كامل الشيرازي من الجزائر: أعلنت الجزائر، الليلة، أنّ بعد غد الأربعاء سيكون أول أيام عيد الفطر المبارك، وجاء في بيان تلاه متحدث باسم اللجنة الحكومية للأهلة، أنّه استنادا إلى عدم ثبوت رؤية هلال شوال، فإنّه استوجب إكمال عدة رمضان 30 يوما، علما أنّ السلطات الدينية في الجزائر افتتحت شهر رمضان في الفاتح سبتمبر/أيلول الجاري مثل دول عربية عديدة كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

ولفت quot;محمد الشيخquot; الناطق باسم لجنة الأهلة الجزائرية، إلى أنّ اللجان الولائية المختصة بعملية الرصد لم تتمكن بعد فترة من المعاينة الطويلة من رؤية الهلال، علما أنّ المسألة أثارت انقساما بين مشتغلين بعلم الفلك في البلاد، ففيما جزمت جمعية الشعرى بأنّ العيد سيكون الأربعاء تبعا لاستحالة رؤية هلال شوال ليلة الاثنين، ذهب العالم الفلكي الجزائري البارز الدكتور لوط بوناطيرو إلى أنّ الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر المبارك عبر كافة أنحاء العالم، وبنى المختص في علم الفلك وتقنيات الفضاء، نظرته بناءا على حصول اقتران الشمس بالقمر صبيحة الاثنين، وتحديدا على 08.13 سا بالتوقيت العالمي.

وبرّر بوناطيرو توقعه في تصريح لـquot;إيلافquot;، إنّه استند في أبحاثه إلى الرؤية العالمية وما أقره جمهور الفلكين والفقهاء في مدينة اسطنبول 1973م وكذا جدة 2001م، مضيفا أنّ أبحاثه أفضت إلى إمكانية ثبوت رؤية هلال شوال ليلة تحريه الاثنين القادم 29 رمضان، وشرح قائلا أنّ اقتران الشمس بالقمرلشوال 1429 يُرتقب أن يقع قبل الخط الزمني لـ(مكة-المدينة) على أن يبتعد القمر عن الشمس أثناء غروبها بنحو أربع درجات، إلى غاية تجلي الهلال تدريجيا بمنطقة غرب مكة، ما يعني بحسبه إمكانية رصد هلال شوال بصورة واضحة ليلة الاثنين.

وأبرز بوناطيرو الذي يترأس مُجَمع '' البُرَاق '' للإبداع وشؤون البيئة، أنّه نظرْا لنُزُوح القمر إلى منزلته الأولي وإمكانية رؤية الهلال في البقاع المقدسة، واتضاحها عالميًا انطلاقا من جنوب أميركا وإمكانية غمامها في مناطق أخرى من العالم فإن استكمال عِدة شهر رمضان الكريم 1429 تكون حسب التقدير الفلكي، وفي إطار تقويم هجري عالمي موحد، مستوفية 29 يومًا.

وكان الفلكي المذكور اتكأ على قاعدة عامة مفادها أنّ رؤية هلال شهر شوال لا يمكن أن تتأتى في كل بقاع العالم ليلة التحري بل انطلاقا من بقعة ما على الأرض ما يستوجب المراقبة العالمية للهلال، وشدّد العالم الفلكي الجزائري على ضرورة مراقبة عالمية للهلال انطلاقا من مكة المكرمة، حيث قدّر دُخول القمر إلي مَنزلَتَهُ الأولي من بين 28 منزلة الشهرية المعروفة أثناء غروب الشمس بمكة المكرمة والمدينة المنورة ليلة التحري، بحيث يكون القمر حينئذ قد ابتعد عن الشمس بزاوية 04deg; وفي الجزائر يُقدر الابتعاد بزاوية 05deg; وبأميركَا الجنوبية بزاوية 07deg;.

وطرح بوناطيرو احتمال أن quot;يُغمىquot; الهلال على عديد البلدان الشمالية مما يستوجب اللجوء إلي عملية '' التقدير'' لمن يُجِدُنَه من آهل الاختصاص، ملاحظا أنّ القصد بالتقدير في حالة الغمام هو الحُسبان وفقا للآية القرآنية:''فَالِقُ الإِصْباَحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ حُسْباَناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِquot; (سورة الأنعام: 96)، وأيضا:''الشَمْسُ والقَمَرُ بحُسْبَان ذَالِك تَقدِيرُ العَزِيز العَلِيمquot;.