حذرت وكالة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة اليوم الجمعة ان الاعصار بارما الذي يقترب من الفيليبين يهدد نحو 1.8 مليون quot; يقيمون في اماكن معرضة لاشد الرياح quot;. وفيما دعت الارصاد الجوية الفيليبينية الى الحيطة والحذر مع اقتراب quot; الاعصار العنيف quot; بارما من الارخبيل بعد أيام على العاصفة الاستوائية كيتسانا التي اوقعت ما لا يقل عن 193 قتيلا وفق آخر حصيلة، وجهت إندونيسيا نداء للحصول على مساعدات دولية فيما تواصل فرق الاغاثة البحث عن ناجين بين انقاض المباني وسط انتشار روائح الجثث المتحللة.

مانيلا: أعلنت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ارويو الجمعة البلاد بكاملها quot;منطقة منكوبةquot; قبل وصول إعصار بارما المرتقب صباح السبت، على ما افاد المتحدث باسمها. وقال مسؤول الارصاد الجوية ناتانيال كروز عبر الاذاعة تبلغ قوة الرياح درجة كافية لتدمير المنازل واقتلاع السطوحquot;.

وتابع quot;افضل ما يمكن لمواطنينا القيام به هو اللجوء الى مبان قوية يمكنهم الاحتماء فيها لدى عبور الاعصارquot;. ويقترب الاعصار بارما من ولاية اورورا الشمالية الريفية التي يهدد بضربها اعتبارا من فجر السبت وترافقه رياح تصل سرعتها الى 195 كلم في الساعة وتعصف احيانا بسرعة 230 كلم في الساعة.

ومن غير المتوقع بحسب كروز ان يتسبب الاعصار بامطار بمستوى الامطار التي رافقت كيتسانا وتسببت بسيول من الوحول غمرت بعض احياء مانيلا ومحيطها في 26 ايلول/سبتمبر. واعلنت اجهزة الدفاع المدني انها اعدت تجهيزات اغاثة في حال حصول كارثة جديدة. وما زال حوالى 400 الف منكوب لاجئين في مدارس وملاعب رياضية ومراكز طوارئ مؤقتة.

إلى ذلك قتل 16 شخصا واعتبر 135 في عداد المفقودين في لاوس في العاصفة كيتسانا، حسبما افادت منظمة الصليب الاحمر. وقتل 14 من هؤلاء في مقاطعة اتابيو على الحدود مع كمبوديا، حسبما افاد بونثيونغ مينفيلاي رئيس قسم الاستعداد للكوارث في المنظمة.

وقتل اثناء اخران في مقاطعة سافانخيت، الا ان مقاطعة اتابيو ومقاطعة سيكونغ المجاورة كانتا الاكثر تضررا بالعاصفة التي عبرت على البلاد الاربعاء. واكد خينثونغ نوناثاسينغ المتحدث باسم الحكومة وقوع ضحايا في تلك المنطقة، الا انه لم يتسن التأكد من عدد القتلى.

وقال بونثيونغ ان معظم الوفيات كانت بسبب الفيضانات المفاجئة التي تسببت بها العاصفة والتي ادت الى تشريد 37500 شخص في لاوس، احدى افقر الدول الاسيوية. وتسبب الاعصار كيتسانا في احداث دمار في انحاء جنوب شرق اسيا منذ مقتل 293 شخصا على الاقل في الفيليبين في عطلة نهاية الاسبوع الماضية. وتحدثت فيتنام عن مقتل 99 شخصا فيما قتل 11 في كمبوديا.

وفي مدينة بادانغ الاندونسية التي دمرها الاربعاء زلزال بلغت قوته 7,6 درجة تعمل فرق الطوارئ التي تفتقر الى التجهيزات على مدار الساعة لانتشال جثث من بين الانقاض بعدما وصلت حصيلة الزلزال الى 1100 قتيل على الاقل. وفي القرى المحيطة بعاصمة سومطرة الغربية قال ناجون امضوا يومين في العراء انهم يعانون من الجوع والخوف ولا زالون بانتظار اولى بشائر المساعدات الحكومية.

وقالت وزيرة الصحة الاندونيسية سيتي فضيلة سوباري للصحافيين quot;مشكلتنا الرئيسية هي ان الكثير من الضحايا لا زالوا محاصرين تحت الانقاض. ونحن نحاول جهدنا انتشالهمquot;. وقالت quot;نحتاج الى مساعدات من دول خارجية في جهود الاخلاء. نحتاجهم ليزودونا بفرق انقاذ ذات كفاءة مجهزة بمعداتquot;. كما طلبت من العاملين الطبيين معالجة الضحايا المصابين بجروح خطيرة ويعاني الكثير منهم من كسور في العظام.

وتعهدت العديد من الدول بتقديم المساعدة، الا ان الطرق المغلقة وخطوط الكهرباء المقطوعة وشبكات الاتصال السيئة تعيق جهود تنظيم عملية انقاذ واسعة النطاق. وقال سوريادي سويدارمو الطبيب الجراح في خدمة عربات الاسعاف الطارئة في العاصمة جاكرتا الذي وصل مع عشرة خبراء مدربين على دخول المباني المنهارة quot;لا تتوفر لدينا المعدات الملائمة. ليس لدينا حتى كلابquot;.

وفيما يعمل عمال الانقاذ في درجات حرارة مرتفعة، فان فرص العثور على احياء من بين الانقاذ أخذت في التناقص سريعا. وصرح الامين العام للهلال الاحمر الاندونيسي جازولي امباري انه quot;بالنظر الى الوضع الحالي، فان فرص العثور على احياء بين الانقاض قليلة للغايةquot;.