قندورة محلية، هذه الأخيرة قد تتطلب أشهرا حتى تكون جاهزة ودون أن تكون الزبونة متأكدة من أن النتائج ستكون مطابقة لرغباتها.

واللافت أنّ القفطان المغربي يباع في محلات متواضعة كما في الصالونات الراقية ، ويُتاح احيانا اقتناؤه بأقساط، تبعا لأنّ سعره ليس في متناول الجميع، وعلى ذلك لا تترد الكثيرات في شرائه والظهور به في حفلات الحناء والخطوبة، وكذا مجالس الفرح العام.